العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ

مجلس الأمن يطالب بفك حصار عرفات

استشهد أمس تسعة فلسطينيين في قطاع غزة وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يطلب من «اسرائيل» رفع حصارها عن مقر عرفات رفضته إسرائيل فورا. وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس الأمن بدلا من استخدام حق النقض الذي هددت به.

و فيما شيعت غزة شهداءها التسعة الذين سقطوا بنيران الاحتلال ليلة الاثنين/الثلثاء، أعلن عرفات امس ان الذين يعارضون في إسرائيل قيام دولة فلسطينية «بإمكانهم ان يشربوا من البحر الميت» في رسالة وجهها عبر الهاتف الى متظاهرين فلسطينيين في لبنان.

وقال خلال تظاهرة تأييد في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان شارك فيها حوالي ثلاثة الاف شخص «إن القدس هي عاصمة دولة فلسطين شاء من شاء وابى من ابى - واللي مش عاجبو يشرب من البحر الميت».

(التفاصيل ص 8)


تسعة شهداء في غزة وعشرات الإصابات بين الفلسطينيين

مجلس الأمن يطالب بفك حصار عرفات وأميركا تمتنع وإسرائيل ترفض

عواصم - وكالات

استشهد أمس تسعة فلسطينيين في واحدة من اكبر الغارات التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة في حين تواجه اسرائيل عزلة دولية بسبب حصارها لمقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد ان قال مجلس الامن الدولي إن الحصار يجب ان ينتهي.

واكتفت الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت بدلا من استخدام حق النقض في وقت تسعى فيه الى حشد تأييد العرب لاستعداداتها لحرب محتملة مع العراق.

وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يطلب من «اسرائيل» رفع حصارها عن مقر عرفات، فيما شيعت غزة في وداع مؤثر شهداءها التسعة الذين سقطوا بنيران الاحتلال ليلة الاثنين/الثلثاء.

واصدر مجلس الامن بغالبية 14 صوتا وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت، قرارا يطلب من «اسرائيل» فك الحصار الذي تفرضه على مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ومن السلطة الفلسطينية تسليم المسئولين عن العمليات الاستشهادية الى العدالة. كما طالب القرار اسرائيل بوقف تدمير البنية الاساسية والمدنية للفلسطينيين.

وقال المندوب الاميركي ان بلاده امتنعت عن التصويت لان القرار لم يدن صراحة ما وصفه بالجماعات الارهابية ومن يوفر لها الغطاء والملاذ الآمن.

وفي أول رد فعل فلسطيني، رحب نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بقرار مجلس الامن الدولي واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح، وطالب مجلس الامن باجبار اسرائيل على تنفيذ القرارات الدولية خاصة القرار الاخير.

إلا ان مسئولا اسرائيليا كبيرا اعلن ان اسرائيل عازمة على مواصلة الحصارالمفروض على المقر العام للرئيس الفلسطيني، رغم قرار مجلس الامن الدولي، وقال أن بوسع الامم المتحدة أن تصدر ما تريد من قرارات، الا إن اسرائيل ستواصل عملياتها حتى تحقيق اهدافها، وأن الحصار باق ما لم يقم من وصفهم بالارهابيين بتسليم أنفسهم.

تشييع الشهداء

وجاء هذا القرار في يوم شيعت فيه الجماهير الفلسطينية في وداع مؤثر ومهيب الشهداء التسعة الذين سقطوا في المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية أثناء عملية توغل لها في قطاع غزة ليلة الاثنين الى الثلثاء.

ففي موكب جنائزي كبير، خرج قرابة ثلاثين الف فلسطيني يودعون ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية فجر أمس الثلثاء في غزة وقد حمل بعضهم النعوش التسعة على الاكتاف بعد ان لفت بالعلم الفلسطيني ونثرت عليها الورود.

وجاب الموكب الجنائزي شوارع مدينة غزة قبل وضعها امام المسجد العمري الكبير وسط المدينة حيث اقيمت عليها صلاة الميت قبل ان تنطلق الجنازة الحاشدة باتجاه مقبرة الشهداء في شمال المدينة، وقد رفع المشاركون فيها اعلام جميع التنظيمات الفلسطينية وصور الشهداء.

وكان الشهداء التسعة قد سقطوا فجر الثلثاء برصاص القذائف التي اطلقتها الدبابات والمروحيات الاسرائيلية خلال عملية التوغل في منطقتي الزيتون والشجاعية بغزة، بالاضافة الى جرح 21 آخرين.

وسمعت انفجارات عديدة خلال عملية التوغل هذه حيث قام الجيش الاسرائيلي بنسف عدة ورش في حي الشجاعية واخرى في حي الزيتون بدعوى انها تستخدم في صنع أسلحة، وقامت كذلك عشر دبابات اسرائيلية مع جرافة بالتوغل مسافة كيلومترين داخل بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة وسط اطلاق نار كثيف، كما قامت دبابات اسرائيلية بالتمركز شرق مخيم جباليا في شمال الضفة الغربية.

وذكر مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الاسرائيلي لم يستطع هدم بسبب كثافة المقاومة ووجود المنزل في مكان ضيق وبعد فشله في تدمير المنزل قصف منزل عائلة فدائي قام بعملية استشهادية بقذائف الدبابات، حيث اصيب المنزل باضرار جسيمة والحقت اضرار بعدة منازل اخرى مجاورة، وأضاف المصدر الفلسطيني ان الجيش الاسرائيلي قام بتخريب شبكات الكهرباء والهاتف والمياه في حي الشجاعية والزيتون، كما تعرضت الشوارع لتخريب كبير.

استهداف حماس

من جهة أخرى، قال ارييل شارون انه ينوي ضرب المنظمات الفلسطينية الاسلامية في قطاع غزة، وأضاف «لم ننجز مهمتنا في قطاع غزة. وعندما يحين الوقت سنضرب حماس والجهاد الاسلامي».

ومن ناحيته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن اجتماعا أمنيا كان مقررا أن يعقد مع الاسرائيليين الغي احتجاجا على المجزرة التي اقترفتها القوات الاسرائيلية. وفي وقت لاحق من ظهر أمس، فتحت دبابات اسرائيلية النار على صبية كانوا يرشقونها بالحجارة فاصيب أربعة منهم في خان يونس وبيت حانون.

وفي معرض ردود الفعل الدولية، وفي أول تعليق مباشر له منذ بدء الحصار، قال الرئيس الاميركي جورج بوش ان حصار المقر العام للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في رام الله «لا يساعد» في عملية البحث عن السلام في الشرق الاوسط.

وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه «مذهول» لما يجري، وطالب «اسرائيل» باعادة حرية الحركة كاملة للرئيس الفلسطيني.

كما أعلن الفاتيكان ان البابا يوحنا بولس الثاني طلب من ارييل شارون وقف الهجوم على مقر ياسر عرفات، واضاف ان البابا «طمأن الرئيس عرفات الى الحضور الروحي القريب لقداسة البابا يوحنابولس الثاني في هذا الوقت العصيب الذي يمر به الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية».

وحذر رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد من ان مقتل او اصابة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيجعل منه شهيدا ويشعل «غضبا عارما في العالم الاسلامي»،.

وقال مهاتير انه كتب الى الرئيس الفرنسي والمستشار الالماني والرئيس الاميركي طالبا منهم الضغط على اسرائيل لكي تفك الحصار المفروض على عرفات.

وفي موسكو أعلن أن محمود عباس (أبو مازن) سيزور موسكو في الاول من اكتوبر/ تشرين الاول، وتأتي الزيارة بعد زيارة رئيس وزراء اسرائيل لموسكو في الشهر الجاري.


طبيب عرفات المشرف على علاجه

صحته في خطر وإسرائيل تعيق فحصه الطبي

عمّان - الوسط

قال طبيب الأعصاب الأردني المشهور الدكتور أشرف الكردي المشرف على علاج الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مرض الرجفان الحميد ان صحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في خطر بسبب نقص الدواء المخصص لعلاجه والأجواء غير الصحية التي يعيش فيها ونقص الغذاء الخاص به بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليه. وقال الدكتور الكردي الذي شغل منصب وزير الصحة الأردني قبل عدة سنوات لـ «الوسط»: ان الضغط الذي تمارسه إسرائيل عليه وعمليات الهدم والارهاق المتعمدة ضده ونقص الأكسجين الناتج عن وجود عدد كبير معه في مساحة محدودة يزيد من مخاطر الوضع الصحي على الرئيس عرفات ومن معه. وقال إنه أجرى اتصالا مع عرفات قبل 4 أيام بالهاتف من عمّان ليطمئن على صحته. وقال: إنه من المقرر إجراء فحوصات طبية دورية كل 3 أشهر وان آخر فحص طبي أجراه له كان في نهاية أبريل/ نيسان الماضي حين توجه إلى رام الله برفقة وزير الخارجية الأردني مروان المعشر وحمّل إسرائيل المسئولية الكاملة عن أي خطر صحي يلحق بالرئيس عرفات جراء الحصار المفروض عليه وإعاقتها للفحص الطبي له وقال: ان ما يجري مخالف لكل القوانين والأعراف الدولية. ودعا مؤسسات المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لانهاء هذا الحصار

العدد 19 - الثلثاء 24 سبتمبر 2002م الموافق 17 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً