قدمت ضمن عروض مهرجان الدمام المسرحي 11 – دورة الفنان الراحل بكر الشدي أمس السبت (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) العرض المسرحي "ثلاثة ، اثنان" لفرقة آي قود في جازان، ومسرحية "المهرج" لجمعية الثقافة والفنون في الرياض.
حيث قدمت ندوة تطبيقية لعرض "سجينا صدق" المقدم مساء الجمعة الماضي، واصفاً عزالدين العباسي المسرحية للمخرج أيمن ال مطهر وتأليف عزيز بحيص لنادي المسرح بجامعة جازان بالجميلة والممتعة بحركة المجاميع الجميلة متمنيا لو تم استخدامهم بشكل أكثر في العرض، مضيفاً "من الاشياء المميزة في العرض هو تفاعل الجمهور معه وتعدد الاوجه له، رغم أن المؤسيقى في بعض المشاهد كانت غير موفقة، كما أن الديكور كان في غير مكانه، بأعتبار أن السجن في المسرحية أنظف من المستشفيات".
وفي مداخلات الحضور علقت المخرجة امنة بوخمسين بأن الجو العام للمسرحية كان حزينا ولكن السرد كان في قمة الروعة والجمال، رغم أن كاتب النص يعتبر جديد في مجال الكتابة، وهو ما يجعلنا نقدم له التحية، وفي مداخلة للصحفي يوسف شغري علق بأن العرض به مشاكل كثيرة منتقدا الرسالة المباشرة، وناب عن مخرج العمل أيمن ال الممثل سالم باحميش قائلا: لن أدافع عن العمل ولكن بشكل مختصر بما يخص الرسالة المباشرة، حاولنا أن ندمج ما بين الرمزية والرسالة المباشرة لتخاطب كل أطياف الجمهور وثقافاتهم وبقية الإنتقادات سنحاول أن نتخطها في المرات القادمة .
كم انتقد عزالدين عباسي في الندوة التطبيقية لمسرحية (ثلاثة اثنان) النهاية المغلقة للعرض متمنيا لو تركت بشكل يعطي فسحة للأمل للمشاهد وعدم الحد من تفكيره، مشيرا بأن فكرة العمل والإخراج كانت جيدة والنص ايضا كان قوي إلى حد كبير، مضيفاً "في البداية وجدت بأن المخرج حصر اللعب والممثلان في مربع وطاولة وكرسيين وهذا قد يكون تسبب في إضعاف العمل، كما أن غياب اللفظ الصحيح ساهم في غياب المعنى".
وفي مداخلات الجمهور علق عادل جاد على أن بُنية العمل قائمة على الفكرة المباشرة وحصر العرض بين خيارين الوطن والإحتلال، وانا شخصيا ضد الرسالة المباشرة في الفن.
فيما علقت ملحة عبدالله بأنها كانت تتمنى من المخرج أن يكون أكثر جنونا في طرحه، فالمسرح جنون لا حدود لفضاء اللعب فيه، وهي دعوة لجميع المسرحيين والمخرجين والممثلين للعب في مسرح بلا حدود.
ويوقع الكاتب البحريني عبدالله السعداوي غداً (الأثنين) كتابه بعنوان "المسرح قلب الإنسانية المشترك" وهو عبارة عن مجموعة مواضيع متداخله مع بعضها البعض، وجميع ما ذكر فيه عن الحالة المسرحية المعاصرة التي جرت وتجري في الوطن الخليجي والعربي بل وفي العالم، مفيداً أنه قد يكون مرجعاً للمخرجين في معرفة طرق الاخراج للمسرحيين العالميين، ومتضمناً بعض التحليلات المسرحية.
كما أكد المسرحي البحريني عبدالله السعداوي أن الحركة المسرحية في السعودية تغيرت وتبدلت للأحسن، لتنافس العروض الخليجية والعربية، حيث شمل التطور كافة الجوانب كالتمثيل والتأليف والإخراج، مشيداً ببروزهم المسرحي، وبعزيمتهم التي جعلتهم يحفرون في الصخر، مضيفاً أن المسرح السعودي يمتلك مخرجين يشار لهم بالبنان، وممثلون بارعون لديهم قوة تجاذب مع خشبة المسرح ومؤلفون ينافسون كُتاب المسرح المعروفون خليجيا وعربيا، لتتكامل هذه الركائز الثلاث بإنتاج مسرحي ضخم ورائع ومميز، ولا يغيب الحضور المميز للجمهور الذي استقطبه نجاح ماتقدمه خشبة المسرح، ولعل الوجود النسائي في المسرح سواء في التأليف أو الإخراج - بغض النظر عن قدرة السعوديات لإعتلاء خشبة المسرح- أسهم بشكل كبير جدا في هذا النجاح فالسعوديات مثقفات جدا.