الأخبار التي نشرت في الصحافة خلال الأيام القليلة الماضية تثبت ريادة المرأة البحرينية وتميّزها. فمن فوز الطالبة ولاء البقالي في تحدّي القراءة العربي وتفوقها على ثلاثة ملايين ونصف مليون طالب وطالبة شاركوا في التحدي، وهي المتفوقة دراسياً أيضاً؛ إذ كانت نسبتها 99.6 % في العام الماضي، إلى منح البحرينية خولة مطر نائب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا جائزة الأمين العام الأمم المتحدة للشجاعة، إضافةً إلى بعض الأخبار المتفرقة بشأن نساء نجحن في مجالاتهن وأحرزن تقدماً.
المرأة البحرينية عرفت منذ قديم الزمان بتميّزها ودخولها مجالات مختلفة، فهي التي درست وكتبت الشعر والأدب وعملت في التعليم والطب والهندسة في الوقت الذي كان المجتمع الخليجي يرفض هذا الدخول، وهي التي شاركت في البرلمان والبلديات مرشِحة ومرشَحة وعملت في القضاء والمحاماة والصحافة، فلم يبق مجال إلا وكان لها فيه بصمة واضحة، حتى تلك الأعمال والوظائف التي طالما كانت حكراً على الرجل حتى وقت قريب، كالنجارة وريادة الأعمال وسياقة الحافلة والهندسة الميكانيكية .
في البحرين المرأة ثروةٌ لا تقل عن الرجل، بل تساويه وتفوقه أهميةً في بعض الأحيان؛ فهي العاملة في البيت وربة أسرتها وفي مكان عملها. تبذل الجهد المضاعف الذي يفوق طاقتها لأنها لا تقبل برؤية أسرتها دون المستوى المطلوب. قبل فترة نشرت صحيفة «الوسط» لقاءً مع إحدى النساء اللاتي دخلن مجالاً جديداً وهو النجارة، وكم كان ما تقدمه لزبائنها من أعمال رائعاً ومتقن الصنع، وهو ما لمسناه من خلال ما نشر من صور ومن خلال ما نشرته في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مجال ريادة الأعمال مازالت البحرينية تقدم، وتنجح، وتفوز بالجوائز والألقاب على المستوى المحلي والعربي والعالمي، بأفكارها الجديدة وعملها المتقن وإصرارها على التميّز وتقديم الأفضل غير المكرر.
هي في الشعر متميزة لا تقل عن الشعراء في العالم العربي، وفي الأدب تفوز بجوائز مختلفة، ولو أن الطارقات لهذا المجال أقل من غيرهن، كما حدث مع الروائية منيرة سوار التي فازت بجائزة كتارا عن إحدى رواياتها. وفي تميزها في التشكيل والفن والتمثيل نماذج كثيرة لا يمكن حصرها في مقال واحد.
هذه هي البحرين، تزخر بالمبدعين كما المبدعات في كل المجالات، وهو شرف لكل بحريني ومدعاة للفخر، خصوصاً ونحن نرى أبناء هذي البلاد وهم يكرّمون ويشار لهم بالبنان في كل البلدان. لكن الغصة مازالت تبقى في الحلق حين نتذكر أن بلادنا لم تسعَ يوماً لأي مبدع، وأنه دائماً يُكرّم في الخارج قبل أن يكرّم في بلاده التي غالباً ما تبحث عن مبدعي الدول الأخرى لتكرّمهم وتقرّبهم وتشركهم في الفعاليات الرسمية التي تقام على هذه الأرض، لنتمثل بعذاري التي تسقي البعيد وتنسى الأقربين.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5168 - الأحد 30 أكتوبر 2016م الموافق 29 محرم 1438هـ
المراه هى فى اعتقادى عنوان الحياة من بعد الله سبحانه وتعالى .