فاز الزعيم المسيحي ميشال عون أمس (الإثنين) برئاسة الجمهورية اللبنانية بعد عامين ونصف من شغور المنصب، نتيجة تسوية وافقت عليها غالبية الأطراف السياسية، في وقت عمت الاحتفالات مناطق لبنانية عدة. ومن المقرر أن يبدأ عون (الأربعاء) واستناداً إلى الدستور، إجراء استشارات ملزمة مع الكتل النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، على أن يسمي الرئيس المكلف الخميس ظهراً، وفق ما أوضح رئيس المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي رفيق شلالا لوكالة «فرانس برس».
بيروت - أ ف ب
فاز الزعيم المسيحي، ميشال عون أمس الاثنين (31 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) برئاسة الجمهورية اللبنانية بعد عامين ونصف العاممن شغور المنصب نتيجة تسوية وافقت عليها غالبية الأطراف السياسية، في وقت عمت الاحتفالات مناطق لبنانية عدة.
ومن المقرر أن يبدأ عون الأربعاء واستناداً إلى الدستور، إجراء استشارات ملزمة مع الكتل النيابية لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، على أن يسمي الرئيس المكلف الخميس ظهراً، وفق ما أوضح رئيس المكتب الإعلامي في القصر الرئاسي رفيق شلالا لوكالة «فرانس برس».
وتعهد عون خلال خطاب القسم بأن يبقي لبنان بعيداً عن نيران النزاعات المشتعلة في المنطقة، وبإطلاق خطة اقتصادية تغير المسار المتدهور حالياً في البلد الصغير ذي الإمكانات الهشة الذي يئن تحت وطأة وجود أكثر من مليون لاجىء سوري على أرضه.
وإثر انتخاب عون، عمت الاحتفالات معظم المناطق اللبنانية ابتهاجاً بالفوز. وسارت المواكب السيارة التي تحمل صوره والأعلام البرتقالية الخاصة بالتيار الوطني الحر في مناطق عدة. ودعا التيار الوطني الحر محازبيه ومناصريه إلى احتفال مركزي مساءً في وسط بيروت.
وانتشرت في مناطق عديدة في بيروت وخارجها أعلام التيار وصور عون مع شعارات «عماد الجمهورية» و»أنت أو لا أحد».
وعلى لسان أفراد عائلته وكوادر حزبه وكذلك مناصريه، تكررت عبارة «الحلم تحقق». وكان لافتاً تأثر بنات عون اللواتي حضرن إلى البرلمان بعد إعلان فوزه وتصفيقهن فرحاً. وغلبت الدموع ابنته شانتال، زوجة الوزير جبران باسيل.
وفي بيروت، كما في مختلف المناطق حيث يحظى بشعبية، نظم الآلاف من مناصري عون تجمعات في الساحات العامة على وقع الأناشيد والأغاني الوطنية. كما وزعوا الحلوى والمشروبات ونحروا الخراف ابتهاجاً.
ووصل عون عند حوالى الساعة الثالثة بعد الظهر (الواحدة ت غ) في موكب رسمي إلى القصر الرئاسي في بعبدا شرق بيروت، حيث تسلّم سلطاته الدستورية. وفي أول مرسوم وقعه، طلب من الحكومة الحالية «الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشكل حكومة جديدة».
خطاب «واعد»
وقال عون في خطاب القسم الذي ألقاه أمام النواب بعد أدائه اليمين الدستورية، إن «لبنان السالك بين الألغام لا يزال في منأى عن النيران المشتعلة حوله في المنطقة. ويبقى في طليعة أولوياتنا عدم انتقال أي شرارة إليه».
وأضاف «من هنا ضرورة ابتعاده عن الصراعات الخارجية».
وقال عون «علينا معالجة مسألة النزوح السوري عبر تأمين العودة السريعة للنازحين، ساعين إلى ألا تتحول مخيمات وتجمعات النزوح إلى مخيمات أمنية». وتابع «لا يمكن أن يقوم حل في سورية لا يضمن ولا يبدأ بعودة النازحين». وأمل عون أن يتمكن خلال عهده الرئاسي من تحقيق «نقلة نوعية في إرساء الشراكة الوطنية الفعلية» وفي «إطلاق خطة اقتصادية تغيّر اتجاه المسار الانحداري».
ووصف رئيس حزب القوات، سمير جعجع خطاب القسم بأنه «واعد جداً بما يتعلق بالسياسة الخارجية» معتبراً أن «عون وضع لبنان في المكان الصحيح». وفاز عون أمس بأكثرية 83 صوتاً من أصل 127 حضروا جلسة الانتخاب، مقابل 36 ورقة بيضاء، وسبع أوراق ملغاة، وصوت للنائبة ستريدا جعجع. وبات عون الرئيس الثالث عشر للبنان، بعد مسيرة عسكرية وسياسية حافلة. ويحظى عون منذ بداية السباق بدعم حليفه حزب الله، لكنه لم يتمكن من ضمان الأكثرية المطلوبة لانتخابه إلا بعد إعلان خصمين أساسيين تأييده، وهما جعجع الذي يتقاسم معه شعبية الشارع المسيحي، ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أبرز زعماء الطائفة السنية. كما انضم إلى المؤيدين أخيراً الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وهنأ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال اتصال هاتفي عون، متمنياً له التوفيق في «مسئولياته» الجديدة.
ترحيب دولي
وشكل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو جزء من التحالف الذي يضم عون وحزب الله، أبرز المعارضين لانتخاب عون. وقال في كلمة توجه بها للرئيس الجديد «انتخابكم يجب أن يكون بداية وليس نهاية وهذا المجلس على استعداد لمد اليد لإعلاء لبنان».
ورغم التوافق السياسي حول عون، عبّر العديد من اللبنانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن خيبة أملهم وانتشرت تعليقات مع هاشتاغ «الاثنين الأسود».
وكتبت سارة عساف على موقع «تويتر»: «كلمة لنواب ما كان يسمّى بـ ... آذار، نحن لم نعطيكم أصواتنا لكي تستخدموها للتصويت لرئيس من ... آذار». وغردت ياسمين «مبروك الرئاسة لكم ومبروك الهجرة لنا».
ولرئيس الجمهورية في لبنان مكانة رمزية بوصفه «رئيس الدولة»، رغم أنه لا يتمتع عملياً بصلاحيات إجرائية واسعة، لكنه جزء من السلطة التنفيذية ومن التركيبة الطائفية التي يمثل فيها الطائفة المارونية، أكبر الطوائف المسيحية. وكانت طهران أول المهنئين بانتخاب الرئيس الجديد. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي «إنها خطوة مهمة لترسيخ الديمقراطية وضمان استقرار لبنان».
وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون عون بانتخابه، آملاً الإسراع في تشكيل الحكومة المقبلة.
وفي بيان، رأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني أن انتخاب عون «يفتح الطريق أمام كافة الأطراف السياسية للانخراط الآن في حوار بناء وتقاسم مسئولية معالجة الأزمة المؤسساتية التي طال أمدها وتلبية احتياجات المواطنين اللبنانيين». وقالت إنه يتعين على «الحكومة الجديدة ضمان استقرار البلاد».
العدد 5169 - الإثنين 31 أكتوبر 2016م الموافق 30 محرم 1438هـ