أكد عدد من أصحاب الأعمال والمعنيين أن استضافة مملكة البحرين لمنتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني خلال الفترة من (1 إلى 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بمركز الخليج للمؤتمرات دلالة واضحة على العلاقات المتميزة التي تربط دول الخليج العربي بجمهورية تركيا بشكل عام ومع مملكة البحرين بشكل خاص.
وشددوا على أن تركيا أصبحت اليوم قوة اقتصادية وتجارية وصناعية واستثمارية عالمية، وبالتالي فان تلك الفعالية الكبيرة من شأنها أن تنعكس إيجاباً على اقتصاديات دول المنطقة وقطاعها الخاص خلال الفترة المقبلة وخصوصاً من خلال النتائج التي ستسفر عنها من حيث الصفقات التجارية والتفاهمات الاقتصادية.
وأضافوا أن الرعاية الكريمة من لدن رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة لمنتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني يعكس مدى اهتمام الحكومة بالارتقاء بعلاقات البحرين الاقتصادية مع مختلف دول العالم ولا سيما جمهورية تركيا.
وأوضحوا أن جمهورية تركيا متطورة ومتقدمة في العديد من القطاعات أبرزها الاغذية والزراعة والسياحة والصناعة والخدمات الصحية والعقار والطيران وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنقل والخدمات اللوجستية والمصارف والتأمين، مشيرين إلى أن الزيارة الأخيرة لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لتركيا ركزت وبشكل أساسي على تعزيز العلاقات الاقتصادية البحرينية التركية، وخاصة في ظل اهتمام وحرص القيادة التركية على ذلك.
وقال سفير مملكة البحرين لدى جمهورية تركيا ابراهيم العبدالله، إن قيادات دول الخليج العربي بشكل عام ومملكة البحرين بشكل خاص مع القيادة التركية حريصون على رفع وزيادة العلاقات الثنائية، وخلق استراتيجية شاملة ومتكاملة بين القطاع الخاص الخليجي والتركي والذي يصب في نهاية المطاف في زيادة حجم التجارة البينية لدول الخليج مع جمهورية تركيا الصديقة، مؤكدا أن استضافة البحرين منتدى الاستثمار الخليجي التركي بادرة ايجابية لتعزيز الشراكة بين البلدين الشقيقين.
وبين أن السفارة البحرينية في تركيا حريصة كل الحرص على تعزيز الشراكة والتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة البحرين، الممثل الأول عن القطاع الخاص البحريني لتحقيق شراكة حقيقية ومستدامة، والمساهمة في تحقيق اهداف رؤية البحرين الاقتصادية للعام 2030، فضلا عن النهوض بمعدل التبادل التجاري للبحرين مع جمهورية تركيا.
واشار العبدالله، إلى ان البحرين تحرص على الدوام على التعاون مع جمهورية تركيا في جميع الميادين والأصعدة السياسية منها والاقتصادية والعسكرية، حيث ان الزيارة الاخيرة الناجحة بكل المقاييس لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية تركيا، ركزت بالدرجة الأولى على تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بالاضافة إلى ذلك فان الحكومة برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تعمل جاهدة على تعزيز علاقات البحرين مع الدول الشقيقة والصديقة ولا سيما الجمهورية التركية الذي تحظى بمكانة مرموقة في الاصعدة كافة على المستوى الدولي.
وبين العبدالله، أن هناك جهودا تبذل بين الجانبين البحريني والتركي للنظر في حجم التبادل التجاري وخاصة أن الارقام المتداولة بالصحف حول هذا الشأن ليست دقيقة في ظل زيادة ملحوظة في التعاون التجاري والصناعي والسياحي والاستثماري بين مملكة البحرين وجمهورية تركيا خلال السنوات الماضية.
واضاف العبدالله، أنه سيتطرق خلال المنتدى الى ورقة عمل تحت عنوان: "نحو شراكة اقتصادية واستراتيجية قوية وفاعلة بين دول الخليج وجمهورية تركيا"، آملاً أن تحقق الاستضافة النتائج المرجوة التي تصب في مصلحة الجانبين الخليجي والتركي.
من جانبه، قال عضو مجلس الشورى رضا فرج، إن البحرين مقبلة على منافع عديدة جراء استضافة منتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني، مؤكداً قدرة المملكة على استضافة مثل تلك الفعاليات بنجاح في ظل تميزها بموقع جغرافي هام في قلب دول الخليج العربي، فضلاً عن وجود كوادر بحرينية مؤهلة.
وبين أن الكثير من الدول في العالم ليست لديها معرفة بمميزات البيئة الاستثمارية والتجارية في مملكة البحرين، وبالتالي فان تلك الفعاليات الكبرى من شأنها ان توضح وبصورة شاملة لأصحاب الأعمال الأتراك ما تتميز به البحرين من بيئة استثمارية صلبة وآمنة وقانونية جاذبة للمستثمرين.
واوضح فرج، أن البحرين وعلى رغم صغر مساحتها فإنها متطورة جدّاً، مقارنة بباقي دول المنطقة والعالم فيما يتعلق ببيئة الاعمال ولها تاريخ عريق في قطاع التجارة، حيث كانت ولاتزال البحرين محطة رئيسية للتجارة في دول الخليج العربي، متوقعاً ان يتم عقد شراكات بين أصحاب الاعمال البحرينيين ونظرائهم الاتراك خلال منتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني المقبل.
بدوره، قال رجال الاعمال ابراهيم زينل، إن رعاية رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة منتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني دلالة على حرص واهتمام القيادة بتعزيز البحرين علاقاتها الاقتصادية مع دول لها ثقل سياسي واقتصادي وعسكري وتجاري بحجم جمهورية تركيا.
وبين أن زيادة حجم المنتديات والفعاليات الكبيرة التي تستضيفها البحرين يعتبر مؤشرا ايجابيا يعكس قوة ومتانة الاقتصاد البحريني، لافتاً إلى ان جمهورية تركيا من الدول التي تحقق نسباً عالية عاماً بعد عام، فيما يتعلق بالنمو الاقتصادي، إلى جانب تحقيقها انجازات كثيرة خلال السنوات الـ 20 الماضية وخاصة في قطاعات الاغذية والعقار والطيران والسياحة والصحة وهو ما جعل جمهورية تركيا في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة عالميّاً.
وأكد زينل، أن التعاون الخليجي التركي خلال الفترة الماضية شهد الكثير من التطورات الايجابية والتي انعكست مباشرة على العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الخليجية التركية، مشدداً على أهمية الاستفادة من هذا المنتدى الهام في خلق شراكات في مجال الامن الغذائي لدول الخليج العربي الذي يعتبر احد اهم الجوانب بالنسبة إلى دول المنطقة.
من جانب آخر، قال رئيس جمعية الاقتصاديين البحرينية جعفر الصائغ، إن هذه النوعية من الفعاليات الضخمة تعتبر ذات أهمية كبرى للاقتصاد البحريني وقطاعها الخاص، مؤكداً ان مملكة البحرين بحاجة إلى مثل هذه الاستضافات الهامة لتوسعة السوق المحلي مع شركائها بدول العالم منها جمهورية تركيا.
وأوضح الصائغ أن هذه الفعاليات هامة لتبادل الآراء ولربط الاقتصاد البحريني مع اقتصاديات الدول الصديقة، لافتاً في الوقت ذاته إلى اهمية استعراض بيئة البحرين الاستثمارية من قوانين وتشريعات محفزة، والتطرق الى الفرص الاستثمارية المتاحة، إلى جانب الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين وأميركا، مشيرا إلى ان كل تلك الايجابيات ستنعكس على المنتدى بالايجاب وستساهم في خلق شراكات واتفاقيات بين الطرفين البحريني والتركي.
من جهته، أكد الرئيس التنفيذي وعضو مجلس ادارة بنك البركة - البحرين محمد المطاوعة، أن تنظيم مملكة البحرين منتدى الاستثمار الخليجي التركي الثاني بمثابة فرصة لأصحاب الاعمال البحرينيين والخليجيين للالتقاء مع نظرائهم الاترك وخاصة أن جمهورية تركيا تعتبر في وقتنا الحالي قوة اقتصادية لها مكانة مرموقة على المستوى العالمي.
وقال: "سنلقي الضوء خلال المنتدى على مدى مشاركة المصارف في دعم النشاط التجاري ما بين مملكة البحرين وجمهورية تركيا" ، موضحاً أن بنك البركة باعتباره مؤسسة مالية سيكون حلقة وصل لما ينتج عنه المنتدى من عروض طلب لتمويلها سواء في تركيا او بالبحرين للارتقاء ودعم الشراكة بين البلدين وخاصة في ظل العلاقات المتميزة والزيارات المتواصلة بين قادة البلدين الشقيقين.
واشار المطاوعة، إلى ان هناك 230 فرعاً للبنك في جمهورية تركيا ما يشير إلى اهمية ومكانة السوق التركي، مؤكداً انه سيقوم بالنظر للطلبات الاستثمارية المتوقعة للتجار البحرينيين ليكون لهم تواجد أكبر في السوق التركية والعكس، لافتا في الوقت ذاته إلى ان السوق البحرينية يعتبر واعداً وجاذبا للمستثمرين الاجانب منهم الاتراك خاصة في ظل توافر الفرص الاستثمارية المشجعة، إلى جانب تميز البيئة الاستثمارية في المملكة بقوانين وتشريعات جاذبة لاستقطاب رؤوس الاموال التركية والاجنبية.