العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ

البيئة والتنمية المستدامة... تواصل من 1972 حتى 2002

كان تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة في العام 1972 بمؤتمر ستوكهولم نقطة الانطلاق الدولي للعمل من أجل تشجيع النمو المستمر ضمن ممارسات بيئية صحيحة في مناطق العالم كلها. جاء ذلك التجمع الكبير تلبية لدعوة من حكومة السويد التي كانت بلادها آنذاك تواجه مشكلات بيئية مثل الأمطار الحمضية والارتفاع الملحوظ في نسبة المبيدات الحشرية والمواد الثقيلة السامة في الطيور والاسماك. واضافة إلى ولادة برنامج الامم المتحدة للبيئة خرج العالم آنذاك بشعار التنمية من اجل البيئة الانسانية.

في العام 1983 اسست الجمعية العامة للأمم المتحدة المفوضية العامة للبيئة والتنمية التي بدأت في استخدام مصطلح التنمية المستدامة والثالوث التنموي أو المرتكزات الثلاث للتنمية المستدامة: الاقتصاد والمجتمع الانساني والبيئة. وقد فتحت المفوضية العامة للبيئة والتنمية آفاقا جديدة واعادت الاهتمام بموضوعات مهمشة مثل الحد من الفقر والتصحر والتلوث والانتاج الغذائي كما شهدنا بروز شعارات في الثمانينات تؤكد الترابط الوثيق بين التنمية والبيئة مثل: التنمية والبيئة تكامل لا تصادم.

وجاء مؤتمر قمة الارض في العام 1992 في ريو دي جانيرو بالبرازيل ليصحح التوجه العالمي في التنمية المستدامة ويركز على تحديات كبرى تواجه العالم هي: التحكم في النمو السكاني، تنمية الموارد البشرية، الانتاج الغذائي، التنوع البيولوجي، الطاقة، التصنيع، التمدن. وبدأ مفهوم التنمية المستدامة في القبول والتبني من قبل قطاعات مختلفة وبالذات عندما يتم التركيز على مسألة التوازن بين استهلاك الموارد الطبيعية وضمان حق الأجيال القادمة فيها. وبكلمة اخرى فإن مشروع التنمية المستدامة يهدف إلى تعزيز المجتمع والبيئة والاقتصاد في وقت واحد. لقد كانت قمة ريو حدثا تاريخيا على مستوى العالم وخطوة اخرى مهمة في تعديل المسار ساهم 108 رئيس دولة ممن شاركوا في النتائج التي شملت:

جدول اعمال القرن الـ 21 وهي ما تعرف بأجندة 21

إعلان ريو

اتفاق تغير المناخ

اتفاق التنوع البيولوجي

ميثاق الامم المتحدة لمكافحة التصحر (بيان مبادئ الغابات)

إنشاء لجنة التنمية المستدامة

وكانت الموافقة على اجندة 21 دلالة كبيرة على جدية الكثير من دول العالم في تبني خطة العمل العالمية للتنمية المستدامة للقرن الحادي والعشرين والتي جاءت في اربعة اقسام رئيسية هي:

1- المجالات الاقتصادية والاجتماعية، من ضمنها محاربة الفقر وتغيير نمط الاستهلاك والتعاون الدولي.

2- إدارة الموارد والحفاظ عليها، ومن بينها حماية الغلاف الجوي ومكافحة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي وادارة المخلفات والمواد الخطرة.

3- تقوية دور المجموعات الرئيسية في المجتمع والتركيز على دور المرأة والشباب والمنظمات غير الحكومية والسكان الأصليين.

4- وسائل التطبيق.

وجاءت قمة جوهانسبرج بجنوب افريقيا 2002 التي اختتمت في مطلع هذا الشهر لتضيف مزيدا من الانجازات في مجال الاتفاق العالمي لتعزيز التنمية المستدامة التي تضع صحة الانسان وتحسين معيشته في ظل الحفاظ على الموارد والعيش في بيئة نظيفة من الأولويات التي برزت في قرارات القمة، ومنها:

1- العمل على تقليص عدد الناس المحرومين من المياه النظيفة وخدمات المجاري إلى النصف مع حلول 2015.

2- تبني سياسات واضحة لايصال الطاقة إلى الناس المحرومين من خدمات الكهرباء والطاقة مع التركيز على تنمية مشروعات الطاقة النظيفة.

3- التخلص نهائيا من انتاج واستخدام المواد الكيماوية الضارة لصحة الانسان والبيئة مع حلول العام 2020.

4- مساعدة الدول النامية للحصول على بدائل للمواد المؤثرة على طبقة الاوزون مع حلول العام 2010.

5- العمل على دعم مشروعات محاربة التصحر.

6- الالتزام بتقليل تدهور التنوع البيولوجي مع حلول العام 2010.

7- العمل على استدامة الثروة السمكية في اعلى مستوياتها عند العام 2015.

8- الالتزام بإنشاء شبكات للمحميات الطبيعية البحرية مع حلول العام 2012.

وقد حان الآن وضع الخطوات العملية التي يجب أن تتبناها الدول ضمن استراتيجيات واضحة لتنفيذ تلك القرارات المهمة. وعلى رغم كون البحرين بدأت منذ التسعينات بالعمل لتنفيذ بعض التزامات اجندة 21 من خلال اللجان الوطنية والبرامج المساندة إلى جانب تشكيل اللجنة الوطنية للتنمية المستدامة، فإننا نأمل ان تبدأ الجهات الرسمية والأهلية والقطاعات المختلفة في البحرين بالتعاون والتنسيق في برامج واضحة ضمن استراتيجية شاملة من اجل تنمية مستدامة في المستويات والمجالات جميعها

العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً