تحت رعاية من رئيس دولة الإمارات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يقام معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك 2016)، الحدث الأكثر تأثيراً في هذا القطاع على الساحة الدولية، وذلك في الفترة ما بين 7 و10 نوفمبر الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض. ويأتي هذا الحدث في وقت أجمع فيه خبراء القطاع أن تعزيز الكفاءة التشغيلية ودعم قيمة الأصول وتحسين الأداء، تشكل عوامل أساسية لشركات الطاقة من أجل الحفاظ على تنافسيتها ومرونتها في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي.
وتعمل التطورات في مجال التقنية والابتكار، والمزيج المتطور من إمدادات الطاقة، على دفع شركات النفط الوطنية والعالمية إلى إعادة التفكير في الطريقة التي تعمل بها، وفقاً لقادة بارزين في قطاع الطاقة العالمي.
وفي الوقت الذي دفعت تغيرات السوق العديد من المنتجين وشركات النفط لإعادة النظر في مستويات الإنتاج، تؤكد استراتيجية أدنوك 2030 وخطتها الخمسية على التزامها بأهدافها لتطوير كافة مراحل وجوانب أعمالها.
وتكمن الكفاءة التشغيلية في صميم استراتيجية أدنوك مع استمرارها في البناء على إرثها من النجاح وتعزيز مركزها التنافسي في السوق.
وقال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة أدنوك ومجموعة شركاتها: "يشهد قطاع الطاقة العالمي الكثير من التغيرات التي دفعت مجموعة أدنوك إلى تطوير عملياتها للتكيف مع متطلبات الواقع الجديد للقطاع".
وأضاف: "وضعت مجموعة أدنوك استراتيجية جديدة وخطة خمسية تهدف إلى زيادة الربحية في عمليات الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وتعزيز القيمة في عمليات التكرير والبتروكيماويات، وتوفير إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز، وذلك بما يرسخ دور مجموعة أدنوك في دعم الازدهار وتقديم قيمة أفضل للوطن".
وأوضح معاليه أنه فيما تركز أدنوك على تحسين الكفاءة والاستفادة من فرص تعزيز القيمة، فإنها ستقوم أيضاً باستثمارات استراتيجية ذات جدوى تجارية تستند إلى تاريخ الشركة الحافل بالنجاح وتسهم في استمراية نمو وتطور المجموعة.
وتسعى وزارة الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لمواءمة استراتيجيتها مع التطور الحاصل في مزيج الطاقة العالمي. وتشمل هذه الاستراتيجية زيادة إنتاج الغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
وفي هذا الإطار، أكّد معالي سهيل محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، وأحد المتحدثين في جلسات الحوار الوزارية التي ستنعقد ضمن أديبك 2016، التزام دولة الإمارات بأن تكون مورّداً عالمياً موثوقاً في الحصول على النفط والغاز، منوّهاً بإدراك البلاد أن "القطاع يمرّ في مرحلة تحوّل"، وقال: "البحوث والتقنية والابتكار أمور حاسمة لتعزيز الكفاءة على امتداد سلسلة التوريد، لذا يجب علينا التعامل مع مشهد الطاقة من خلال العمل على تأسيس جيل الغد من خبراء الطاقة من أبناء هذا البلد، والحرص على نشر أفضل الممارسات، وإقامة علاقات جديدة، والقيام باستثمارات استراتيجية، ما من شأنه دفع عجلات النمو والتقدم في القطاع. عندئذ فقط يمكننا أن نُمهّد الطريق نحو مستقبل مستدام للطاقة".
وقد رسّخت العاصمة الإماراتية أبوظبي مكانتها كمركز عالمي مهمّ لقطاع الطاقة، وهي تلعب سنوياً دور المضيف لحدث أديبك الذي يمكن وصفه بأنه أكبر معرض ومؤتمر للنفط والغاز في العالم. ويتمتع حدث الطاقة البارز هذا بسجلّ طويل يحفل بألمع العقول وأشهر الخبراء من حول العالم لمناقشة التحديات والفرص الماثلة أمام قطاع النفط والغاز. ومن المقرّر أن يجمع أديبك هذا العام أكثر من 2,000 جهة عارضة و8,500 موفد و700 متحدث تحت سقف واحد، من أجل تسليط الضوء على المواضيع المهمة والقضايا الساخنة التي تمسّ قطاع الطاقة.
وبات مؤتمر أديبك 2016 الأكبر رسمياً في قطاع النفط والغاز بالعالم، إذ سيتناول جميع الجوانب الفنية وغير الفنية في القطاع عبر برنامج شامل يتضمّن جلستين وزاريتين، وثلاث جلسات لرواد الأعمال العالميين، وثماني جلسات نقاش، وثمانٍ غيرها خاصة بالعمليات البحرية والملاحية، وثماني جلسات أخرى ضمن فعالية "المرأة في قطاع الطاقة"، فضلاً عن 106 جلسات فنية متخصصة.
ومن المتوقع أن يكون نصف زوار أديبك، على الأقلّ، ممن يحظون بسلطة شرائية منفردة أو مشتركة، ما يدل على مكانة هذا الحدث كمصدر تمكين للاستفادة من الفرص التجارية المحلية والإقليمية والعالمية في مجال الطاقة، فضلاً عن كونه منبراً عالمياً للتبادل المعرفي.
وقال كريستوفر هدسون، رئيس قطاع الطاقة العالمي لدى "دي إم جي للفعاليات"، إن مشهد الطاقة "يمرّ بتغيرات متسارعة تتميّز ببيئة تجارية تزداد فيها حدّة المنافسة وتتزايد فيها الحاجة إلى إعادة رسم الاستراتيجيات سواء في مجالس الإدارات أو في حقول الإنتاج". وأضاف: "تُحتّم هذه الديناميكية الجديدة على الشركات أن تبقى في الطليعة لتواكب أحدث التطورات في القطاع، من أجل تجاوز المرحلة الحالية مع الاستفادة من الفرص العديدة التي تتيحها. وفي هذا السياق، يقدم أديبك للجهات المعنية في القطاع منصة واحدة للتواصل مع قادة الفكر والمحللين والموردين والمبتكرين، لتمكينهم من تطبيق استراتيجيات فعالة مبنية على بيانات حقيقية ومعلومات دقيقة مُستقاة من أرض الواقع".
تجدر الإشارة إلى أن أديبك يقام بدعم من وزارة الطاقة الإماراتية وغرفة أبوظبي وهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.