لا علاقة للأمر بحرارة الطقس ورطوبة الجو. فالعلماء يقولون ان مدينة طوكيو اصبحت مكتظة بالسكان إلى درجة ان الحرارة المتجمعة من كل النشاط الانساني بدأت تغير انماط الطقس المحلية كنوع من التسخن العالمي، ولكن في نطاق مدينة واحدة فقط.
لقدأصبح الضباب الصباحي شيئا من الماضي في العاصمة اليابانية. والعواصف الرعدية التي كانت ذات وقت ترمز إلى الصيف وتأتي في الظهيرة صارت تهب في ساعة متأخرة من الليل أو قبيل الفجر، والمطر بات يهطل بغزارة اكثر وبصورة متكررة.
ويقول رئيس دائرة استشارات الطقس في وكالة الارصاد الجوية اليابانية شوهي اكاشي: «إننا نشهد اكثر من مجرد ارتفاع في درجات الحرارة، ان انماط هطول الامطار والرطوبة اخذت تتغير ايضا».
وتتولد ظاهرة «الجزيرة الحرارية» هذه عن شدة الاحتشاد السكاني. فالعدد الكبير من السيارات ومكيفات الهواء، التي تبث الهواء الساخن وغازات المستنبتات الزراعية ترفع درجات الحرارة إلى اعلى من حرارة المناطق المحيطة. وتضيف الكمبيوترات والاجهزة الالكترونية في المباني والمكاتب مقادير اخرى من الحرارة.
ويسهم الاسفلت والاسمنت في الظاهرة ايضا لأنهما يمتصان الحرارة من الشمس، فيما يؤدي تناقص المساحات الخضراء إلى اختفاء الفيء والمياه المبردة القابلة للتبخر في الجو.
وحسب الاحصاءات التي جمعتها دائرة الاطفاء في طوكيو فقد ارتفع عدد سيارات الاسعاف التي تهرع لاسعاف أشخاص عانوا من الحرارة، من 100 سيارة في العام 1985 إلى 622 في العام الماضي. وتقول وزارة العمل ان عدد الاشخاص الذين ماتوا لاسباب ناجمة عن الحرارة ارتفع من 152 شخصا في العام 1996 إلى 207 اشخاص في العام 2000.
وهناك ايضا اخطار اخرى غير مرئية، فإن تركيبة الحرارة وضوء الشمس يمكنها ان تؤدي إلى ارتفاع مستوى الاوزون على الارض الذي يكون مفيدا عندما يحتشد في طبقات الجو العليا، ولكنه على الارض يصبح ملوثا ويشكل خطرا على الصحة. وسعيا وراء الحد من درجات الحرارة تشجع طوكيو والمدن الاخرى شركات الاعمار على وضع حدائق على السطوح في خرائط المشاريع الانشائية الكبرى، وهناك اقتراح قيد الدرس يدعو إلى مد انابيب تبريد تحت الشوارع
العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ