العدد 5172 - الخميس 03 نوفمبر 2016م الموافق 03 صفر 1438هـ

فتاة تستثمر 300 دولار وتحولها إلى مليار دولار

بعد أن فقدت والدها في بلاد غربة

غالبية البحرينيين لا يعرفون قصة الفتاة التي فقدت والدها في بلاد غربة، واستثمرت 300 دولار (تعادل 113 ديناراً بحرينيّاً) وحولتها إلى مليار دولار، ربما لأن وسائل الإعلام المحلية لم تطلعهم عليها.

القصة بدأت عندما أراد الأب أن يصنع مستقبلاً جميلاً لعائلته، فهاجر مع أسرته (زوجته وبناته) إلى الولايات المتحدة للعمل، وهناك قتل الأب، يا له من مصير مجهول أن تترك زوجتك وبناتك في بلاد غربة، وأي مستقبل هذا، إنه الجنون في اتباع الوهم المسمى (تأمين المستقبل).

تمر الأسرة بظروف صعبة، وقلب الألم يحمل مشاعر أكبر من أن تصفها الكلمات والحروف، ولكن حبها المتدفق نحو بناتها يسكن كل آلامها.

اهتمت الأم ببناتها، وشجعتهن على تحقيق أحلامهن وبناء مستقبل جميل، جعلتهن يحلمن ويحلمن، ولكن هل الأحلام تتحول إلى حقيقة أم إلى وهم وسراب يسير بصاحبه إلى الجنون.

البنت الكبرى وعمرها في ذلك الوقت 17 عاماً، عزمت على تحقيق الحلم، بالبدء في إنشاء مشروع، ولم يكن لديها مال، فشدت العزم حتى بدأت المشروع في 1996 بمبلغ 300 دولار.

فكانت نتيجة المشروع تعباً وضياع وقت في بداية انطلاقته، ولكن بالصبر والإرادة وقوة الإيمان وقف المشروع على قدميه في السوق.

وبمرور الوقت واصل المشروع النمو وحقق إيرادات ضخمة بملايين الدولارات، وتزوجت وأنجبت أطفالاً وعاشت في سعادة غامرة، ولكن «دوام الحال من المحال»، فجاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة، وأحدثت تأثيرات اقتصادية أدت إلى إفلاس مئات الشركات الأميركية.

ونتيجة التطورات السيئة في الاقتصاد الأميركي في 2001، واجه مشروع البنت الكبرى خسائر، حتى أنها بسبب الضغوط التي تدفعها لإعلان الإفلاس، سرحت أغلب الموظفين.

وبذلت قصارى جهدها لحماية المشروع من الانهيار، ولكن محاولاتها لم تفلح في وقف التأثيرات السلبية التي تعاني منها السوق الأميركي في ذلك الوقت، وفقدت كل شيء.

انهيار المشروع لم يكن نهاية، بل بداية جديدة لتحقيق النجاح بشكل أفضل من السابق، فجمعت جهودها وعادت من الصفر تستثمر من جديد.

فمر السوق بتحديات وصعوبات يتجنب رجال الأعمال مواجهتها ويفضلون الهروب، فهم يدركون أن «ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن».

بينما البنت الكبرى رفضت الهروب وقررت المواجهة والتحدي، فكان مصيرها أن حققت نجاحاً باهراً يفوق التصورات حتى تضاعفت ثروتها وأصبحت بنهاية العام 2015 نحو مليار دولار (المليار يعادل 1000 مليون).

البنت الكبرى هي نينا فاكا المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بينكل، واحدة من أكبر شركات خدمات تكنولوجيا المعلومات في العالم، والتي تجسدت إرادتها في البيت الشعري:

تجري الرياح كما تجري سفينتنا

نحن الرياح ونحن البحر والسفنُ

إن الذي يرتجي شيئاً بهمَّتهِ

يلقاهُ لو حاربَتْهُ الإنسُ والجن

ُّفاقصد إلى قمم الأشياءِ تدركها

تجري الرياح كما أردت لها السفن.

ونينا فاكا، أصلها من أميركا اللاتينية، سافرت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك حدث ما حدث.

ونتيجة قصتها الملهمة، عينها الرئيس الأميركي باراك أوباما ضمن سفراء العالم لريادة الأعمال، وتبتعثها وزارة الخارجية الأميركية لزيارة العالم بهدف تحفيز الشباب.

وحطت رحالها في مملكة البحرين هذا الأسبوع، وقد قدمت محاضرة مساء أمس الأول في حاضنة مسرعة الأعمال CH9 في جزر أمواج، بتنظيم جمعية البحرين للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة برئاسة عبدالحسن الديري.

وقال الديري: «إن قصة نينا فاكا تجسد الطموح والإرادة والعزيمة على تحقيق النجاح، وهي ملهمة للشباب الساعي إلى بناء مستقبل مشرق».

وأكد الديري على أهمية الاستفادة من «نينا فاكا» كنموذج لريادة الأعمال وتحقيق النجاح في عالم الأعمال مهما كانت التحديات.

أثناء تكريم نينا فاكا المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بينكل
أثناء تكريم نينا فاكا المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة بينكل

العدد 5172 - الخميس 03 نوفمبر 2016م الموافق 03 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 12:14 ص

      بعض النظر عن جنس وجنسية صاحبة القصة فهي قصة حقيقية في عالمنا اليوم وليست بعيدة عنا تاريخياً وقد جاءت عبر آلاف الأميال لتشاركنا هذه القصة والنجاح المرتبط بالمعاناة بل وقد خرج من رحم المعاناة وفي ذلك عبر كثيرة. فكل الشكر لمن استضافها لتبيان ذلك وكل الشكر لجمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورئيسها الدكتور عبدالحسن الديري الذين يعملون بجد واجتهاد في هذا المجال لتقديم الأفضل ومساعدة المواطنين لامتهان العمل الحر الشريف ولجريدة الوسط لنشرها وتبنيها لمثل هذه القصص الواقعية والمفيدة

    • زائر 26 | 11:43 ص

      يمكن نفس اللي اشترى طائرة لمرته

    • زائر 25 | 11:16 ص

      اخواني اخواتي صح هي غير بحرينيه ولكن هناك الكثير من المتعثرين وانا واحدة منهم كنت موجده وسمعة قصتها طيبه جدااا ورااائعه وكانت تشجع الشباب اتمنى للجميع التوفيق ومن زرع حصد

    • زائر 23 | 9:24 ص

      جزيل الشكر والتقدير للكاتب المخضرم عباس المغني على هذا السرد المتميز والمشوق????

    • زائر 21 | 8:24 ص

      ارزاق

    • زائر 17 | 5:56 ص

      كله چذب
      مسكين النينون يمارس العلاج الطبيعي في بيته
      عرضوا شغله في التلفزيون
      ويوم ثاني سجنوه
      ههههههه

    • زائر 16 | 5:30 ص

      الا اقوله الا عنده طموح انه يطور من نفسه راح يتطور ويوصل لهدفه وانا وحده عندي امل بأن الله. سبحانه وتعالى بيعطينا على قد مانتمنى

    • زائر 15 | 4:36 ص

      هني من تنجح تبتطل عيون الهوامير عليك وياكلونك انت والمشروع.

    • زائر 14 | 4:15 ص

      انا بعد عندي مائة دينار حولتها لمليون حطيت قدامها كم صفر صارت مليون بعد تعب و عناء هههه

    • زائر 13 | 4:15 ص

      صياغة الخبر كأنها بحرينية ، نبغي نقرا الإسم طلعت لاتينية !

    • زائر 24 زائر 13 | 10:14 ص

      مافي شي انكتب انها بحرينية ههه

    • زائر 12 | 4:13 ص

      كلها ارزاق ولكن ليس بمعنى ذلك ان لا نجتهد للارزاق

    • زائر 11 | 3:37 ص

      راجع بنك البحرين التنمية و راح يمولونك حق دراسة طيران

    • زائر 19 زائر 11 | 7:33 ص

      الدراسه تقريبا تكلف في حدود ٦٠ الى ٧٠ الف
      حتى لو فرضت انه البنك بيعطيك يبي شي بالمقابل ومايقل عن ٥٠٠ دينار شهريا تدفع ليها .. صعبه او مستحيله بالنسبه ليه ..

    • زائر 8 | 3:22 ص

      انا بعد جمعت مئة دينار قلت بسوي بها مشروع، بس رفعوا سعر اللحم و البترول و الحين ادور مئة دينار غيرها

    • زائر 6 | 3:14 ص

      يرزق الله من يشاء بقدرته

    • زائر 5 | 3:08 ص

      انا الحمد الله ابتديت بمشروع خمسة الإلاف دينار والحين حتى خمس مية دينار ما عندي

    • زائر 4 | 2:44 ص

      ولد البلاد

      انا بعد ابتديت بثلاثة دينار والحين عندي عشره آلاف دينار وأن شاء الله اوصل المليون

    • زائر 10 زائر 4 | 3:28 ص

      بالتوفيق

      عقبال المليار وإرضاء الله بأعمال الخير

    • زائر 3 | 2:35 ص

      انا كنت مندمج في القصة على أن تلك العائلة والبنت بحرينية !!! وفي المنتصف تبين لي انا غير ذلك..الله يوفقها ويوفق كل مثابر ...

    • زائر 7 زائر 3 | 3:22 ص

      انه بعد نفس الشي كنت انتظر اقرا اسم العائله وعقب يتضح لي بأن الموضوع ماله علاقه بالمرة بالبحرين

    • زائر 2 | 1:52 ص

      ما شاء الله سبحانه الله .. انه عندي حلم اصير طيار Commercial شلون احققه هالحلم ؟ اوردي اشتغل الحين وماعندي المبلغ الى احتاجه للدراسه وحتى لو جمعت ماراح يكفي .. كيف الواحد مايستسلم ويحارب هالشي!

    • زائر 20 زائر 2 | 8:01 ص

      اذا كنت من الفئة المغضوب عليه مش بوزك تشتغل طييار.

    • زائر 1 | 1:44 ص

      ماشاء الله ربي يوفقها من جد وجد والله ولي التوفيق

اقرأ ايضاً