الإهتمام بالمظهر اليوم أصبح من الأساسيات لدى الكثيرين من الناس..تتبع آخر صيحات الموضة، خطوط المكياج، وحتى الخضوع لمشرط جراحي التجميل، باتت أمور متوقعة في سبيل تحسين (اللوك) أو المظهر الخارجي الذي سرعان ما يتدهور كليا بـ (جلسة خاطئة) وقوام غير سليم!
إن تحدب الظهر أو الرقبة من شأنه أن ينقلك فورا من فئة أفضل صورة إلى فئة الأسوأ شكلاً وصحةً.
بالواقع نحن كأخصائيين نصب جل اهتمامنا على المشاكل الصحية (اللامتناهية) التي يسببها سوء القوام أو تحدب الظهر والرقبة: فالآثار المترتبة على ذلك لا تقتصر على آلام ومشاكل المنطقتين المذكورتين فحسب، بل إن مشاكل الفك، والإمساك،و الإكتئاب، والصداع، وانخفاض كفاءة الرئة كلها نتائج محتملة تترتب على سوء القوام.
يعرف القوام السليم بأنه الوضعية الطبيعية والمريحة للجسم لدى الأشخاص اللائقين صحيا .وهذا يعني أن يكون الجسم مستقيم طبيعياً بدون أن يكون مشدوداً بشكل أكبر من اللازم.
المشكلة أن نمط حياتنا اليومي من كثرة الجلوس أمام الكومبيوتر أو خلف المكاتب، أو فرط استخدام الهواتف الذكية وبشكل خاطئ يعرضنا لخطر فقدان قوامنا السليم. و الأمر أكثر جدية من ذلك: حيث أن الجلوس الخاطئ لمدة خمسة عشر دقيقة يعتبر كاف لأن يتسبب لنا بإرهاق في عضلات الرقبة والأكتاف وأعلى الظهر، وليس شرطا ًأن نلتزم بالوضعية الخاطئة لمدة ساعات حتى نصاب بتلك المشاكل.
إن دور العلاج الطبيعي مهم جدا ًوحيوي في تصحيح استقامة الظهر وتعديل القوام من خلال التمارين، لكن دور الشخص في المحافظة على قوامه خارج العيادة أمر في غاية الأهمية ولربما يتجاوز أهمية التمارين نفسها!
إن الجلوس أو الوقوف بشكل سليم ومريح، إلى جانب التغذية السليمة الرياضة المنتظمة، والحصول على قسط مناسب من الراحة بالإضافة إلى تجنب التوتر، كلها أمور من شأنها أن تساعدك في الحصول على قوام سليم.
تذكر دائما بأنك المسؤول الأول عن صحتك، وإنه بيدك الخيار لأن تتمتع بها وتحافظ عليها لقاء جهدٍ قليل وتكلفة بسيطة أو أن تعمل على استعادتها بعد أن تخسرها بكل جهد وبأغلى ثمن.
العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ