قال مستشار المنظمة العالمية لأطباء العائلة فيصل الناصر، إن تقنين السيجارة الإلكترونية، أفضل من منعها.
وأضاف الناصر الذي اختير مؤخراً لتمثيل مملكة البحرين في الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين، أن «السيجارة الإلكترونية وعلى مستوى البحرين، كانت ممنوعة، قبل أن يتم السماح بها بعد ذلك»، وتابع «أرى أن أي ممنوع مرغوب، وبالتالي إذا تم منع السيجارة الإلكترونية بشكل صارم فإن ذلك قد يؤدي للالتفاف على القانون، كما قد يؤدي ذلك للترويج لها بشكل أكبر، وعليه فإنني أرى أفضلية السماح بها لكن بتقنين يجعلها آمنة بدرجة أكبر ولا يسمح بانتشارها».
ويعمل الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين، ومقره بريطانيا، على القضاء على التدخين بكل صوره، مستعيناً على ذلك ببرامج ومؤتمرات، من بينها مؤتمره الثاني الذي ستحتضنه دولة الكويت في ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
وتطرق الناصر في حديثه عن السجائر الإلكترونية، إلى الأهداف الأساسية من تصنيعها، فقال: «جاءت لتخفف من عادة التدخين الذي هو اعتياد وإدمان، ولذلك كانت المواد المستخدمة فيها ذات نكهات لكن من دون نيكوتين، غير أن سلامة هذه المواد لم يثبت علمياً خلوها من أي أضرار، وبالتالي فهي سلاح ذات حدين، قد تعمل على التقليل من مضار النيكوتين إلا أنها قد لا تعالج الاعتياد على التدخين حيث من الممكن أن تعمل على زيادة نسبة التدخين عند المراهقين والأطفال».
وتابع «إذا استخدمت السيجارة الإلكترونية للتخفيف من التدخين فقد يكون ذلك أمراً جيداً، لكن المشكلة حين يبدأ الشباب بتجربتها الأمر الذي قد يؤدي للتدخين الفعلي بما يعني نتائج عكسية».
وبشأن رؤيته لجانب المنع، قال: «سمح بهذا النوع من السيجارة في كثير من الدول حتى تلك التي تمنع التدخين، وعندهم في ذلك قوانين صارمة، لكنني أشدد هنا على ضرورة أن نضع السماح بهذه السيجارة بين هلالين إذ لاتزال بحاجة للمزيد من الدراسات التي تثبت أنها آمنة أو غير آمنة».
وأردف «في حال سمح بها على نطاق واسع، فإن الجميع سيحاول تجربتها بما في ذلك النشء وحتى الأطفال، وهذا قد يوصلهم للعادة، لكن إذا قننت بحيث انحصرت في الشخص المدمن على التدخين، فقد تسهم في مساعدته للتخلص من الإدمان».
وفي الحديث عن التدخين بصورة عامة، قال الناصر: «أثبتت الدراسات أن التدخين هو مفتاح لباب المرض عند الإنسان، حيث تطال أضراره جميع أعضاء الجسم، بعد أن وجد في السيجارة أكثر من 200 مادة سامة تؤثر على الشرايين وعلى الرئتين ابتداءً من مجرى التنفس، من الفم إلى المريء إلى القصبة الهوائية والى معظم أجهزة الجسم».
وأضاف أن «هذا الحديث يشمل جميع أنواع التدخين، على اعتبار أن المشكلة تكمن في محتويات السيجارة من التبغ والنيكوتين من مخلفات احتراق الورق نفسه والذي يزيد من نسبة أول أكسيد الكربون المستنشق والداخل في الجسم حيث يتحد مع كريات الدم الحمراء مانعاً من اتحادها مع الأكسجين فتقل نسبة الأكسدة في الدم مما يؤثر على نشاط الإنسان».
العدد 5173 - الجمعة 04 نوفمبر 2016م الموافق 04 صفر 1438هـ