قال المنسق الإقليمي لعمليات المحاكاة لفاشية شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية، طارق السيد، إن المنظمة تعمل على مبادرة وخطة واضحة للوصول إلى عدم تسجيل أية حالات جديدة للإصابة بشلل الأطفال مع نهاية العام المقبل (2017)، لتبدأ المنظمة بعدها في برنامج يستمر 3 أعوام لاستئصال المرض كلياً.
وأشار السيد في تصريح لـ «الوسط»، إلى أن المنظمة سجلت هذا العام نحو 29 حالة إصابة بشلل الأطفال على مستوى العالم، بعد أن بلغ عدد الحالات في العام 1988 نحو 350 ألف حالة.
جاء ذلك على هامش تدشين تمرين المحاكاة لاختبار خطة التأهب لفاشية شلل الأطفال في البحرين، والذي نظمته إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة، يوم الأربعاء (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بفندق الدبلومات، بالتنسيق مع المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية. وشهد التمرين حضور عدد من المسئولين والمعنيين ببرامج الوقاية والتمنيع ومكافحة الأمراض.
السيد وخلال تصريحه، أعرب عن تفاؤله للقضاء على مرض شلل الأطفال، وعدم تسجيل أية حالات جديدة، مؤكداً أن التحدي الذي يواجهونه في مكافحة المرض، يتمثل في توطن المرض بمناطق تفتقد للأمن والأمان، ويمنع قادتها وصول التطعيمات للأطفال.
وقال: «نحن كمنظمة دولية نتعاون مع حكومات الدول المختلفة لمواجهة أية مشكلة صحية، وهي بيت الصحة بالنسبة للهيئات الدولية، وتعمل بالتعاون مع الحكومات، والمشكلات الصحية في العالم متعددة وكثيرة».
ولفت إلى أنهم في منظمة الصحة العالمية، بدأوا في العام 1988 بمبادرة وخطة للقضاء على شلل الأطفال، وتم تحديد مدة زمنية لذلك، بحيث لا تسجل أية حالات جديدة بعد هذه المدة.
وأوضح أنهم «في العام 1988 كنا نسجل 350 ألف حالة شلل أطفال في العام، بمعنى كل يوم ألف حالة تقريباً، ووصلنا العام الماضي (2015) إلى 74 حالة، وفي هذا العام سجلنا حتى الآن قرابة 29 حالة، آخرها سُجل يوم الثلثاء الماضي، وهي تتركز في دولتين فقط، هما باكستان وأفغانستان، بعد أن كانت 125 دولة تعاوني من هذا المرض».
ورأى أن هذه الأرقام والإحصائيات تثبت بأن منظمة الصحة العالمية تسير على الطريق الصحيح.
وبسؤاله عن التحديات التي تواجههم في مكافحة المرض، بيّن أن «التحديات الرئيسية أن هناك دولتين المرض فيهما متوطن، وهما باكستان وأفغانستان، وبذلنا مجهوداً كبيراً استمر لأعوام من أجل تقليل عدد المصابين بشلل الأطفال في باكستان خصوصاً، وهي أكثر دولة فيها أطفال مصابون بشلل أطفال، إذ سجلنا العام الماضي 54 حالة».
وأضاف «من بين التحديات التي تواجه منظمة الصحة العالمية في الدولة المتوطن فيها المرض، أن هناك أشخاصاً مازالوا يقاومون التطعيمات ضد المرض، ولا يشجعونها، وهناك مناطق ينعدم فيها الأمن والأمان قادتها يقفون في وجه تطعيم الأطفال، وبالتالي يكون مستوى التمنيع سيِّئاً، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بشلل الأطفال».
ونبه إلى أنه «لا توجد مشكلات في تمويل برامج مكافحة شلل الأطفال، وإن كانت بعض الدول بدأت تسأم وتمل من طول مدة البرنامج، ولكننا لا نواجه مشكلة في هذا الجانب، مشكلتنا الرئيسية أن نرفع مستوى التمنيع في الدول التي ينتشر فيها المرض».
وبسؤاله عن حجم إنفاق الدول لمكافحة شلل الأطفال وشراء الأدوية واللقاحات، أفاد السيد بأنه على مدار 28 عاماً أنفقت الدول مليارات الدولارات للوصول إلى مرحلة عدم تسجيل حالات إصابة بشلل الأطفال، ولكننا في المقابل استطعنا حماية 1.5 مليون شخص من الوفاة بسبب شلل الأطفال، ومنعنا 15 مليون إصابة بالمرض بسبب هذه المبادرة، وبالتالي تكون هذه المبالغ ثمناً بخساً أمام إنقاذ أرواح الملايين.
أما عن حالات الوفيات بين الأطفال بسبب الإصابة بالشلل، ذكر أن هناك أنواعاً من الإصابة بالشلل، وتقدر نسبة الوفيات من بين المصابين فعلياً بالمرض، بنحو 5 في المئة، وصحيح أن هذه النسبة قليلة ولكنها موجودة وخطيرة. وذكر أنه لا توجد علاجات لمرض شلل الأطفال، ولكن توجد وقاية وتطعيمات، وبالتالي فإن من أصيبوا بالمرض سيعيشون معه طيلة حياتهم، وقد يكون التعايش مع المرض أكثر صعوبة وألماً من الموت.
وبسؤاله عن رؤيتهم لخطط الوقاية من شلل الأطفال في البحرين، أكد أن «خطط البحرين جيدة جداً، وتجعلها من أحسن الدول في توفير التطعيمات، ولكننا يجب أن ننتبه دائماً، لأن الأمان المستمر يجعلنا نتباطأ في تنفيذ برامج التمنيع». ونصح المنسق الإقليمي لعمليات المحاكاة لفاشية شلل الأطفال بمنظمة الصحة العالمية، البحرين بأن تحافظ على ما وصفه «الأداء الرائع» في برامج الوقاية من مرض شلل الأطفال، مؤكداً أنها «محمية» من الإصابة بالمرض، ولكن لابد من الانتباه لاستمرار برامج التوعية والوقاية.
وقال: «لسنا قلقين على البحرين، ولكن لابد أن ننتبه لمستوى الوقاية من خلال المحافظة على كفاءة برامج التمنيع وتوفير التطعيمات اللازمة».
العدد 5172 - الخميس 03 نوفمبر 2016م الموافق 03 صفر 1438هـ