العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ

الطفرة فى العلاج (الحلقة الثانية)

بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر-عضو ومستشار المنظمة الدولية لأطباء العائلة 

29 أكتوبر 2016

تطرقنا في الحلقة السابقة إلى ماهية الخلايا الجذعية وأهميتها ونستكمل في ما يلي التوقعات العلمية للإستفادة منها.

التجارب العديدة تُجرى لقياس مدى فعالية الخلايا الجذعية في علاج العديد من المشاكل الصحية وأظهرت التجارب نتائج إيجابية وخصوصاً في أمراض السكري وضمور العضلات والجروح والحروق وهشاشة العظام. وتم تجربة استخدامها لاستبدال أو إصلاح الأنسجة التالفة. والدراسات جارية لعلاج مرض إحتشاء عضلة القلب (الذبحة الصدرية) بالخلايا الجذعية التى تعمل على تكوين خلايا عضلية قلبية جديدة وتحفيز نمو أوعية دموية جديدة لإعادة تروية خلايا القلب التالفة وإفراز الهرمونات المساعدة على النمو.

كما من الممكن استخدام الخلايا الجذعية لتكوين كريات دم حمراء جديدة وتكوين أسنان وخلايا سمعية وطبقة من خلايا الشبكية لبعض حالات فقدان البصر وتكوين خلايا بيتا بغدة البنكرياس لعلاج داء السكر، والمساعدة في علاج حالات عدم الإنجاب وذلك بتكوين خلايا مشابهة للحيوانات المنوية، وإمكانية زراعة غضروف جديد في مفصل الورك وإنتاج خلايا عضلية لتكوين عضلات الجسم وعلاج حالات التصلب المتعدد وتصليح الجينات المشوهه المتسببة في أمراض وراثية ومحاولة إعادة نمو الشعر أو التقليل من تساقطه. ومؤخراً لعلاج تليف الكبد تم إنتاج كبد للإنسان من الخلايا الجذعية تحتوي على المكونات الطبيعية للخلايا الكبدية والقنوات الصفراوية والأوعية الدموية. كما وضعت بعض العيادات برنامجاً شاملاً لعلاج ومكافحة الشيخوخة بالخلايا الجذعية الجنينية وكانت النتائج إيجابية.

هذا وتمت تجربة علاج حالات التوحد التي بسببها يضطرب الجهاز العصبي المركزي بالخلايا الجذعية الجنينية باعتبارها المصدر الوحيد للخلايا الجذعية العصبية أو السلائف العصبية، ومحاولة القضاء على أسباب هذا المرض من خلال ترميم الخلايا العصبية التالفة واستعادة عملها الطبيعى وتصحيح مناعة الجسم.

وحتى وقت قريب كان الإعتقاد السائد أن رئتي الإنسان البالغ لا تحتويان على أية خلايا جذعية ولكن فى عام 2011 قلب الباحثون في برمنجهام ومستشفى النساء في ماستشوستس هذا الإعتقاد رأساً على عقب عندما اكتشفوا وجود خلايا جذعية في الرئتين قادرة عند حقنها في الفئران المصابة بأضرار فى رئتيها تشكيل هياكل للرئة الجديدة وأجزاءها بما في ذلك الأكياس الهوائية والشعب الهوائية الصغيرة حيث فتح هذا الإكتشاف الأبواب عن إمكانية إيجاد علاجات جديدة لمرض الإنسداد والالتهاب الرئوي ببناء أنسجة جديدة للرئة لتحل محل الأنسجة التالفة وتحفيز تكوين شعيرات دموية جديدة في الرئتين مما يؤدي إلى تحسين وظائف الرئة. وقد يستغرق الأمر عدة سنوات من البحث قبل اقرار هذا النوع من العلاج ولكنه سوف يأتي بثماره ويغني المرضى من خوض غمار عمليات زراعة الرئة المعقدة والمؤلمة والمحفوفة بالمخاطر.

أخيراً ومما ذكر يتبين من أن العلاج بالخلايا الجذعية هو علاج واعد للعديد من المشاكل الصحية المستعصية فاتحاً أبواب الأمل للمرضى المصابين.

العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً