العدد 5165 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ

هو ابنٌ واحد!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

على رغم تعدّد الأبناء لدى هذا الأب، فإنَّ الإبن الكبير بالذّات يختلف عن الآخرين؛ لأنّه وصل إلى مرحلة البِرِّ وليس الواجب، فالواجب ثقيل على النفس، وإنْ كنّا نقوم به، لكنَّ البر هو العطف والحب والحنان اللامتناهي. هو ابن واحد، ذلك الذي قدّم من دون أن يكون الأمر ثقيلاً على نفسه!

البِرُّ عند هذا الابن لا نستطيع وصفه في مقال، بل يجب تقديم شهادة «الابن المثالي» إليه لأخلاقه وتعامله مع والديه، فهو لا يكِلُّ ولا يمِلُّ من والده المريض والمحتاج إليه حاليّاً، ووالده لا يحتاج إلى من يخدمه، ولديه المال الوفير لوضع 10 عاملين من أجله، وما أراده الأب وترجمه الابن هو الحب والعطاء والبر.

ماذا أحكي لكم عن هذا الابن، لديه زوجة وأبناء وأم، ومشغول جدًّا جدًّا، لكن شغله وعائلته التي كوّنها وماله لم ينهوه عن القيام بِبرّه وليس واجبه، فما إن تذهب يمنة أو يسرة حتى تجده لصيقاً بأبيه، وليس هذا فقط، لكن يخاطبه مخاطبة الصديق لصديقه والحبيب لحبيبه، وقد تستغربون كيف يخاطبه كحبيب؟! نعم أوَلسنا نعطي المشاعر كلّها للحبيب؟! أوَلسنا نحترم الحبيب ولا نحب رفع صوتنا أمامه؟! أوَلسنا نتجمّل حتى يرانا الحبيب في أحلى صورة؟! أتصدّقون هذا الابن يعشق والده من دون أن يتكلّم ويُفاخر بذلك.

عندما يتحدّث فصوته رخيم جميل مع والده، يضحك ويناقش ولا يجعل والده وحيدًا ليس معه أحد، بل يحرص على المكوث معه لساعات، ويتخضّع له تخضّعاً يلفت الانتباه، ولا يمشي أمامه، بل يجعل والده في المقدّمة دوماً، وصدّقونا لو نظرتم إلى عينيه فإنّكم ستجدون الإعجاب الكبير بوالده.

أنقولُ إنّ هذا الأبَ محظوظ أم أحسن التربية هو وزوجته؟! لقربي منهم أقول إنّ الأب والأم محظوظان بهذا الابن البار، وأيضاً أحسنا التربية، فتربيتهما لم تضع أبدًا؛ لأنّ الابن ردّ الجميل بصورة لا مثيل لها، صورة نتمنّاها أن تكون لدى أبنائنا.

لا تتململوا من الجلوس مع أبيكم أو أمّكم، ولا تقلقوا على أعمالكم عندما تكونون معهما، ولا تفكّروا في أصدقائكم، بل فكّروا كيف تُرضون الأب والأم، فهما شقيا من أجلكم، وأعطيا الكثير والكثير، ولا ينتظران منكم إلاّ الحب والحنان والعطف والسعادة عندما تكونون معهما، فهما لا يتحمّلان رؤيتكم وأنتم تنظرون إلى الوقت حتى ينتهي معهما، أو عندما تلعبون بهواتفكم وهما يتكلّمان.

هذا الابن الذي تكلّمنا عنه واسمه محمّد لم نرهُ قط يستخدم الهاتف النقّال عندما يكون مع والده أو والدته، ولم نجده متواكلاً يريد الخروج عندما يكون برفقة والديه، بل وجدناه ليّنا هيّنا عطوفا معهما، فهنيئًا لمحمّد ما يقوم به، وليباركِ الله له في زوجته وأبنائه، وليرزقه الخير على ما يقوم به تجاه والديه، فهو نعم الابن والزوج والأب.

وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5165 - الخميس 27 أكتوبر 2016م الموافق 26 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 2:03 م

      بالفعل محمد ابن بار في والديه ونادر مثله في هالوقت ربي يطول بعمره ويحفظه .. اخوي الغالي

    • زائر 5 | 5:47 ص

      وش فيكم اليوم مخصصين موضوع كبير عني :)
      تراني عادي كل مافي الامر اني احب امي اوبوي وبعد وفاة امي الله يرحمها تعلق قلبي بابي وقبر امي ،، الله يرحمها ويحفظ لى ابوي ويشافيه ويعطيه الصحة والعافية.
      وشكرا للكاتبة لانها خصصت مقال حقي مو عارف وش اقول .

    • زائر 4 | 2:26 ص

      ماشاءالله الله يحفظه ..فعلا هذا الولد مثالي وحتما هذا العمل سوف يعود عليه بالخير في الدنيا والاخره ...جميله جدا فصة هذا الابن البار

    • زائر 3 | 1:38 ص

      نريد ان نبر والدينا ولكن يتم منعنا من دخول قرية الدراز ، الله وحده اعلم كم اشتقنا للجلوس في بيتنا القديم مع الوالد والوالدة

    • زائر 2 | 11:35 م

      هل ولد نادر يمكن واحد في المليون بارك الله فيه

    • زائر 1 | 11:04 م

      مريم

      كلامك عسل عسل استاذه مريم

اقرأ ايضاً