قضت المحكمة الكبرى الجنائية الخامسة برئاسة القاضي إبراهيم الزايد وعضوية القاضيين، محسن مبروك ومعتز أبوالعز وأمانة سر يوسف بوحردان، بالسجن المؤبد على بحريني أدين بزرع عبوة متفجرة في موقع تمركز دورية أمنية بكرانة، كما قضت المحكمة بالسجن 15 سنة على أربعة اشتركوا في الجريمة، وبالسجن 3 سنوات لمتهمين دون الثامنة عشرة، وألزمت المحكمة المتهمين متضامنين بأداء مبلغ 1178.550 ديناراً قيمة تلفيات أصيبت بها الدورية الأمنية، وأمرت بمصادرة المضبوطات.

وقالت المحكمة في حيثيات الحكم بالنسبة للمتهمين الثالث والسابع أنهما وإن جاوزا الخامسة عشرة إلا أنهما لم يتجاوزا الثامنة عشرة، مما يتحقق مع العذر المخفف عملاً بنص المادة 70 من قانون العقوبات.

أسندت النيابة العامة للمتهمين أنهم في ليلة 19/3/2015 بدائرة أمن المحافظة الشمالية، أولاً: شرعوا وآخرون مجهولون في قتل المجني عليهم «3 من رجال الشرطة» وآخرين عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل أي من رجال الشرطة المكلفين بحفظ الأمن، وذلك بأن قاموا بزرع عبوة متفجرة تحت الأرض في ساحة رملية هي مكان تمركز دوريات حفظ النظام بكرانة، وحال تواجد المجني عليهم في تلك المنطقة لتأمين شارع البديع تم تفجير العبوة عن بعد قاصدين من ذلك قتلهم، وقد خاب أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم فيه، وهو نقل المجني عليهم إلى المستشفى حيث تم علاجهم، ووقعت الجريمة حال كون المجني عليهم موظفين عموميين وأثناء وبسبب تأديتهم وظيفتهم. أحدثوا تفجيراً وآخرون بقصد تنفيذ غرض إرهابي بأن قاموا بتفجير عبوة مفرقعة بالطريق العام بقصد قتل أي من الشرطة.

ثانياً: صنعوا وحازوا وأحرزوا واستعملوا وآخرون مجهولون بغير ترخيص من وزير الداخلية، عبوة مفرقعة ومواد تستخدم في تفجيرها، ثالثاً: اشتركوا في تجمهر مؤلف من أكثر من خمسة أشخاص الغرض منه الإخلال بالأمن وتعريض حياة الناس والأموال العامة للخطر، رابعاً: حازوا وأحرزوا عبوات قابلة للاشتعال «مولوتوف»، خامساً: أتلفوا وآخرون مجهولون مالاً منقولاً مملوكاً لوزارة الداخلية وهي الدورية الأمنية، وكان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي.

وتتحصل الواقعة في ورود بلاغ إلى مركز شرطة البديع، عن انفجار جسم مجهول في براحة بمنطقة كرانة بالقرب من مجمع تجاري، وأصيب جراء الانفجار 3 من رجال الشرطة بينما حدثت تلفيات بالدورية الأمنية التي كانوا فيها، فتحركت قوات الشرطة للموقع وشاهد ضابط آثار التفجير على الدورية الأمنية ودماء رجال الأمن المصابين متناثرة بالمكان، وقال شرطي ممن كانوا في الدورية إنهم تمركزوا في المنطقة بعد أن فحصوها، لكن بعد فترة سمعوا صياحاً من أشخاص يقتربون من الدورية ويلقون عبوات المولوتوف، فنزل بسلاحه لمواجهتهم، لكن انفجاراً وقع وأصيب هو وزميلاه.

تم رفع البصمات من موقع الجريمة وبدأت التحريات المكثفة للكشف عن الجناة، والتي دلت على قيام المتهمين السبعة وآخرين مجهولين بزرع العبوة المتفجرة والتجمهر لاستدراج الشرطة، فتم القبض على الأول والذي أرشد على أماكن تخزين الأدوات والمواد المتفجرة، واعترف تفصيلاً بأن الخامس اتصل به عن طريق البلاكبيري وأبلغه بأن عليه التواجد بإحدى المزارع لأنهم سيقومون بعملية بعد صلاة المغرب، فتوجه للمزرعة بمدخل المنطقة واجتمع مع الخامس والرابع والسادس والثاني وشاهد قنبلة داخل كيس أسود، ثم قام المتهم الخامس بتوزيع الأدوار عليهم، حيث كانت مهمته مراقبة مدخل المنطقة، بينما تولى المتهمان الثاني والسادس الجهة الأخرى، وقام الرابع والخامس بزراعة القنبلة.

وتنفيذاً لتكليف المتهم الخامس استدرج المتهمون وآخرون مجهولون، رجال الشرطة للخروج من دورياتهم، وشاركوا في قطع الطريق وإلقاء المولوتوف حتى خرجوا، وعند ذلك قام الخامس بتفجيرالقنبلة.

وفي نهاية العملية لاذوا بالفرار وتجمعوا بأوامر المتهم الخامس الذي جمع منهم الهواتف المستخدمة في المراقبة، وقد أقر المتهم الثاني بمضمون اعترافات الأول.