تصاعدت في مصر أمس ردود فعل غاضبة ضد الولايات المتحدة الاميركية، ودعا مثقفون وسياسيون يمثلون أحزابا وتيارات سياسية في البلاد إلى تظاهرة حاشدة للتضامن مع العراق تنطلق من ميدان التحرير (وسط العاصمة القاهرة)، وطالب هؤلاء في بيان صدر أمس «اعتبار يوم السبت المقبل يوما للتضامن مع الشعب العراقي ضد الهجمة الاميركية المرتقبة» مطالبين الحكومات العربية «وبعضها يرفض الضربة الاميركية للعراق في تصريحات للاستهلاك المحلي ويوافقها سرا» إلى «وقفة حاسمة وبتحرك دبلوماسي واسع لإجهاض المخطط الاميركي الصهيوني لتقسيم المنطقة العربية ونهب ثرواتها».
وفى السياق ذاته حمل مجلس نقابة الصحافيين على السفير الأمريكي في القاهرة ديفيد وولش، وأعرب المجلس في بيان أصدره أمس عن «اندهاشه من دعوة وولش رؤساء تحرير الصحف المصرية إلى حظر نشر مقالات لا تتفق مع وجهة النظر الأميركية في حوادث سبتمبر» مشيرا إلى أن حرية النشر والتعبير من القواعد والمبادئ الأساسية التي اتُفق عليها في كل الدول الديمقراطية المتحضرة. وأوضح بيان مجلس النقابة ان نشر صحيفة من أعرق الصحف المصرية والعربية مقال وولش الأزمة «دليل على مدى ما تؤمن به الصحافة العربية من حرية الاختلاف والتعبير» مشيرا إلى أن نشر صحيفة أميركية لمقال من كاتب عربى مغاير للرأي الاميركي يعّد أمرا مشكوكا فيه.وكان وولش الذي يتولى مهمات عمله في القاهرة سفيرا للولايات المتحدة الاميركية منذ ما يزيد على خمس أربع سنوات نشر مقالا في صحيفة «الأهرام» الرسمية طالب فيه رؤساء تحرير الصحف في مصر بمراجعة مقالات لكتّاب تتعلق بحوادث سبتمبر وتنفي مسئولية تنظيم القاعدة وأسامة بن لادن وهو المقال الذي أثار موجة من الجدل لم تنته حتى الآن إذ أصدر مثقفون مصريون بيانا اعتبروا فيه وولش شخصا غير مرغوب فيه و طالبوا الادارة الاميركية بسحبه من القاهرة
العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ