نددت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس الثلثاء (1 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بقمع المعارضين في دول الخليج خصوصاً من خلال مراقبة نشاطهم على الإنترنت، ودعت الحكومات إلى إجراء إصلاحات بدلاً من اللجوء إلى سجن المعارضين السلميين.
ولجأ عدد كبير من المعارضين في هذه الدول التي تحظر غالبيتها الأحزاب السياسية والتجمعات، إلى شبكات التواصل الاجتماعي مثل «تويتر» و«فيسبوك» و«يوتيوب» للتعبير عن آرائهم المعارضة.
وطالبت «هيومن رايتس ووتش» التي تتخذ من نيويورك مقراً، بإجراء إصلاحات في دول الخليج، وأطلقت موقعاً تفاعلياً عليه صور ونبذات عن 140 معارضاً معروفين، في تذكير بالـ140 حرفاً، الحد الأقصى لكل تغريدة على «تويتر»، كون هؤلاء المعارضين ينشطون على الإنترنت.
وتعرض المعارضون للتوقيف والمحاكمة أو للإدانة خلال السنوات الست الأخيرة بعد أن عبروا عن آرائهم على الإنترنت.
واعتبرت مديرة مكتب المنظمة في الشرق الأوسط، سارة ليا ويتسون أن «دول الخليج تنفذ هجوماً منظماً وجيد التمويل على حرية التعبير، لوقف التغيير الذي قد تحدثه وسائل الإعلام الاجتماعي وتكنولوجيا الإنترنت».
وتابعت «بدل سجن المنتقدين السلميين على الانترنت، على الحكومات الخليجية توسيع النقاش بين أفراد المجتمع، وتنفيذ الإصلاحات التي تشتد الحاجة إليها والتي طالب بها العديد من هؤلاء النشطاء لسنوات».
وتقول «هيومن رايتس ووتش» إن مئات الاشخاص ومن بينهم صحافيون ومحامون سجنوا في الخليج بعد «محاكمات جائرة ... وحملات» شملت «التهديد، التخويف، التحقيقات، الملاحقات، الاعتقال، التعذيب، وسحب الجنسية».
وأضافت أن دول مجلس التعاون استخدمت تكنولوجيا للمراقبة اشترتها من «شركات غربية وإسرائيلية» لتتبع نشاطات بعض مواطنيها على الإنترنت.
وتابعت أن كل حكومات المنطقة باستثناء الكويت استخدمت «برنامج تجسس»، وذلك بالاستناد إلى أدلة أبرزتها مجموعة «سيتيزن لاب» للأبحاث في تورنتو.
ومضت المنظمة تقول إن البرنامج يتيح خصوصاً «الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني، والرسائل النصية، وسجل المكالمات الهاتفية، وقوائم الاتصال، والملفات، ومن المحتمل حتى كلمات السر، وتسمح للسلطات بتشغيل كاميرا وميكروفون الهاتف أو الحاسوب لالتقاط الصور، أو تسجيل الفيديو والمحادثات بدون علم المالك».
وختمت ويتسون بالقول إن دول الخليج «تخطئ كثيراً إذا كانت تعتقد أنها تستطيع منع مواطني الخليج من استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي وغيرها من الوسائل للضغط من أجل إصلاحات إيجابية».
العدد 5170 - الثلثاء 01 نوفمبر 2016م الموافق 01 صفر 1438هـ