بدأ رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري اليوم الجمعة (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) استشاراته النيابية الرسمية تمهيداً لاختيار الوزراء الجدد وتوزيع الحقائب على الكتل السياسية، وهي مهمة يرجح ان تكون صعبة وتستغرق وقتا نتيجة التعقيدات والانقسامات السياسية في لبنان.
واستهل الحريري الاستشارات بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر البرلمان في وسط العاصمة، ثم التقى عددا من الكتل السياسية، على ان يستكمل لقاءاته في وقت لاحق الجمعة، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للاعلام.
وترتدي هذه المرحلة من الاستشارات طابعا رسميا، ينتقل رئيس الحكومة المكلف بعدها الى الاتصالات وراء الكواليس او العلنية مع القوى السياسية النافذة، من أجل التوصل الى تشكيلة حكومية.
ويتوقع المحللون ألا تكون عملية التشكيل سهلة بسبب تضارب المواقف السياسية على خلفية الحرب في سورية المجاورة ومشاركة حزب الله، أبرز خصوم الحريري والمشارك في الحرب السورية الى جانب النظام، ومشكلة المحاصصة الطائفية التي تشكل معضلة مزمنة في لبنان.
وأعلن الحريري الخميس بعد أن كلفه رئيس الجمهورية الجديد ميشال عون تشكيل الحكومة السعي الى "تشكيل حكومة وفاق وطني تتخطى الانقسام السياسي".
وقال "هذا عهد جديد يجب أن نعطيه فرصة، والحكومة ستضم كل الأطراف السياسية".
وهي المرة الثانية التي يتولى فيها الحريري رئاسة الحكومة، وقد احتاج في العام 2009 بعد تكليفه من الرئيس السابق ميشال سليمان، خمسة اشهر لتشكيل حكومة وحدة وطنية. بينما أمضى رئيس الحكومة السابق تمام سلام عشرة اشهر لتشكيل حكومة.
وجاء تكليف الحريري في اطار تسوية سياسية أتت كذلك بعون رئيسا للجمهورية الاثنين بعد سنتين ونصف على شغور المنصب. ووافقت غالبية الاطراف السياسية على التسوية.