أعلن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب عن اختيار المفكر والأكاديمي اللبناني وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة، شخصية العام الثقافية للدورة الخامسة والثلاثين للمعرض التي تقام في الفترة من 2-12 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وذلك تقديراً لسيرته الأكاديمية وعطاءاته الثقافية الحافلة بالإنجازات والمؤلفات التي شكلت إضافة قيّمة إلى خزانة المعرفة العربية.
ويحرص معرض الشارقة الدولي للكتاب على تكريم الشخصيات والرموز الثقافية والفكرية في العالم العربي، والاحتفاء بإنجازاتهم التي تشكل نموذجاً للأجيال المقبلة، وتدفعهم إلى مزيد من الجهد للنهوض بواقع الثقافة العربية، وخدمة بلدانهم.
وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد ركاض العامري: "يسعدنا اختيار الدكتور غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني السابق، والأكاديمي المتميز، شخصية العام الثقافية للدورة الخامسة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لما تحفل به سيرته المهنية من تجارب وخبرات طويلة، أثرت الحياة الأكاديمية، وشكلت إضافة مهمة للمشهد الثقافي العربي، من خلال مؤلفاته الفكرية، ونشاطاته المرتبطة بالشأن الثقافي، واهتمامه بالقضايا العربية".
وتشهد سيرة غسان سلامة على الكثير من المنجزات الكبيرة في تاريخ المنطقة خلال العقود الخمسة الأخيرة، إذ رسمت سيرته منحنىً لافتاً، فمن لبنان وزيراً للثقافة، إلى العراق مبعوثاً دولياً، وصولاً إلى أروقة الأمم المتحدة مستشاراً رفيعاً، ثم إلى الجامعة الفرنسية أستاذا للعلوم السياسية.
تولى سلامة منصب رئيس مجلس أمناء الصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، وعميد "معهد باريس للشؤون الدولية"، وعمل أستاذاً للعلاقات الدولية في "معهد العلوم السياسية" بباريس وفي "جامعة كولومبيا" بنيويورك. كما شغل منصب وزير الثقافة في لبنان بين عامي 2000 و2003، وكٌلف بمهام خاصة إلى جانب حقيبته، مثل تنظيم "قمة بيروت العربية" و"القمة الفرنكوفونية" في لبنان، فكان في كلتيهما رئيساً للهيئة التنظيمية وناطقاً رسمياً.
وعلى الصعيد الدولي، عُيِّن مستشاراً سياسياً لبعثة "الأمم المتحدة" في العراق عام 2003، ثم عيّن بعدها مستشاراً خاصاً للأمين العام لـ"الأمم المتحدة" بين 2003 و2006. كما رشح مؤخراً لمنصب الأمين العام لمنظّمة اليونسكو، وحقق ترشحه تأييداً كبيراً بين الشخصيات الثقافية والسياسية في لبنان والوطن العربي، ومن أبرزهم الروائي اللبناني الفرنسي أمين معلوف الذي قال: "غسان سلامة هو الشخصية الأمثل لهذا المنصب. لا أقول إنه أفضل مرشّح لبناني، وإنما هو أفضل مرشّح بالمطلق. وبغض النظر عن جنسيته. فإن كفاءته في الحقل الديبلوماسي، كما في الميادين الأكاديمية والتعليمية، قلّ نظيرها في العالم".
اختير سلامة عضواً في عدد من المنظمات العالمية غير الحكومية، ومنها: مجموعة الأزمات العالمية في العاصمة البلجيكية بروكسيل، ومؤسسة "أوبن سوساييتي" بنيويورك، و"مكتبة الإسكندرية"، و"مركز حل النزاعات" بنيويورك، و"مركز العمل الإنساني" في جنيف، وهو أحد مؤسسي "الصندوق العربي للثقافة والفنون"، ويرأس مجلس أمنائه منذ انطلاقته عام 2007.
وصدر له العديد من المؤلفات بالفرنسية والعربية، منها "المجتمع والدولة في المشرق العربي"، و"السياسة الخارجية السعودية منذ عام 1945 - دراسة في العلاقات الدولية"، و"نحو عقد عربي جديد - بحث في الشرعية الدستورية"، و"من الارتباك إلى الفعل: التحولات العالمية وآثارها العربية"، و"أمريكا والعالم: إغراء القوة ومداها" وسواها، كما له مساهمات كبرى في المجلّات المختصة بالشؤون الدولية.
يذكر أن غسان سلامة من مواليد العام 1951 في لبنان، ودرس القانون في جامعة القديس يوسف، والقانون الدولي في جامعة باريس، ثم حاز درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة باريس الأولى، وحصل على دكتوراه في الآداب من جامعة باريس الثالثة. وقد أمضى الجزء الأكبر من حياته لاحقاً في تدريس العلاقات الدولية، نظرية وتطبيقاً، في عدد من الجامعات اللبنانية والفرنسية والأمريكية .