كشفت نتائج احدث استطلاع أُعلن عنه اليوم في مقر المركز العربي للأبحاث (فرع واشنطن) عن انقسام الرأي العام في المنطقة العربية نحو المرشحَين للانتخابات الرئاسية الأميركية. وقد أجراه المركز على عينة مكونة من 3600 مُستجيب ومُستجيبة موزعين على تسعة مجتمعات عربية، وهي: الجزائر، ومصر، والعراق، والكويت، والمغرب، والأردن، وفلسطين (الضفة الغربية وقطاع غزة)، والسعودية، وتونس، بمعدل 400 مستجيب من كل بلد. ونَفّذ هذا الاستطلاع مركز One2One لاستطلاعات الرأي ومقرّه تونس، وذلك خلال الفترة 21-31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016. وجرى تنفيذ الاستطلاع من خلال مقابلات هاتفية بالاعتماد على قاعدة بيانات استطلاعات المؤشر العربي المخزّنة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
سُحبت العينة بطريقة العينة العنقودية الطبقية التي تضمن احتمالية متساوية لكل فرد من أفراد المجتمع لتمثيله في العينة، وكذلك تمثيل المناطق الجغرافية لكلِّ بلدٍ من البلدان المستطلعة وبحسب وزنها بالنسبة إلى عدد السكان. وبهذا، فإن العينات المُستخدمة في كل بلد من البلدان المستطلعة هي عينات ممثلة لهذه المجتمعات، ممن أعمارهم 18 عاماً فما فوق، على صعيد التنوع الجندري، والتحصيل العلمي. وتبلغ نسبة الثقة في استطلاع كلّ مجتمعٍ 95% وبهامش خطأ يتراوح ±5%.
اتجاهات الرأي العام العربي نحو الولايات المتحدة
انقسم الرأي العام في المنطقة العربية في نظرته تجاه الولايات المتحدة؛ إذ إن 48% من المستجيبين أفادوا أن نظرتهم إلى الولايات المتحدة هي "إيجابية جداً" أو "إيجابية إلى حدٍ ما" عندما سئلوا عن آرائهم بصفة عامة تجاهها، مقابل 42% أفادوا أنها "سلبية" أو "سلبية إلى حدٍ ما". وأفاد 66% من المستجيبين أن نظرتهم إلى السياسة الأميركية في العالم العربي سلبية. إن هذه النتائج تتوافق مع نتائج استطلاعات المؤشر العربي عبر السنوات الثلاث الماضية التي تظهر أن المواقف السلبية من الولايات المتحدة هي في جوهرها مواقف سلبية تجاه السياسات الأميركية في المنطقة العربية وليست مواقف ضد الولايات المتحدة كبلد أوشعب. وفي الوقت نفسه عبّر 73% من العرب عن نظرة إيجابية تجاه الشعب الأميركي. ويعدّ مستجيبو كل من العراق 33%، والمغرب 33%، وتونس 31% الأكثر إيجابية في تقييم السياسات الأميركية، أما الرأي الجزائري 78%، والفلسطيني 78%، والمصري 72%، والأردني 72% فهم الأكثر سلبية في تقييم السياسات الأميركية.
الشكل (1)
بصفة عامة، كيف تقيّم السياسة الخارجية الأميركية نحو العالم العربي؟
الشكل (2)
بغض النظر عن السياسة الخارجية الأميركية، فإن رأيي/ نظرتي تجاه الشعب الأميركي هي ...
الرأي العام العربي والانتخابات الأميركية
أفادت نسبة كبيرة من مواطني المنطقة العربية 59% أنها تتابع الانتخابات الأميركية إما بشكل دائم أو أحيانًا. وأفادت أغلبية المتابعين أنها تعتمد في متابعتها للحملات الانتخابية على محطات التلفزة (59%) والإنترنت (30%). أما بالنسبة إلى آرائهم نحو مرشحي الانتخابات الرئاسية، فقد عبر 56% من المستجيبين عن أن نظرتهم تجاه المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إيجابية أو إيجابية إلى حدٍ ما. وكان الرأي العام التونسي (65%) هو الأكثر إيجابية نحو كلينتون، بينما كان الرأي العام الفلسطيني وبنسبة 54% الأكثر سلبية تجاهها.
أما بالنسبة إلى الآراء تجاه المرشح الجمهوري دونالد ترامب، فقد أفاد 60% من الرأي العام في المنطقة العربية أن نظرته سلبية تجاهه. وكان الرأي العام الكويتي الأكثر سلبية تجاه ترامب (69%)، فيما أفاد 34% من العراقيين أن نظرتهم إيجابية.
الشكل (3)
أخذًا في الاعتبار كل شيء عرفته عن المرشحيْن كلينتون وترامب، ما هو رأيك بكل منهما؟
بصفة عامة، فإنّ الرأي العام العربي يفضّل هيلاري كلينتون لتكون رئيس الولايات المتحدة القادم بنسبة 66%، بينما فضّل 11% من المستجيبين ترامب، في حين أفاد 11% ألّا فرق بينهما. وكانت أعلى نسبة تأييدٍ لوصول كلينتون إلى سدة الحكم في كلٍ من المغرب 78%، وتونس 76%. بينما كانت أقل النسب تفضل وصول كلينتون لرئاسة الولايات المتحدة في كلٍ من فلسطين 59%، والعراق 59%. وبالمقابل، فإن أعلى نسبة من المستجيبين عبرت عن تفضيلها لوصول دونالد ترامب لسدة الحكم كانت في العراق 20%، ومصر 18%. فيما كانت أعلى نسبة أفادت أنها لا تفضل أحدًا على الآخر هي في فلسطين، وبنسبة 19%؛ إذ لا فرق بينهما.
الشكل (4)
أي من المرشحيْن للرئاسة الأميركية تفضل أن يصبح الرئيس الأميركي؟
هل الانتخابات الرئاسية ستغير من السياسات الأميركية؟
هنالك شبه انقسام في الرأي العام العربي نحو أثر انتخابات الرئاسة في سياسات أميركا الخارجية؛ إذ أفاد 53% أن انتخاب رئيس جديد سوف يؤدي إلى تغيّر كبير (19%) أو بعض التغيّر (34%) في سياسات الولايات المتحدة في العالم. مقابل 39% أفادوا أن انتخاب رئيس جديد لن يغيّر في سياسات الولايات المتحدة. وكانت نسبة الذين قالوا إنه لن يحصل تغيّر على الإطلاق 26%. وكان الفلسطينيون وبنسبة 53% الأكثر اعتقادًا بأنه لن يحدث تغيّر في سياسات أميركا عالميًا، بينما كان المصريون 58%، والعراقيون 56% هم الأكثر توقعًا بحصول تغيّرات في سياسات أميركا على الصعيد الدولي.
ويبدو الانقسام في الرأي العام العربي أكثر وضوحًا عندما سُئل المستجيبون إن كانت الانتخابات الرئاسية سوف تؤدي إلى تغيّر في السياسات الأميركية نحو العالم العربي؛ إذ أفاد 50% أن الانتخابات ستؤدي إلى تغيّر جوهري (18%) أو بعض التغيّر (32%) في السياسات الأميركية نحو العالم العربي، مقابل 43% أفادوا أن الانتخابات لن تؤدي إلى تغيّر جوهري (13%) أو لن تغيّر على الإطلاق (30%) في سياسات الولايات المتحدة.
وتعتقد أكثرية الفلسطينيين 62%، والجزائريين 38%، أنه لن يكون هناك تغيّر في سياسات الولايات المتحدة في المنطقة مع انتخاب رئيس جديد. بينما كان مستجيبو العراق الأكثر توقعًا بتغيّر السياسات الأميركية نحو المنطقة؛ إذ أفاد 28% منهم أنه سيكون هنالك تغير جوهري في هذه السياسة.
عند المقارنة بين كلينتون وترامب، أفاد 70% من المستجيبين أن كلينتون سيكون لها أثر إيجابي إلى حدٍ ما في السياسة الأميركية على الصعيد الدولي، مقارنة بـ 13% أفادوا ذلك بالنسبة إلى ترامب. وعند سؤال المستجيبين عن أثر المرشحين في السياسة الأميركية في المنطقة العربية، أفاد 66% من المستجيبين أن أثر انتخاب كلينتون قد يكون إيجابيًا أو إيجابيًا إلى حدٍ ما في السياسات الأميركية نحو المنطقة العربية، فيما اعتقد 14% بأن انتخاب ترامب سيكون له أثر إيجابي أو إيجابي إلى حدٍ ما في السياسات الأميركية في المنطقة العربية.
الشكل (5)
أي من المرشحيْن سيكون له أثر إيجابي في سياسات الولايات المتحدة تجاه المنطقة العربية؟
توقعات ما بعد الانتخاب
سُئل المستجيبون حول توقعاتهم إثر فوز أحد المرشحين (ترامب وكلينتون) عن أربعة موضوعات رئيسة هي:
- دعم التحول الديمقراطي في البلدان العربية.
- تعزيز أمن المنطقة العربية واستقرارها.
- زيادة المشاعر السلبية تجاه الولايات المتحدة.
- زيادة العنصرية تجاه العرب والمسلمين في العالم.
وأظهرت النتائج أن نسبة 56% من الرأي العام العربي تعتقد أن فوز كلينتون في الرئاسة سيساهم في دعم التحول الديمقراطي في المنطقة العربية، مقابل 38% أفادت أنه لن يساهم في ذلك. ويرى 60% من الرأي العام العربي أن انتخاب ترامب لن يساهم في دعم التحول الديمقراطي، فيما يرى 58% أن انتخابه سيزيد من المشاعر السلبية تجاه أميركا، ويعتقد 59% أن انتخابه سيزيد العنصرية في العالم.
يعتقد 42% من الرأي العام العربي بأن انتخاب كلينتون لن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما يعتقد 61% بأن انتخاب ترامب لن يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
الشكل (6)
توقعات المستجيبين إثر فوز أحد المرشحيْن في الانتخابات الأميركية
نظرة الرأي العام العربي للسياسة الأميركية في المنطقة العربية
في ما يتعلق بأهم القضايا التي يجب على الرئيس القادم للولايات المتحدة أن يركز عليها من وجهة نظر مواطني المنطقة العربية، جاءت أعلى نسبة من المستجيبين بأنه على الرئيس القادم عدم التدخل في شؤون الدول العربية (26%). في حين يرى ربع المستجيبين (23%) أن أولوية الرئيس القادم في المنطقة العربية يجب أن تكون محاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وعبّر عن ذلك 45% من العراقيين، و39% من التونسيين. وأفاد نحو نصف الفلسطينيين (46%) وربع الجزائريين (23%) أن إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون على رأس أولويات الرئيس القادم للولايات المتحدة.
الشكل (7)
أهم أولوية وثاني أهم أولوية من قضايا المنطقة يجب على الرئيس الأميركي المنتخب التركيز عليها
وعندما سُئل المستجيبون عن أكثر الجهات تأثيرًا في صنع السياسة الخارجية للولايات المتحدة، جاء الكونغرس الأميركي بالمرتبة الأولى باعتباره الأكثر تأثيرًا، يليه رئيس الولايات المتحدة، ثم اللوبي المؤيد لإسرائيل في المرتبة الثالثة.