أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي اليوم أنه سيقدم سنوياً فيلمين عربيين استثنائيين لرابطة هوليوود للصحافة الأجنبية في لوس أنجلوس (HFPA) كي يُنظر في ترشيحهما لجوائز «غولدن غلوب».
ويشهد الحدث الافتتاحي الذي سيقام في 14 نوفمبر 2016 تقديم الفيلم الرائع «اشتباك» للمخرج المصري محمد دياب، إضافة إلى الفيلم الكوميدي والجريء «بالحلال» للمخرج اللبناني أسد فولادكار، لأعضاء رابطة هوليوود للصحافة الأجنبية، على أمل أن تحصل أفلامهما على شرف الترشح لجوائز «غولدن غلوب» العالمية.
وحقق كلا الفيلمين جماهيرية كبيرة أثناء عرضهما في جميع أنحاء العالم، وحصلا على إشادة النقاد والجمهور على حد سواء. وساهم الأداء المذهل والسرد القصصي المقنع وطريقة الإخراج المعاصرة والمبدعة في كسب الفيلمين تقدير عالمي.
ويعد فيلم «اشتباك» مشروع الإخراج الثاني للمخرج والكاتب المصري محمد دياب، وقد عُرض في افتتاح «جائزة نظرة ما» ضمن الدورة الـ69 من «مهرجان كان السينمائي» في وقت سابق من هذا العام، وقد اختير ليكون الفيلم المصري المرشح لـ «جائزة الأوسكار» في العام 2017. «اشتباك» هو الفيلم الذي طال انتظاره بعد أن قدم دياب فيلمه الأول «القاهرة 678» من إخراجه وكتابته، والذي حقق نجاحاً تجارياً كبيراً وحصد العديد من الجوائز.
تدور أحداث الفيلم بعد سنتين من قيام ثورة يناير 2011 في مصر، حيث ما زالت القوى السياسية تتعارك من أجل السيطرة على الحكم. تحاول قوات الشرطة استعادة النظام والحفاظ على السلام في الشوارع ومواجهة المظاهرات، وذلك عبر إلقاء القبض على جميع المتهمين وزجهم بشاحنة التحقيق الخاصة بالشرطة. يجتمع داخل هذه الشاحنة أشخاصٌ من خلفيات سياسية واجتماعية مختلفة لمواجهة مصيرهم المحتوم، ويختلط تفاعلهم مع بعضهم البعض بمزيج من الجنون والعنف والرومانسية والكوميديا. والفيلم من تمثيل نيللي كريم، طارق عبدالعزيز وهاني عادل.
الفيلم الثاني هو «بالحلال» للمخرج والكاتب اللبناني أسد فولادكار، وهو ثاني فيلم روائي طويل له، حيث قدم أسد فيلم «لما حكيت مريم»، الذي فاز بجوائز مرموقة في جميع أنحاء العالم، وكان الخيار الرسمي باسم لبنان لنيل «جوائز الأوسكار». تم اختيار فيلم «بالحلال» لافتتاح «مهرجان لوكارنو السينمائي» بعد عرضه العالمي الأول في الدورة الـ12 لـ «مهرجان دبي السينمائي الدولي». ودخل الفيلم في منافسات مهرجانات أخرى مثل «صندانس السينمائي» و«أدنبرة السينمائي الدولي» و«روتردام السينمائي الدولي».
ويروي فيلم «بالحلال» أربع قصص عائلية لبنانية متداخلة تمتزج بين التراجيديا والكوميديا، عن رجال ونساء ملتزمين بأحكام الإسلام، يحاولون إدارة حياتهم العاطفية، من حبّ وزواج وعلاقات وفق مفهوم الحلال والحرام، وبالتالي قيامهم بالتعامل مع رغباتهم وفقاً لهذه الأحكام، ما يثير المأساة حيناً، والطرافة أحياناً، حيث تظهر عواطف، وهي امرأة في منتصف العمر لديها ابنتين، ساعية لإيجاد زوجة ثانية لمساعدتها على تلبية متطلبات زوجها المحب جداً. كما يحاول مختار، الشاب الغيور جداً، إيجاد رجل آخر لزوجته السابقة ليتمكن من زواجها مرة أخرى، وللمرة الرابعة. أما لبنى، المطلقة حديثاً، تكتشف أنها قادرة على الزواج من حبها الحقيقي أخيراً، ولكن لعقد زواج قصير الأجل لأنه متزوج ولديه عائلة. الفيلم من تمثيل دارين حمزةـ، رودريغ سليمان وميرنا مكرزل.
وتعتبر هذه المبادرة هي خير مثال على سعي «مهرجان دبي السينمائي الدولي» لتطوير شراكات مبتكرة واستراتيجية مع جهات ذات صلة في جميع أنحاء العالم، وذلك لدعم وتعزيز نجاح السينما العربية على المستوى الدولي.
وقال عبد الحميد جمعة، رئيس «مهرجان دبي السينمائي الدولي»: «متحمسون جداً كوننا في موقع يتيح لنا عرض أعمال سينمائية بارزة من المنطقة أمام رابطة هوليوود للصحافة الاجنبية، ونحن ممتنون لدعمهم المتواصل للسينما العربية. تعدّ جوائز غولدن غلوب واحدة من أكبر الجوائز المرموقة لتكريم الأفلام، وهذا النوع من التكريم هو المفتاح لرفع مكانة السينما العربية على الساحة العالمية. المخرجان محمد دياب وأسد فولادكار هما مثالين رائعين عن المواهب العربية البارزة التي قدمت كل ما هو مقنع ومتميز وأصيل ومبتكر، وبكل تأكيد يستحقان الإشادة التي حصلا عليها».
جدير بالذكر أن المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد فاز بجائزة «أفضل فيلم أجنبي» خلال حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب» الـ63 في العام 2006، وذلك عن فيلمه «الجنة الآن»، ليكون بذلك أول فيلم عربي يحصل على هذه الجائزة المشهود لها عالمياً.