يرتدي الاميركيون في عيد هالوين اقنعة وازياء تنكرية غالبا ما تكون متعلقة بموضوع الموت او الرعب، لكنهم في هذا العام قد يتجنبون ارتداء ملابس المهرجين تجنبا لاثارة ذعر حقيقي بعد شيوع ظاهرة "المهرجين المرعبين".
ففي الحادي والثلاثين من أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، يتنكر ملايين الاطفال بأزياء ساحرات او هياكل عظمية وموتى، ويجوبون الشوارع ويدقون ابواب المنازل ليحصلوا على الحلوى، في اجواء مرحة مضحكة.
وكذلك يعمد ملايين الكبار الى التنكر في الاماكن العامة وفي الاحتفالات الخاصة.
لكن التنكر بزي مهرجين تحديدا له حساسية خاصة هذا العام دفعت المتاجر الاميركية، مثل متجار "تارغت" الكبرى، الى وقف بيع هذه الازياء، بحسب ما اعلن متحدث باسمها.
وكذلك قررت مطاعم "ماكدونالدز" تقليص حضور شخصية "رونالد ماكدونالد" اخيرا، بسبب الخوف الذي يمكن ان تثيره بين الناس.
والسبب في ذلك ليس في افلام الرعب التي صورت مهرجين اشرارا، بل في ظاهرة "مهرجي الرعب" التي تثير القلق في الآونة الاخيرة.
وبدأت هذه الظاهرة في الولايات المتحدة، حيث نشرت مجموعة من "المهرجين" الذعر منذ أغسطس/ آب. ففي اكثر من عشرين ولاية رصد "مهرجون" قرب مدارس وشركات، مسلحين احيانا او في شاحنات صغيرة ما حمل الشرطة والمدارس والبيت الابيض حتى الى التدخل.
وانتقلت هذه الظاهرة الى اوروبا اذ رصد مهرجون مرعبون في هولندا وبريطانيا ينفذون اعمال اعتداء على المارة، وكذلك في استراليا واميركا الجنوبية.
وهكذا لم يعد المهرج شخصية محببة، بل يوشك ان يرتبط بالخوف الحقيقي، وقد حذرت السلطات كل من ينوي التنكر بزي مهرج ليسبب المشاكل في الحادي والثلاثين من أكتوبر.
وقالت السلطات المحلية في بالم بيتش في فلوريدا في تغريدة على موقع تويتر "هل تعلمون ان التنكر بقناع مهرج بهدف المساس بالنظام العام يعرضكم للتوقيف؟".
لكن التنكر بزي مهرج لأسباب بريئة ليس ممنوعا، بحسب ما اوضحت متحدثة باسم الشرطة في ميامي.
واضافت "لكن ان ادى ذلك الى اصابة احد، فان الشخص سيسجن، ويمكن لعائلة الضحية ان تقاضيه في المحكمة".
ولمزيد من الايضاح نشرت الشرطة مقطع فيديو يظهر فيه طفل يهرب من مهرج عدواني، فتصدمه سيارة.
"استغلال لتقليد بريء"
في منطقة كيمبر في ولاية ميسيسيبي ذهبت السلطات الى قرار اكثر حزما، اذ قررت حظر ملابس المهرجين تماما الى ما بعد عيد هالوين، على ان يدفع المخالفون غرامة قدرها 150 دولارا.
وكذلك منعت مدارس عدة هذه الازياء اثناء احتفالات هولوين، ولاسيما في نيوجرسي وكونيكتيكت وكولورادو.
وهكذا لم يعد المهرج شخصية مضحكة، حتى ان المهرجين المحترفين الذين يعتاشون من هذا العمل، يجدون انفسهم في موقع لا يحسدون عليه.
ويقول كلايم راندي رئيس الجمعية العالمية للمهرجين ومقرها في الولايات المتحدة "اولئك الذين يتنكرون بزي مهرجين ليرعبوا الناس ليسوا مهرجين حقيقيين، انهم يستغلون تقليدا بريئا لينشروا الرعب".
ويضيف "لكن المهرجين الحقيقيين سيواصلون تقديم عروضهم المضحكة".