تشارك وزارة الصحة متمثلة بقسم الأمراض الجلدية الاحتفال باليوم العالمي لمرض الصدفية، الذي يصادف اليوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام، والذي تم اعتماده رسمياً من قبل الهيئة الدولية لرابطات الصدفية IFPA ومقرها دولة السويد.
وتشارك مملكة البحرين اليوم السبت (29 أكتوبر 2016) دول العالم لإحياء هذا اليوم العالمي لما له من أهمية بالغة بهدف زيادة الوعي بهذا المرض الذي يصيب 125 مليون إنسان حول دول العالم ويؤثر في ما يقرب من 1 إلى 3 في المئة من شعوب العالم.
وأكدت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات مرضى الصدفية أن مرض الصدفية ليس مرضاً جلدياً فحسب، بل هو مرض عضوي مزمن، حيث إن المرضى المصابين بالصدفية بنسبة متوسطة إلى شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين وداء السكر، وهو مرض غير معدٍ ناتج عن عوامل داخلية متعددة وعوامل أخرى خارجية تلعب كحافز لتكوين الالتهابات وظهور المرض ولا شفاء منه حالياً. كذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار العامل الوراثي حيث أكدت الدراسات أنه إذا كان الوالدان يعانيان من الصدفية فتكون نسبة إصابة طفلهما بالمرض هي 41 في المئة، أما إذا كان المصاب أحد الوالدين فتكون نسبة الإصابة هي 14 في المئة، بينما إذا كان أحد أطفالهما مصاباً فتكون نسبة إصابة الطفل الآخر هي 6 في المئة.
وتأتي جميع محاولات وجهود التوعية بمرض الصدفية لزيادة الوعي بحيث يشمل ذلك جميع أفراد المجتمع وفي مقدمتهم المرضى المصابون بهذا المرض وعوائلهم والفئة التي تعنى بهم من أطباء وممرضين وأخصائيين نفسيين واجتماعيين، بالإضافة إلى جميع شرائح المجتمع.
فمن خلال هذا اليوم يتم تعريف جميع شرائح المجتمع بماهية هذا المرض وطبيعته ومستجدات علاجه وتصحيح المفاهيم الخاطئة حوله، بالإضافة إلى إيجاد قناة مسموعة للمصابين بهذا الداء تصل إلى جميع مؤسسات المجتمع المدني، حتى يتمكن الجميع من استشعار أهمية هذه الفئة ومساعدتهم وتقديم كل الدعم لتخفيف معاناتهم.
يذكر أن مرض الصدفية هو التهاب جلدي مزمن غير معدٍ، يصيب الجنسين بنسب متساوية. ويمكن أن يصيب مختلف الأعمار، فما يقارب الـ 75 في المئة من المرضى يبدأ ظهور المرض في سن قبل الـ 40 ومن 35 إلى 50 في المئة قبل الـ 20 سنة ويتميز بظهور بقع حمراء تغطيها قشور ذات لون فضي ولها أحجام مختلفة وتظهر على جميع الجسم ولكن غالباً على الكوع، والركبتين، وفروة الرأس، كما تظهر على أظافر اليدين والقدمين، والمفاصل، حيث إن نسبة إصابة المفاصل تتراوح ما بين 5 و30 في المئة وتتميز بحدوث آلام في المفاصل وانتفاخات وقد يؤدي إلى تشوهات دائمة في المفصل ولحسن الحظ الإعاقة الدائمة تحدث نادراً.
وتشير الدراسات الحديثة إلى أن المرض ليس جلدياً فقط، وهناك أدلة تثبت أنه مرض متعدد العلاقات، حيث ثبت ارتباطه بمرض السكري، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الدهون في الدم، مما يعني ضرورة الاهتمام بعلاج المصاب بالصدفية، وعلاج الأمراض المصاحبة لها في الوقت ذاته.
ونظراً لانتشار هذه الأمراض في المجتمع فإنه من المتوقع أن يكون المصابون في مملكة البحرين أكثر حاجة للمتابعة والعلاج لضمان الاستفادة من العلاج المقدم، باعتبار أن علاج الصدفية للأشخاص الذين يعانون من أمراض مصاحبة يكون أكثر صعوبة والحالات تكون مستعصية أكثر، لذا يجب مراجعة الطبيب عند ظهور الصدفية في مراحلها الأولى، والاستمرار في المتابعة، والالتزام بالعلاج والتعليمات، وذلك سعياً لمنع تطور المرض وتفاقمه.
ومن المؤسف أن مرض الصدفية لا يوجد له علاج شافٍ تماماً، ولكن هناك علاجات فعّالة للقضاء على مضاعفات أو أعراض المرض، وتجعل المصاب يمارس حياته بشكل طبيعي، وذلك من خلال الأدوية الموضعية، والعلاج الضوئي، والحبوب، وأخيراً الإبر البيولوجية التي تعتبر علاجاً لمرض الصدفية وأعطى أملاً جديداً للمرضى الذين تستعصي حالتهم لإصابتهم بنسبة كبيرة في الجلد وخصوصاً عندما تكون المفاصل أيضاً مصابة.
ومن الضروري أن يعرف المريض وذووه وحتى مخالطوه، العوامل التي تؤثر سلباً وإيجاباً في هذا المرض، وأول هذه العوامل السلبية هي التدخين وشرب الخمر، وهي مؤذية للمرض، تفاقمه وتؤثر على تناول المريض لعلاجه، ولربما يلجأ لها المريض هرباً من الأسى النفسي الذي يسببه المرض. وأثبتت دراسات ومسوحات عالمية حول المرض أن دراسة استطلاعية كشفت أن 62 في المئة من المصابين بالصدفية لديهم مشاعر سلبية تجاه قيمتهم الشخصية، بينما يشعر 50 في المئة أن الصدفية قللت من ثقتهم بأنفسهم، وشعر 40 في المئة منهم بعدم الارتياح في العلاقات الخاصَّة، بينما فقد 14 في المئة منهم وظائفهم، أو استقالوا منها، وألغى 21 في المئة خمسة ارتباطات اجتماعية، أو أكثر خلال العام لأسباب تتعلق بالصدفية.
ودعت المؤسسات والهيئات الصحية حول العالم لعقد مختلف الفعاليات الهادفة إلى التثقيف، والتوعية بحقائق مهمة تتعلق بالتعامل مع المرض، بحيث يمكن للمرضى التخلص من القيود التي يفرضها عليهم المرض ليتمكنوا من عيش حياة طبيعية، وإلى دحض الخرافات والمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالمرض، وتشجيع المرضى، وأقاربهم والأطباء ومجموعات الدعم والناس عموماً على رفض التمييز ضد مرضى الصدفية. حيث يمكن بفضل التشخيص الصحيح والتعامل الجيد مع المرض والعناية المناسبة، أن يعيش مرضى الصدفية حياة طبيعية ومريحة.
مشكورين يا وزارة الصحة
أنا مصابة بالمرض من حوالي سنة تقريبا