العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ

القطان: الأمة تتعرض لفتن ومؤامرات تستدعي مراجعة وتوبة صادقة وتصحيح أعمال وسلوكيات

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، «إن الأمة الإسلامية تتعرض لفتن ومؤامرات، ومحن وابتلاءات على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، حروب وصراعات وخلافات، أهلكت الحرث والنسل، ودمرت الأرض والإنسان، وفتحت شهية العدو الحاقد المتربص ليوغل في عدوانه، وإبرام الخطط، وتأجيج الصراعات بين المسلمين، وتفكيك وحدتهم، ونهب ثرواتهم، وتعطيل حياتهم، وربما حدث ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، والتقصير في واجباتنا تجاه ربنا وديننا وعلاقاتنا مع بعضنا البعض كمسلمين، وعلاقاتنا مع غيرنا من أمم الأرض»، مؤكداً في خطبته أمس الجمعة (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، أن «هذا الأمر يستدعي مراجعة وتوبة صادقة، وتصحيح أعمال وسلوكيات، وتضرعاً بين يدي الله سبحانه وتعالى».

وذكر أن «هناك ممن قست قلوبهم، واستمروا في طريق الغي والضلال والعناد، وزيَّن لهم الشيطان أعمالهم الشريرة، وحدثت انتكاسة في المفاهيم والقيم عند كثير من المسلمين، وظنوا أن علاج مشاكلهم، وكشف كرباتهم، وسبيل نجاتهم، ودفع الضر عنهم، يكمن في القوة المادية التي يأوون إليها، فهذا يأوي إلى قبيلته، وهذا إلى حزبه، وهذا إلى جماعته وطائفته، وهذا إلى قوته وماله، وهذا إلى الغرب، وهذا إلى الشرق، وهذا إلى مجلس الأمن، وذاك إلى الأمم المتحدة وغيرها، حتى في أبسط الأمور».

وأوضح أن «هناك الضائقة الاقتصادية التي تمر بها كثير من الدول والمجتمعات، لا يخطر على بال الكثير من المسلمين، بأن الرزاق هو الله، وأن الرزق مثل الأجل، وأنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها».

وقال القطان: «لعل من أهم الأسباب التي تجعل العبد يأوي إلى غير الله، ويعتمد على غيره، هو الجهل بمقام الربوبية والألوهية، فمن لم يعرف رب الناس، ملك الناس، إله الناس، وما له سبحانه من الأسماء الحسنى، والصفات العلا، لا يتصور منه أن يتوكل عليه جل جلاله، من لم يعرف الله غنيّاً، له ما في السموات وما في الأرض، يحتاج إليه كل مخلوق، ولا يحتاج إلى أحد سبحانه».

وأضاف أن «من لم يعرف الله قديراً، لا يحد قدرته حدّ، ولا يعجزها ضد ومن لم يعرف الله قهاراً، أخذ الجبابرة الطغاة، المتألهين في الأرض، أخذ عزيز مقتدر، فما كان لهم من فئة ينصرونهم من دون الله، وما كانوا من المنتصرين».

وأكد أن «الاعتصام بالله عصمة للقلب، وملاذ للنفس، وطمأنينة للفؤاد، ولا أجمل ولا أكمل ولا أفضل ولا أحفظ ولا أسلم للمؤمن من الاعتصام بالواحد الأحد جل وعلا، فهل يُهْزَم مَن اعتصم بجنابه؟ وهل يخاف من لجأ إلى محرابه؟ وهل يحرم من انطرح على أعتابه؟»، لافتاً إلى أن «الاعتصام به -جل وعلا- حفظ للمرء، وصيانة للنفس، وحماية للدين، وأمنٌ من المخاوف، وضمان من المخاطر، ونجاة من المهالك، ونصرة على الأعداء، وحرز من الشيطان».

وبيّن أن «من أهم مقومات الاعتصام بالله والتوكل عليه واللجوء إليه هو الاعتصام بحبله المتين، وهو الدين القويم، والقرآن العظيم، الذي فيه الخير والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة».

وتابع «إن المؤمن بالله عز وجل، كلما ازداد إيماناً زاد من الله قرباً، وعليه توكلاً، وبه اعتصاماً، إذا ادلهمت الخطوب، وتكالبت الكروب، وأظلمت الدروب، بَرَق نور اليقين، وأنار وميض الإيمان، وصدق الكريم المنان إذا اضطرب البحر وهاج، وتلاطم الموج وماج، وهبت الريح العاصف في الليل المظلم الداج، نادى أهل السفينة مستغيثين... يا الله».

وأردف قائلاً: «إذا أُغلقت الأبواب في وجوه الطالبين، وأُسدلت الستور أمام السائلين، صاحوا قائلين: يا الله... إذا بارت الحِيَل، وضاقت السُبُل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، رفع المحتاجون أيديهم ورؤوسهم وقلوبهم وأصواتهم... يا الله... إليه سبحانه يصعد الكلم الطيب، والدعاء الخالص، والنداء الصادق، والتفجع الوالِه... إليه تُرفع الدعوات في الصلوات، والأيدي في الحاجات، والأعين في الملمات، والأسئلة في الحادثات... من الذي يفزع إليه المكروب، ويستغيث به المنكوب، وتصمد إليه الكائنات، وتسأله المخلوقات؟».

وقال أيضاً: «لقد خلق المولى سبحانه وتعالى الخلق في هذه الدنيا لعبادته وطاعته بما شرع، وجعلها دار ابتلاء وتمحيص، وبيّن فيها طريق الخير من الشر، والحق من الباطل، وأمر عباده بالاستقامة والصبر والثبات على الحق؛ لأنهم سيواجهون فتناً ومصائب وشهوات؛ فقد جبلت هذه الحياة على ذلك، ليكون التمايز بين الناس عند الله، ويكون الأجر والثواب والحساب والعقاب، على قدر قوة الإيمان به سبحانه، والعمل الصالح الذي يبتغي به العبد رضا الله، ويرجو به رحمته في كل الأحوال والظروف، في السراء والضراء وفي الشدة والرخاء وفي العسر واليسر... ولم يترك المولى سبحانه وتعالى عباده يواجهون الفتن والمصائب والمحن، دون قوة يستندون إليها أو يأوون إليها، بل عرّفهم بنفسه وبقدرته وقوته وحكمته وعدله، وأثبت ذلك بإنزال الكتب وإرسال الرسل وبالمعجزات، وبما جعله في هذا الكون الفسيح من آثار مخلوقاته وبديع صنعه».

العدد 5166 - الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 27 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 10:48 م

      ياشيخ عدنان جزاك الله خير حبيت اقولك كلمه
      لاتتعب بلاعيمك مع المسلمين الكره الارضيه بااكملها
      تحتاج لااعادة جدوله هذا امر الله يااشيخ الناس ماتت قلوبها وتعفنت من الحقد والكراهيه والحسد
      اوهذا الناتج اجيال الميرندا ليمون وسيجارة مالبورو تاگ
      الفراغ والفقر اذا دخل الى وادي فتك بااهله
      نسال الله العفو والعافيه

اقرأ ايضاً