عادة لا تلفت انتباهي الأخبار والمواضيع الني تطرح من قبل السادة النواب، ولا شك في أنها أصبحت لا تلفت انتباه أي مواطن بحريني. مع الضغوط والمشكلات المعيشية والحياتية التي أصبحت تثقل كاهل الجميع والتي أكاد أجزم كاختصاصية علاج نفسي بأنها تمثل 90 في المئة من أسباب اكتئاب الأفراد الذين ألتقي بهم في عيادتي.
وربما في كثير من الأحيان يضحك زملائي الأطباء عند مناقشة حالة ما معي، فبطريقتي المحرقية وببساطة المنطق العلمي وبحسب الدليل التشخيصي الذي نعتمده في تشخيص الاضطرابات "عدلوا وضعهم بيروح الاكتئاب" من دون الحاجة للأدوية.
ولأني لست كاتبة متخصصة في الشأن السياسي ولا أجيد النقد في هذا المجال أو في الحقيقة قد ابتعدت عنه، فإني سأركز هنا على الجانب النفسي لما تم طرحه من قبل السادة النواب في اقتراحهم بمنع الموسيقى في مدارس البحرين. ولعل طرح لهذا الموضوع جاء خوفاً من أن يتقدم اقتراح برغبة مستقبلي بمنع الابتسامة في البحرين.
فلا شك في أن الموسيقى هي أقدر الفنون على خدمة الإنسان، وهي أرقى أنواع منشطات الحياة والصحة النفسية والعضوية، فالصحة النفسية والعضوية هي تناسق الشيء مع كل شيء، الخلية مع الخلايا، والروح مع الأرواح، والإنسان مع الكون، كما تتناسق النغمة مع النغمات.
إن قضايا الموسيقى تستمد أهميتها من أهمية الموسيقى ذاتها، كفن يعتبره أفلاطون أرفع الفنون وأرقاها، لأن الإيقاع والتوافق في يقينه يؤثران في النفس الباطنة، والحياة الانفعالية للإنسان، بما ينعكس أثره على أعضاء الجسم وأجهزته.
لقد أثبت العلم الحديث أن ذبذبات الموسيقى تؤثر تأثيراً مباشراً على الجهاز العصبي، إذ يمكن لكل ذبذبة أو أكثر أن تؤثر على جزء ما بالمخ، خاص بعصب ما، فتخدره بالقدر الذي يتيح له فرصة الاسترخاء، واستجماع الإرادة، للتغلب على مسببات الألم، فيبدأ الجسم في تنشيط المضادات الطبيعية والإفرازات الداخلية التي تساعد الجهاز المناعي وغيره على التغلب على مصدر الداء ومكانه.
وقد استخدم الطبيب الرازي الذي كان في بداية أمره موسيقياً وضارباً ممتازاً على العود ثم ترك ذلك وأقبل على دراسة كتب الطب والكيمياء فنبغ فيها جميعاً.
ويبدو أن ذلك لم يمنعه من استخدام الموسيقى في أغراض العلاج فقد وردت إشارات في بعض المراجع لم يشر أصحابها إلى مصدرها، إلا أنه يغلب على الظن أن الرازي درس فائدة الموسيقى في شفاء الأمراض وتسكين الآلام، وقد توصل إلى هذه النتيجة بعد تجارب كثيرة قام بها. إذ كان يتردد على صديق له يشتغل صيدلانياً في مستشفى في مدينة الري، وكان من عادته حينما يجتمع بصديقه هذا أن يعاوده الحنين إلى الموسيقى، فكان يعزف عنده بعض الوقت داخل المستشفى بقصد التسلية والطرب، ولشد ما كان يدهشه عندما يرى المرضى الذين يعانون آلاماً قاسية يتركون أسرتهم ويلتفون حوله، إذ كان يشملهم السرور والبهجة عندما يسمعون هذه الألحان الشجية وينسون آلامهم المبرحة. فأدرك أثر الموسيقى في تخفيف الآلام وفي شفاء بعض الأمراض، ولكنه لم يقتنع بهذه النتيجة من المرة الأولى وأخذ يدرس بدقة تأثير الموسيقى في شفاء الأمراض، وبعد تجارب كثيرة أخذ يعتمد عليها بوصفها أسلوباً من أساليب العلاج الطبي.
فاطمة_السيكولجست: سيصرخون ضد الفكر والمفكرين وسيقرأ لهم الشعب... سيصرخون ضد العلم الحديث وسيتعلمه أبناء الشعب... سيصرخون ويصرخون وسيملأون الدنيا صراخاً وسترتفع أصوات مكبرات أصواتهم وستنفجر قنابلهم وتتفرقع رصاصاتهم وسيكونون في النهاية ضحايا كل ما يفعلون وسيدفعون الثمن غالياً حين يحتقرهم الجميع ويرفضهم الجميع ويطاردهم الجميع. مما قرأت.
إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"العدد 5165 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ
شكرا كلام جميل جدا
" ألا بذكر الله تطمئنُ القلوب"
يمنعون الموسيقى عن أطفالنا لا لشيء إلا لإشباع هوس الأسلمة لديهم. لن نستغرب إنْ منعوا الضحكة والبسمة.