في اعتقادي ان المقاطعة كما هي المشاركة موقف وطني شريف، الا ان اصحاب المقاطعة يقولون مايلي:
1- إن المقاطعة هي اختيار الدرب الاصعب إذا ما جاءت عبر الوعي، وهي الموقف الصحيح إذا جاءت نتيجة لقصور في العلم والمعرفة.
2- مسئوليات المقاطعة ثقلها ثقل بلوى أيوب تتطلب الصبر والمثابرة، قياسا للمشاركة التي لا تتعدى كلفتها مبلغ 200 دينار.
المقاطعون حينما يعلنون اسبابهم ويلخصونها في امرين اساسيين: المبدأ الدستوري في تعديل الدستور واصدار القوانين، وشرعية الميثاق الوطني في موضوع المجلسين من حيث ان المجلس المعين هو للمشورة وأخذ الرأي، والمجلس النيابي والمنتخب هو للتشريع واصدار القوانين.
من خلال هذه انظرة فانهم يضعون أنفسهم في مقدمة من يطالب بالعدالة والحرية وهم يقولون ان النضال الوطني لا ينحصر ولا يسيّج في قبة برلمان أو منصب رسمي، بل أن ساحاته الأخرى رحبة، رغما عن ضيق مسالكها ووعورتها حسب مقولة «إن الصحافة الرسمية مرآة لمآرب الحكومة» لأن صحافتنا في البحرين تغلب عليها الصفة الرسمية.
وخروج المقاطعين من تشكيلة النواب اساسه -كما يقولون- عدم الزج بأنفسهم في الهيئات المقيدة بمواد غير دستورية في الدستور، وأساسه اختيار القنوات الدستورية لتعديل تلك المواد وآلياتها الدستورية، آخذين في الاعتبار ان البرلمان في صيغته الحالية ابعد ما يكون عن تحقيق هذه الغاية، فإختاروا القنوات التوجه إلى الشعب -مصدر السلطات- بطرح الرأي ونقاشه ديمقراطيا، عبر تبيان الموقف وحيثياته ونشر الوعي السياسي والديمقراطي ومعرفة الحقوق والواجبات السياسية والحقوقية وبث الوعي الحقوقي والقانوني، صاغوا برنامجا للعمل لتحقيق هذه الغايات على مدى السنوات الاربع المقبلة من عمر المجلس المقبل. أما المشاركون فنحصر الباقين منهم في جماعتين، الأولى ممن يرون أن مكرمات الحكومة واجب قبولها كالهدايا التي لك أن تنتفع بها كالمال أو تتزين بها باللبس.
أما الجماعة الاخرى من المشاركين فهم الشرفاء الذين ينوون الخير ممارسين لحقهم السياسي.
ما الحجة في القول أن «شيئا أفضل من لا شيء» فهل اللباس هو في أقل مما يستر العورة؟
ما الحجة في القول أن «الديمقراطية تأتي تطورا بالممارسة عبر السنين» فهل الثلاثين سنة 1973 ملغية من حساب السنين كما هي ملغية كل المطالب الشعبية من العشرينات، وملغية تجارب وإفرازات الحركات الوطنية طوال كل تلك الحقبة.
ما الحجة في القول «إن تركنا الساحة فاز بها غير الامينين، اذ أن الانتخابات جارية لا محالة» فهل طلب منكم أحد أن تتركوا الساحة، وهل الساحة الوطنية محصورة حصرا في قبة البرلمان.
ما الحجة في القول «ان مقاطعة الانتخابات، تسبب فشل مشروع الملك الاصلاحي» فهل تناسيتم أن المقاطعة قد تدفع إلى تطوير المشروع؟
ما الحجة في القول «أن المشاركة في الانتخابات هي واجب شرعي» فهل تناسيتم ان الواجب هو ما لا غفران لمن اهمله؟
ما الحجة في القول «أن من لم يدخل أحدى غرفتي المجلس الوطني وخاصة المجلس النيابي فقد حرم نفسه من المساهمة في العمل الوطني ومن دوره في لجم القوانين الظالمة» فهل العمل الوطني ولجم القوانين الظالمة وحتى استصدار القوانين العادلة، محصور أمرها في الاربعين أو الثمانين فردا أعضاء المجلس الموقّرين، من دون حسبان لمئات الإلوف هم شعب البحرين، وهل من هم خارج المجلس منفيين خارج المجتمع.
ما الحجة في القول «أن عدم المشاركة، يرجع علينا قانون أمن الدولة وهيمنة الحكومة على مقدرات الشعب من دون حسيب أو رقيب، فهل تناسيتم أن الميثاق وما تنعمون به من نعم الحريات حاليا هي نتيجة لنضالات الشعب الدؤوبة للمطالبة بحقوقه المشروعة ورفض ومقاومة كل ما من شأنه أن يسلبه إياها.
إنها دعوة لفتح الحوار الاوسع
إقرأ أيضا لـ "يعقوب سيادي"العدد 18 - الإثنين 23 سبتمبر 2002م الموافق 16 رجب 1423هـ