أعرب عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمة وجهها للقوات الأمنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية المشاركة في التمرين المشترك أمن الخليج العربي "الأول" عن بالغ الاعتزاز باستضافة مملكة البحرين لهذا التمرين الخليجي، بمشاركة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة قطر ودولة الكويت، والذي انطلق صباح اليوم الخميس (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، تنفيذاً لقرارات قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والذي يأتي ليؤكد رسالة العزم والتصميم من أجل دعم الاستقرار والسلام وحماية الأمن في دول المجلس ضد مختلف التحديات الأمنية.
وأشار جلالة الملك إلى أن هذا التمرين المشترك يمثل انطلاقة أمنية طموحة تساهم في توحيد وتضافر الجهود والارتقاء بمستوى التنسيق والتعاون في ضوء الأهداف المشتركة، موجهاً شكره وتقديره للقوات الأمنية المشاركة في التمرين وتمنياته لهم النجاح والتوفيق وأن يحقق التمرين أهدافه المرجوة.
وأشاد جلالة الملك، بالجاهزية العالية والمتطورة للأجهزة الأمنية في دول المجلس، حيث يعكس هذا التمرين التلاحم الخليجي والإجماع على وحدة الهدف والمصير، وأن هذا التواجد الأمني التدريبي لقوات الأمن في دول المجلس، فإنه ولا شك يسهم في رفع مستوى التنسيق والتعاون الميداني عند تقديم المساندة الأمنية لأي دولة من دول المجلس عند الحاجة، مؤكداً دعم مملكة البحرين الكامل لهذا التواجد الأمني وتسخير الإمكانيات كافة لكل ما من شأنه حفظ الأمن في دول مجلس التعاون الشقيقة، وذلك في إطار العمل المستمر من أجل مستقبل أكثر أمناً لدول وشعوب المنطقة والأجيال القادمة.
هذا، وافتتح وزير الداخلية، قائد التمرين الأمني المشترك الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، صباح اليوم، تمرين "أمن الخليج العربي 1".
فلدى وصول الوزير، قائد التمرين، إلى أرض الموقع، كان في الاستقبال رئيس الأمن العام رئيس هيئة السيطرة، وأعضاء اللجنة العليا للتمرين وعدد من كبار الضباط من القوات المشاركة من دول مجلس التعاون.
وبعد عزف سلام الفريق، قام الوزير باستعراض حرس الشرف وتشكيل رمزي من القوات المشاركة في تنفيذ فرضيات التمرين، وكذلك أبرز التجهيزات التي سيتم استخدامها من أجل الوصول بالأداء الأمني إلى مستويات متقدمة، فكراً وتنفيذاً وبما يحقق الأهداف المرجوة، كما شاركت في الاستعراض عدد من طائرات الشرطة والقطع البحرية.
بعدها، ألقى وزير الداخلية، قائد التمرين الأمني المشترك الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كلمة، جاء فيها:
أهلاً بكم في بلدكم، أهلا بكم في مملكة البحرين التي تحتضن هذا الحضور الأمني الأخوي والذي يجسد روابط الإخوة بيننا، ويمنحنا العزيمة والتصميم في الحفاظ على امن أوطاننا واستقرارها.
ويشرفني بهذه المناسبة؛ أن أنقل لكم تحيات سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وتمنياتهم للمشاركين بالتوفيق والسداد لتحقيق الأهداف المرجوة من هذا التمرين.
أيها الإخوة: نحمد الله سبحانه وتعالى بأننا نجتمع اليوم في ميدان التدريب تلبية لطموحات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس حفظهم الله ورعاهم وبعد موافقتهم الكريمة على توصيات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بإقامة هذا التمرين الأمني المشترك.
ولما كان الأمن الداخلي مسئوليتنا الوطنية؛ فإن الأمن المشترك لدول المجلس هو خيارنا الوحيد، وخصوصاً في ظل انتشار ظاهرة الجريمة الإرهابية وخطورة التحديات الأمنية في المنطقة مما استوجب التركيز على رفع قدرات وإمكانيات الشرطة المسلحة.
وإن تواجدنا في هذا الميدان خلال فترة التمرين تعتبر فرصة تدريبية لزيادة التنسيق الميداني واكتشاف مواطن القوة، ونقاط الضعف لنعمل على معالجتها في إطار العمل الأمني الميداني المشترك لمختلف الوحدات والأجهزة والإدارات الأمنية.
وبهذه المناسبة أود أن أشكر اللجنة العليا والفرق واللجان الإدارية ، كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى قوة دفاع البحرين والتي وفرت هذا الموقع المتميز لأداء هذا النوع من التمارين إضافة إلى المساندة الطبية والفنية، كما أعبر عن خالص الشكر للحرس الوطني على ما قدمه من مساهمات جليلة لإنجاح هذا التمرين.
وفي الختام، فإننا في وزارة الداخلية بمملكة البحرين سعداء بحضوركم، وأن الوزارة تضع إمكانياتها وجهودها لإنجاح هذا التمرين ان شاء الله.
متمنياً لكم جميعا التوفيق والسداد بإذن الله تعالى
بعد ذلك، تم رفع راية تمرين "أمن الخليج العربي 1" إيذانا ببدء أعماله، ثم تفقد الوزير، مركز القيادة والسيطرة الخاص بالتمرين بالإضافة إلى المرافق المساندة ومن بينها المركز الإعلامي والمركز الصحي.
هذا، وكانت كل القوات الأمنية المشاركة في التمرين الأمني المشترك، قد أكملت وصولها واستعداداتها لفعاليات التمرين، والذي يتم إجراؤه تنفيذاً للاتفاقية الأمنية التي تجمع دول المجلس، وتجري مراحله في ضوء توجيهات وزراء الداخلية خلال اجتماعهم التشاوري السادس عشر في الدوحة في أبريل/ نيسان 2015 في إطار العمل على تحقيق التكامل بين الأجهزة الأمنية وتعزيز القدرات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، حيث يهدف التمرين إلى تعزيز إجراءات العمل الأمني المشترك ورفع جاهزية القوات الأمنية والارتقاء بالتنسيق الميداني وتوحيد المصطلحات والمفاهيم الأمنية.