العدد 18 - الإثنين 23 سبتمبر 2002م الموافق 16 رجب 1423هـ

من استبد برأيه هلك

حسين محمد حكيم الطريفي comments [at] alwasatnews.com

.

عندما يأتي شخص أو فئة لتلغي كيانك واستقلاليتك ورأيك الحر، حينئذ ستبادر أنت أيضا بإلغائه من وجودك وكيانك وستتعامل معه بالمثل، فيجب علينا أن نتساءل:

- هل يحق لاي انسان ان يمنعك من ابداء رأيك مادمت تبديه بطريقة سلمية؟

- وهل يحق لاي شخص ان يتهمك بعدم الوطنية لمجرد انك اخترت موقفا لايرتضيه؟

لماذا كل هذا التعتيم وإخفاء الحقائق عن الشعب والإلغاء لمجموعة الآراء المخالفة أو الجمعيات السياسية الداعية إلى مقاطعة الانتخابات النيابية والتشكيك في أصول أو صدقية هذه الفئة والشريحة الكبيرة من الناس تحت حجة إيقاف وتعطيل مسيرة الإصلاح والنهضة والتي لم تكن لتحصل لولا جهود قادتها وجهود الشعب، وكأن هذه الفئة الداعية إلى الدخول والمشاركة والانخراط في ركب المشاركين في الانتخابات النيابية أكثر ولاء ووطنية من هذه القيادات والجمعيات والشخصيات المشهود لها والمرصعة أسماؤها في تاريخ البحرين الوطني النضالي السياسي؟

فإذا كان لك - يا أخي - رأي بالمشاركة فلا تقف في وجه المعارض للمشاركة، بل على العكس رحب برأيه واجلس معه وناقشه وحاوره في أسباب ممانعته للمشاركة في الانتخابات، فلربما كان هو المحق وأنت المخطئ، فمن استبد برأيه هلك، كما يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فلماذا كل هذا التشكيك في وطنية وأصالة ودعوة الشعب الإصلاحية السلمية؟

فأيها الاخوة وأيها الإعلاميون عليكم أن تؤدوا واجبكم الوطني نحو بلدكم بتفانٍ وبكفاءة وإخلاص ولا تكونوا بوقا إعلاميا مهترئا يميل مع الريح حيث مالت أو تكونوا همجا رعاع أتباع كل ناعق، يميلون معه حيث مال، بل أدوا الأمانة بإخلاص وإن كلفكم ذلك التنحي عن مناصبكم والعمل على أبواب بيوتكم وطرقات الشوارع، فهذا الوطن لا يقبل أبدا الخائنين لأمانتهم ولشعبهم، فهو ملك جميع أبنائه المخلصين، فهذه البيوت والأرض والنخل والبحر وكل شيء يشهد بأصالة هذا الشعب العظيم الوفي لوطنه ولدماء شهدائه التي لم تجف بعد حتى يتحقق حلم هذا الشعب بالحرية والعدالة الإنسانية والمعيشة الكريمة

العدد 18 - الإثنين 23 سبتمبر 2002م الموافق 16 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً