كثيرا ما اشتكت العاملات البحرينيات في مصانع الملابس الجاهزة من سوء الإدارة الاجنبية وتعسفها، وعدم توافر ابسط وسائل السلامة، و«حتى الكمامات المتوافرة في بعض المصانع، يستخدمها الاجانب ولا يكون للعاملات المواطنات اللاتي تقدر نسبتهن بـ 32 في المئة من اجمالي العاملات، الا نصيب محدود»، كما تقول عضو جمعية «نهضة فتاة البحرين» خديجة مسعود.

مسعود وبعض زميلاتها في الجمعية يعكفن منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي على الاعداد لدراسة تستهدف «التعرف على ظروف واحتياجات العاملات، والعوامل المؤثرة على مشاركتهن في سوق العمل، وعوائق انتاجيتهن، وسبل تحسينها».

ويأمل فريق البحث التطوعي - الذي نسق في ذلك مع غرفة التجارة والصناعة - القاء الضوء على جانب لم تجد له الجهات الرسمية منذ اكثر من عقد ونصف حلولا ناجعة، ويأملن ان يسهمن في ايضاح الصورة للمسئولين، عل ذلك يشجع على اتخاذ اجراءات تحسن من شروط العمل، ليكون اكثر انسانية.

عضو الفريق عائشة غلوم ترى «انه من خلال المعاينة اتضح ان اجواء العمل في الكثير من المصانع، وعددها 24 مصنعا، ملوثة، والتهوية رديئة، بلا تكييف، ولا اماكن للراحة، ولا ماء بارد، ومن دون كراسي صالحة. اما الحشرات، والسحالي، والفئران، فأمور عادية فيها، «اذ تأكل البنات وجباتهن على انغامها».

وانتهى الفريق توّا من زيارة المصانع كلها، وعلى رغم عدم تعاون الكثير منها، وتعالي مسئوليها، مما يعكس «سطوة الاجنبي»، على حد تعبير فريق البحث، فإن النشاط والهمة مكناهن من توزيع حوالي 900 استبانة على العاملات البحرينيات، فضلا عن 24 استمارة على رؤساء هذه المصانع.

لكن الباحثات اضطررن إلى الغاء بعض الاستمارات بسبب عدم قدرة العاملات البحرينيات الاجابة بصراحة، «ففي بعض المصانع يرسل المسئول رقيبا على العاملات، ويحول ذلك دون ابداء اجابات صريحة وواقعية».

ويتساءل فريق العمل، الذي يضم ايضا عائشة المرزوقي، وصفية سعد، واخريات، عن غياب الرقابة الرسمية، اذ انشئت هذه المصانع منذ منتصف الثمانينات، وازدادت قوة مع بداية التسعينات، بسبب توافر «كوتا» للسوق الاميركية، اذ تصدر المصانع 98 في المئة من انتاجها إلى هناك، وتساهم - بحسب مصدر اقتصادي - بنسبة تبلغ 3 في المئة حجم القطاع الصناعي، اما اهميتها فتأتي من كونها تشغل حوالي 60 في المئة من البحرينيات العاملات في قطاع الصناعات التحويلية، لكنها باصرارها على الاساءة للعاملة البحرينية تكون ارتكبت ذنوبا يجدر معالجتها، بحسب ما يقول فريق العمل التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين»