فازت قصة «ندبة» للكاتبة البحرينية عصمت يوسف بجائزة «الوسط» للقصة القصيرة عن فئة الكتَّاب البحرينيين لشهر أكتوبر/ تشرين الأول 2016، فيما فازت «منظار» للكاتب السوداني كامل عيساوي بالجائزة عن فئة الكتَّاب العرب.
المسابقة شهدت مشاركة عشرات القصص، من بينها 16 قصة صالحة للنشر ودخلت التحكيم، لتسفر النتيجة عن فوز القصتين المشار إليهما.
قصة «ندبة» لا تتكلَّف في التقاطها لشريحة إنسانية، ولا تمعن في حال الانكسار بسبب ظروف هي خارج الإرادة. تتتبَّع في تسلسلها تفاصيل قريبة منا؛ حتى في محاولة «أنسنتها» للمكان الذي تتشكل فيه العقدة ومن ثم حلها. هو مكان منظور ومُعاين. تضعنا أمام حقيقة أن الأقدار نفسها ليست سيفاً مسلَّطاً؛ إذ يمكن للإنسان نفسه أن ينعطف بتلك الأقدار، بما يمتلكه من قوة إرادة وتصميم. تضعنا أيضاً أمام البدايات الصعبة، لكنها قد توصلنا إلى ما يجعل حياتنا أكثر يُسراً وسهولة. قد نسمِّيها المصادفات بحساباتنا، ولكنها ليست كذلك. هي ترتيب خاضع لنظام، كما هو الحال مع الكون الذي نتحرك ونحيا فيه.
وبالنسبة إلى قصة «مِنظار»، فتضعنا أمام رمزية «المنظار» الذي أراده الابن. ابن مدرِّس التاريخ. تلك العلاقة بين رمزية الأول، ومؤدَّيات الثاني. تحيلنا في الوقت نفسه إلى الأشياء البسيطة التي نتعلق بها، لكنها تشكِّل في نهاية المطاف جانباً مهماً من نفسياتنا. ألَّا نعمل على حرمان من هم حولنا من حلمهم بالأشياء البسيطة، تلك التي ربما يكبرون بها، أقوياء بإرادات ورؤى تجعلهم في المركز من أمكنتهم والأزمان أيضاً.
القصص التي تم انتخابها للنشر في صفحة اليوم هي في الترتيب من أهمية محاولاتها، وما تبشِّر به في مستقبل لن يكون بعيداً، بمزيد من تعميق التجربة، قراءة واستلهاماً، واستغراقاً في تأمل التفاصيل من حولها.