شهدت الأطراف الغربية لمدينة حلب السورية أمس السبت (29 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) معارك عنيفة ترافقت مع غارات جوية، غداة هجوم بدأته فصائل معارضة وإرهابية تخلله إطلاق مئات القذائف الصاروخية وتفجيرات بسيارات مفخخة.
وتشكل هذه المدينة الجبهة الأبرز في النزاع السوري والأكثر تضرراً منذ اندلاعه العام 2011.
ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء غربية تسيطر عليها قوات النظام وأخرى شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أمس (السبت): «الاشتباكات عنيفة جداً عند الأطراف الغربية للمدينة وهناك معارك كر وفر وخسائر بشرية كبيرة جداً لدى الطرفين».
وتركز القتال أمس على حي جمعية الزهراء ومنطقة ضاحية الأسد التي تقدم فيها المقاتلون المعارضون الجمعة.
وأفاد مراسل «فرانس برس» في الأحياء الشرقية والتي تعد بعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباكات أن أصوات المعارك والتفجيرات مسموعة بشكل واضح.
وبدأت فصائل مقاتلة، بينها «جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل إعلانها فك ارتباطها بالقاعدة)» وحركة «احرار الشام» وحركة نور الدين زنكي وجيش الإسلام، صباح الجمعة هجوماً على الأحياء الغربية هدفه كسر الحصار الذي تفرضه القوات السورية منذ أكثر من ثلاثة أشهر على الأحياء الشرقية.
ومهدت الفصائل لهجومها بإطلاق مئات القذائف الصاروخية على الأحياء الغربية، ما تسبب بمقتل 21 مدنياً على الأقل بينهم طفلان، وفق حصيلة للمرصد السوري، الذي أفاد أمس عن إصابة «أكثر من 12 شخصاً بجروح» جراء سقوط قذائف جديدة في الأحياء نفسها.
وتستخدم الفصائل خلال هجومها السيارات المفخخة وقد فجرت منذ الجمعة «عشر سيارات على الأقل» في مناطق الاشتباكات، بحسب عبد الرحمن.
مقتل وإصابة العشرات
يشارك في الهجوم نحو 1500 مقاتل وصلوا من محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب.
وتدور المعارك على مسافة تمتد حوالى 15 كيلومتراً من حي جمعية الزهراء عند أطراف حلب الغربية مروراً بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولاً إلى أطراف حلب الجنوبية.
وأسفرت المعارك والغارات الجوية على مناطق الاشتباك منذ الجمعة عن مقتل «26 مقاتلاً سورياً وآخرين أجانب في صفوف الفصائل، وما لا يقل عن 30 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها» فضلاً عن عشرات الجرحى، وفق المرصد.
وكانت الفصائل حققت بعد ساعات على إطلاقها للهجوم تقدماً بسيطرتها على الجزء الأكبر من منطقة ضاحية الأسد.
إلا أن قوات النظام شنت السبت «هجوماً مضاداً تمكنت خلاله بدعم من حزب الله اللبناني من استعادة بعض النقاط التي خسرتها في ضاحية الأسد»، وفق عبد الرحمن.
وأفاد مراسل «فرانس برس» في ضاحية الأسد عن دمار كبير بسبب الغارات الجوية الكثيفة التي استهدفت المنطقة طوال الليل.
وبالتزامن مع المعارك العنيفة في ضاحية الأسد، شنت الفصائل المقاتلة السبت هجوماً جديداً على حي جمعية الزهراء بدأ بتفجير سيارة مفخخة، وفق ما قال عضو المكتب السياسي في حركة «نور الدين زنكي» ياسر اليوسف.
وأكد عبد الرحمن «تشن الطائرات الحربية السورية والروسية غارات جوية مكثفة على جمعية الزهراء تتزامن مع قصف عنيف جداً للفصائل أيضاً».
وتحدث عبد الرحمن عن «معارك عنيفة جداً لم يشهد حي جمعية الزهراء مثلها منذ 2012».
ورغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، لم تستهدف الطائرات الحربية السبت الأحياء الشرقية.
ورفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين الجمعة طلباً تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب.
وكانت روسيا أوقفت منذ عشرة أيام شن غارات على شرق حلب، تمهيداً لهدنة أعلنتها من جانب واحد بدأ تطبيقها في 20 سبتمبر/ أيلول لثلاثة أيام، وانتهت من دون أن تحقق هدفها بإجلاء المدنيين والمقاتلين الراغبين بذلك.
إلا أن مسئولاً أميركياً في واشنطن أكد أن «هجمات النظام (السوري) وداعميه على حلب مستمرة رغم التصريحات الروسية».
واتهم المسئول النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحاً في الحرب» بعدما رفض على حد قوله إيصال مساعدات إلى أحياء حلب الشرقية.
العدد 5167 - السبت 29 أكتوبر 2016م الموافق 28 محرم 1438هـ