على مدى السنوات الخمس الماضية، منذ أحضرنا تجربة النادي العالمي للإعلام الاجتماعي من الولايات المتحدة الأميركية إلى البحرين، أقمنا العشرات والعشرات من الفعاليات، منتديات ومحاضرات ولقاءات وورش عمل، حضرها آلاف البحرينيين، جلهم من الشباب، وضمن هذا التوجه نشارك الأسبوع القادم وللسنة الثانية على التوالي في فعالية «أسبوع المنامة للريادة وتمكين الشباب» بتنظيم من محافظة العاصمة.
هناك أناس الآن أعمارهم في الستين والسبعين وربما أكثر يستخدمون فيسبوك وانستغرام، لكن الشريحة الأكبر من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هم من الشباب، وهؤلاء هم من يعول عليهم في اكتساب المعارف والمهارات والارتقاء بالحاضر وبناء المستقبل.
وضمن فئات الشباب تبرز شريحة «رواد الأعمال» كقادة لمستقبل يجب بناؤه على المبادرات والاختراعات والنهوض بالطاقات الفردية، وخاصة مع التغيرات الاقتصادية الكبيرة التي نمر بها، وهنا يبرز أسبوع المنامة للريادة كفعالية سنوية ترصد توجه الشباب نحو ريادة الأعمال وتحفزهم وتمكنهم.
يبحث رواد الأعمال دائماً عن طرق فعالة للارتقاء بشركاتهم، فيما تقدم مواقع الإعلام الاجتماعي نفسها على أنها أنجع وأكثر الطرق فعالية لتسويق الأعمال، وإيصال الرسالة إلى أكبر عدد من المستخدمين في أسرع وقت ممكن. وهي طريقة غير مكلفة وسهلة.
إن ما نحرص عليه خلال فعالياتنا في النادي العالمي للإعلام الاجتماعي هو تعليم وتدريب الشباب على التمييز بين الاستخدام الشخصي لمواقع الإعلام الاجتماعي، واستخدام تلك المواقع بغرض الأعمال، وهنا نركز على كلمة السر «الاستراتيجية»، والتي تقوم على الإجابة على سؤال واحد: ما الذي أريد تحقيقه من استخدامي لمواقع التواصل الاجتماعي؟
ليس كل الأشخاص لديهم إجابة واحدة على هذا السؤال، فهناك من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن آخر صيحات الموضة، أو البحث عن عمل، أو مجرد الدردشة والترفيه، أما إذا كنت رائد عمل، فلابد أن يكون استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي مرهوناً بتطوير معارفك ومهاراتك العملية في إطلاق وإدارة عملك، والبحث عن أفكار جديدة ومراقبة تطور الصناعة في الحقل الذي تعمل فيه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى الترويج لفكرتك أو مشروعك لدى شرائح محددة من الجمهور ومؤسسات الأعمال يمثلون عملاء وزبائن محتملين.
ولابد للشركات التي تسعى لزيادة شهرتها، أن تتجه نحو كسب جمهورها بصورة مباشرة، أو بالتعاون مع ناشرين متخصصين لإيصال رسائلها، ولأن مواقع التواصل الاجتماعي أشبه بأداة ترويجية، فإن ما يصدر عن المتحدث لجمهوره يعاد نشره من قبل مجموعة أخرى أيضاً. لذلك تمثل مواقع الإعلام الاجتماعي وسائل ترويج أكثر تعقيداً مما كان متوافراً خلال القرن العشرين، التي اعتمدت على وسائل تقليدية مثل: المذياع والتلفاز والصحافة المطبوعة. في هذا السياق يمكن القول إن كسب متابعين جدد عملية صعبة وتستغرق وقتاً، لكن يمكن لرائد العمل أن يستفيد من جمهور منافسيه، كما أن اتقانه لأساسيات استثمار مواقع التواصل الاجتماعي تمكنه من زيادة فعاليته وتسريع نجاح مشروعه، واتحدث هنا عن تقنيات مثل الاستفادة القصوى من الهاشتاق، ووقت النشر، وإعلانات فيسبوك، وأصالة المحتوى، والتفاعل مع المتابعين، وغيرها.
لكن المؤسف أن العديد من رواد الأعمال يفشلون في متابعة اتجاهات تطور مواقع الإعلام الاجتماعي، لكن في المقابل هناك من ينجح في ذلك، ويحرص على الاستفادة من تقنيات النشر وأساليب الترويج والدعاية، وإن الغاية الأساسية من استخدام مواقع الإعلام الاجتماعي هي التواصل الفعال مع الناس، والمستخدم الذكي هو من يستثمر هذا التواصل لفائدة نفسه والآخرين، ويعمل على تعزيز التواصل مع الآخرين وزيادة شهرة عمله وشركته الناشئة في الوقت نفسه.
إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ