في سبتمبر/ايلول 1971 وصلت حمولة 9543 طنا من بذور القمح والشعير إلى ميناء البصرة بالعراق لتوزيعها على الفلاحين الذين بدأوا بزراعتها أو طحنها لإعداد الخبز البلدي أو استخدامها كعلف لطيورهم أو حيواناتهم الاخرى.
وبعد أربعة اشهر بدأت تظهر على الناس اعراض صحية غريبة ودخلت المستشفيات اعداد كبيرة منهم وخصوصا الفلاحين. كانت غالبيتهم تشكو في بداية الامر من فقدان الاحساس في اطراف اليد والقدم، ومن ثم بدأت تظهر عليها أعراض اكثر حدة ففقدت القدرة على المشي وثقل لسانها وفقدت حاسة السمع والبصر وتسبب ذلك في وفاة عدد كبير منها وصل إلى 459 شخصا في حين أن عدد المصابين بالاعراض زاد عن 6500 شخص.
وإثر ذلك دب الرعب في قلوب الناس واهتز المجتمع الطبي لما حدث وتجاوب بسرعة لمعرفة السبب، وعند إجراء الفحوصات والتحاليل اكتشفوا وجود نسب عالية من عنصر الزئبق السام في اجسام المتضررين تراوحت بين 25 إلى 40 مليجراما. وبعد تقص وبحث تم التوصل إلى أن مصدر الزئبق هو بذور القمح والشعير التي وزعت على الفلاحين وكان تركيز الزئبق في الحبوب من 3,7 إلى 14,9 ميكروجرامات من الزئبق لكل جرام. وعلم بعد ذلك أن الزئبق وصل للحبوب نتيجة استخدام احد مركبات الزئبق خصوصا ميثيل الزئبق كمبيد للفطريات من اجل تخزين الحبوب لفترة طويلة دون تلفها وحمايتها من الفطريات، إلا أن النتيجة كانت كارثة راح ضحيتها مئات الاشخاص
العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ