عرضت الأستاذ المساعد في كليه الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي إيناس الحربي نتائجها الأولية لبحث طبي درس توزيع جينات مستضد الكريات البيضاء البشرية مع داء كرون أو التهاب الأمعاء المزمن خلال مشاركتها في المؤتمر العالمي السنوي المتعلق بالمناعة الذاتية 2016، والذي عقد أخيراً في مدينة مانشستر في المملكة المتحدة.
درست الحربي تأثير توزيع هذه الجينات في المرضى الكويتيين المصابين بالالتهاب ومقارنتهم بغير المصابين بهذا المرض بعد استخلاص المادة الوراثية DNA وفحص جينات مستضد الكريات البيضاء في عينة الأشخاص المشاركين في البحث، حيث توصلت النتائج المبدئية إلى وجود اختلاف في توزيع هذه الجينات وأنماطها الوراثية بين المرضى المصابين بالالتهاب وبين الغير مصابين.
هذا، وبينت النتائج أيضاً أن الأنماط الوراثية الأكثر انتشاراً في المصابين الكويتيين هي أكثر الأنماط المتعارف عليها عالمياً، عندما قارنت الحربي نتائج دراستها مع الدراسات الأخرى في العالم لهذا المرض، وجدت أن وداء كرون هو مرض التهابي مزمن (مستمر) يمكن أن يصيب أي جزء بالجهاز الهضمي بدءاً من الفم وحتى المستقيم، إلا أن الأكثر أصابه هو آخر الأمعاء الدقيقة (اللفائفي) وبداية الأمعاء الغليظة (القولون)، لكن غالباً ما يحدث في القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة أو القولون، وقالت: "في حالات نادرة جداً، تصل الإصابة إلى المعدة والمريء والفم، محدثاً التهابات بجدارها تؤدي إلى تقرحات جميع طبقاتها، وتتوقف خطورة المرض على الجزء المصاب، فإذا كان جزءاً من الأمعاء يعني أن المرض في بداية مراحله، ويصل إلى أقصى درجات الخطورة إذا كانت الأمعاء بأكملها مصابة".
وأوضحت أن أعراض هذا المرض تخف حدتها ثم تنشط مرة أخرى مع بوادر تدهور في الوزن ونقص في التغذية، وأن المصاب به عرضة لكثير من المضاعفات وعلى أعضاء عديدة في الجسم، وعلى المدى البعيد فإن احتمال الإصابة بالسرطان أعلى لدى المصابين بداء كرون مقارنة بغيرهم، ويختلف هذا الداء عن باقي التهابات الأمعاء الأخرى التي تصيب الجدار السطحي لها فقط. ويصعب تشخيص داء كرون في بدايته لأن أعراضه قد تتشابه إلى حد كبير مع أعراض أمراض أخرى، وخاصة اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة.
وأشارت الحربي إلى أن أسباب هذا المرض غير معروفة أو محددة، لكن هناك بعض الدراسات التي توصلت نتائجها إلى أن الإصابة به تأتي عندما تقل مناعة الجسم أو أن الجهاز المناعي يقوم بمهاجمه الجهاز الهضمي أثناء القضاء على البكتيريا في الأمعاء، مسبباً بذلك تقرحات في جميع طبقاتها والإصابة بالالتهابات وحدوث القيء، إذ يختلف هذا الداء عن باقي التهابات الأمعاء الأخرى التي تصيب الجدار السطحي لها فقط، ويصعب تشخيص داء كرون في بدايته لأن أعراضه قد تتشابه إلى حد كبير مع أعراض أمراض أخرى، خاصة اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة.
وعلى رغم أن داء كرون له علاقة بجهاز المناعة إلا أنه المشكلة المناعية الناتجة عن داء كرون غير واضحة، ولكن الدراسات أثبتت أن نحو نصف مخاطر الإصابة بهذا المرض لها علاقة بأسباب وراثية حيث تم اكتشاف أكثر من 70 جين له علاقة. كما أن نسبة إصابة المدخنين بمرض كرون تقدر بضعف نسبة إصابة غير المدخنين.
إلى ذلك، تشير الإحصاءات العالمية إلى أن داء كرون يؤثر على 2.3 شخص من كل 1000 شخص في أوروبا وأميركا الشمالية، وهو أقل شيوعاً في أوروبا وآسيا، كما شارت الدراسات إلى أن معدلات حدوثه بدأت ترتفع وخصوصاً في الدول النامية منذ بدايات السبعينيات بعد أن كان معروفاً تاريخياً بكثرة شيوعه في الدول المتقدمة. وقد تسبب بوفاة 35000 شخص في العام 2010، ويرجح أن يبدأ المرض في العقد الثاني والثالث من العمر، ولكن من الممكن أن يحدث في أي عمر، إذ يصاب الإناث والذكور بالنسبة نفسها.
وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تدرس داء كرون باستخدام تقنيات علم المناعة الجزيئية في الكويت، وقد أجريت بالتعاون مع مركز الكويت للأمراض الوراثية التابع لوزارة الصحة، وتأمل الحربي بعد اكتمال الدراسة أن تساهم نتائجها في التشخيص المبكر لهذا المرض للبدء بالعلاج حيث إن التشخيص الصحيح لابد منه في الأمراض المزمنة التي منها داء كرون، حيث يتطور، وتتدهور حالة المريض بمرور الوقت.