العدد 5171 - الأربعاء 02 نوفمبر 2016م الموافق 02 صفر 1438هـ

الأمم المتحدة تندد باستخدام «داعش» سكان الموصل دروعاً بشرية

مدنيون عراقيون يفرون من قرية قوقجلي شرق الموصل - afp
مدنيون عراقيون يفرون من قرية قوقجلي شرق الموصل - afp

ندد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) باستخدام «داعش» في الموصل المدنيين دروعاً بشرية في معركة استعادة السيطرة على ثاني مدن العراق.

ووصلت قوات الجيش العراقي إلى تخوم الأحياء الجنوبية الشرقية للمدينة، كما تقدمت قوات مكافحة الإرهاب أمس باتجاه المدخل الشرقي الرئيسي للموصل.


الأمم المتحدة تندد باستخدام «داعش» سكان الموصل دروعاً بشرية

قوقجلي (العراق) - أ ف ب

ندد مجلس الأمن الدولي أمس الأربعاء (2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) باستخدام «داعش» في الموصل المدنيين دروعاً بشرية في معركة استعادة السيطرة على ثاني مدن العراق.

وبعد مشاورات استمرت ثماني ساعات قال مساعد الممثل السنغالي الدائم، غورغي سيس للصحافيين إن أعضاء المجلس الـ 15 «يدينون استخدام دروع بشرية» ويطلبون من الأطراف المتحاربة «اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للحفاظ على المدنيين».

وأضاف سيس أن المجلس «لا يرغب أيضاً في رؤية» مسلحي «داعش» يفرون إلى سورية المجاورة.

وتابع أن أعضاء المجلس «يعبرون عن دعمهم الحازم للجهود المنسقة للأمم المتحدة والحكومة العراقية للتصدي للأزمة الإنسانية» في الموصل.

ويطلبون من الدول المساهمة أكثر في جمع أموال للموصل (284 مليون دولار) لم يجمع منها إلا القليل.

وفي الموصل نحو مليون مدني يعيشون منذ عامين تحت سيطرة «داعش» الذين يستعدون لقتال الجيش العراقي المتمركز على مشارف المدينة.

وعبرت الأمم المتحدة عن «قلقها الجدي» من مخاطر استخدام «داعش» للسكان المدنيين دروعاً بشرية أثناء فرارهم.

وأبدى السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم «ارتياجه البالغ» للموقف الذي اتخذه مجلس الأمن مؤكداً أن «الدول الأعضاء الـ 15 تدعم جهود الحكومة العراقية عسكرياً وإنسانياً».

وبعدما وصلت قوات الجيش العراقي إلى تخوم الأحياء الجنوبية الشرقية للمدينة، تقدمت قوات مكافحة الإرهاب أمس (الأربعاء) باتجاه المدخل الشرقي الرئيسي للموصل.

ولم ترد معلومات حتى الآن على تقدم كبير داخل الموصل، وبدا أن الأحوال الجوية حدت من سير العمليات.

واعتبر «المجلس النرويجي للاجئين»، وهو منظمة غير حكومية، أمس (الأربعاء) أن العراق يعيش أوقاتاً صعبة مع تقدم القوات في الموصل واقتحام معقل «داعش» المكتظ بالسكان.

وقال مدير مكتب «المجلس النرويجي للاجئين في العراق، وولفغانغ غريسمان في بيان «نجهز أنفسنا الآن للأسوأ. حياة 1,2 مليون مدني في خطر جسيم، ومستقبل كل العراق الآن على المحك».

وتدعو المنظمات الإنسانية إلى فتح ممرات آمنة تتيح لآلاف المدنيين العالقين في الموصل الوصول إلى بر الأمان، في ظل توقعات بنزوح عشرات الآلاف مع احتدام المعارك المرتقب داخل المدينة.

وفر أكثر من عشرين ألف شخص من منازلهم تجاه المناطق التي تسيطر عليها الحكومة منذ بدء العمليات العسكرية في اتجاه الموصل في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، بحسب آخر إحصاء للمنظمة الدولية للهجرة.

ميدانياً، كانت قوات مكافحة الإرهاب تعمل أمس على تنظيف بلدة قوقجلي المتاخمة للموصل بعد انسحاب «داعش» منها، وتقوم بعمليات تفتيش داخل المنازل وبين المدنيين، تحسباً لاحتمال اختباء عناصر من التنظيم.

وبعد ليلة شهدت أمطاراً غزيرة ووسط استمرار سماع أزيز الرصاص في قوقجلي، لوح محمد علي من القوات الحكومية بعلم تنظيم «داعش» الأسود، قائلاً «لقد أزلناه ورفعنا العلم العراقي بدلاً منه».

وواصل المدنيون مغادرة قوقجلي الأربعاء، متحدثين عن وحشية تعامل تنظيم «داعش».

على الجبهات الأخرى من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات، تقدمت قوات الجيش أيضاً من المحور الشمالي لتصبح على بعد كيلومترين من الموصل، فيما لا تزال المسافة طويلة أمام قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية الآتية من الجنوب.

«قل للاستشهادي أن يخرج»

ودفع التفوق العددي للقوات الحكومية تنظيم «داعش» إلى التركيز في مواجهاته على الانتحاريين وقذائف الهاون والأسلحة الخفيفة. وضبطت قوات الرد السريع في منطقة جنوب الموصل الثلثاء جهازاً لاسلكياً يعود لتنظيم «داعش»، بحسب ما شاهد مراسلون لوكالة «فرانس برس» في قوقجلي.

وعبر الجهاز، وجه إرهابي يدعى «أبو الليل» نداءً جاء فيه «أبو ذياب، قل للاستشهادي عندك أن يخرج»، ورد عليه «أبو ذياب» بالقول «أحضرت الاستشهاديين، وتركتهم وراء الساتر الترابي. بمجرد أن يتقدموا سيخرجون إليهم».

واستناداً إلى هذه المحادثة، وجه نقيب من قوات الرد السريع أوامر باستدراج الانتحاريين. وقال النقيب «دع سياريتين تستفزان (الجهاديين خلف) الساتر وتعود، حتى نخرج الانتحاريين ونعالجهم».

ولكن قبل حصول ذلك، تعرض الانتحاريون لغارات جوية.

وقطعت القوات المتقدمة على الجبهة الجنوبية المسافة الأطول نحو الموصل بانطلاقها من قاعدة القيارة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً إلى جنوب الموصل.

وتقترب تلك القوات حالياً من منطقة حمام العليل حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن تنظيم «داعش» احتجز آلاف المدنيين لاستخدامهم على الأرجح كدروع بشرية.

وقال شهود آخرون لـ «فرانس برس» أمس إن تنظيم «داعش» دعا أهالي الموصل بشرق المدينة إلى التجمع داخل المدارس في مناطقهم، في ما يبدو أنه عملية لاستخدامهم كدروع بشرية.

وتفيد تقارير لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن التنظيم الإرهابي أعدم نحو 300 شخص في منطقة الموصل منذ 25 أكتوبر، وفقاً لمكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

«أنت ضعيف»

وفي فصل جديد من التصعيد الكلامي بين أنقرة وبغداد، وصف وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو أمس (الـربعاء) رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي بأنه «ضعيف»، بعدما حذّر هذا الأخير تركيا من مغبة اجتياح بلاده.

وكان العبادي حذر الثلثاء من أن اجتياح تركيا للعراق «سيؤدي إلى تفكيك تركيا» وذلك بعد ساعات على إرسال أنقرة دبابات إلى الحدود التركية- العراقية.

وقال تشاوش أوغلو «إذا كنت بمثل هذه القوة، لماذا سلمت الموصل إلى منظمات إرهابية؟ إذا كنت قوياً، لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال أرضك منذ سنوات؟».

وأضاف في تصريحات نقلتها وكالة أنباء «الأناضول»، «أنت لست قادراً حتى على محاربة منظمة إرهابية، أنت ضعيف. وبعد ذلك تحاول لعب دور الأقوياء».

امرأة ترحب بالجنود العراقيين بعد دخولهم قرية قوقجلي شرق الموصل - afp
امرأة ترحب بالجنود العراقيين بعد دخولهم قرية قوقجلي شرق الموصل - afp

العدد 5171 - الأربعاء 02 نوفمبر 2016م الموافق 02 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 2:56 ص

      ضدهم مزلزل الدواعش
      وش عندهم جرذان داعش غير الاختباء في الجحور كما اسيادهم واستخدام المدنيين كدروع ؟
      مهما استخدمتم من حيل فخرافتكم زائلة ونفوقكم مؤكد

اقرأ ايضاً