حين تساعد الآخرين فأنت تساعد نفسك بصفة أولى، تماماً كحين تطلع على مشاكل غيرك، فتهون عليك مشكلتك، لتتمتم في سرك وجهرك: الحمد لله.
تقول إحدى النساء اللاتي اعتدن على مساعدة غيرهن، ولفتت نظري حين تحدثت عن أهمية العطاء ذات نقاش بعد ندوة عن العمل التطوعي: «كنتُ كلما ساعدت أحدهم ولو بشكل بسيط، أجد نفسي وقد اجتزت مشكلة ما، وكلما تصدقت ولو بقليل من المال الذي لا يذكر أجد الله يرزقني أضعاف ما قدمته لمحتاج هنا أو فقير هناك. لا أملك المال الكثير، ولا الوقت الفائض، لكن الله سبحانه وتعالى يضع أمامي بعض الحالات التي عليّ مساعدتها بأشكال شتى، لأنه يحبني ويريد لي أن أكون سعيدة».
كلمات هذه المرأة كانت كالبلسم، جعلتني أبتسم طوال فترة حديثها، وخصوصاً أنها امرأة كبيرة في السن، لم تتح لها الظروف أن تدخل مدرسة أو جامعة، لكنها تخرجت في أقدر مدرسة تستطيع تعليم أساسيات الحياة والتعامل مع الآخرين، وهي التجربة، وتحاول الحصول على ما فاتها من علم عن طريق حضور المنتديات والمحاضرات في بلدها.
يقول الكاتب والشاعر الأميركي امرسون: «من بين المزايا الجميلة لهذه الحياة أنه ما من أحد يحاول بإخلاص مساعدة شخص آخر إلا ويساعد نفسه». وهو واقع نلمسه في محطات عدة من حياتنا، فحين تساعد فقيراً ولو بشيء يسير، فأنت تساعد نفسك، إذ وعد الله الذين ينفقون في سبيله بزيادة الرزق، وحين يساعد طالب علم زميلاً له بشرح مادة غير مفهومة لديه، فهو يركز ويجدد معلوماته وربما يتعلم شيئاً جديداً. وحين يساعد موظف زميله في أداء مهمة ما، فإنه يكتسب خبرة تضاف إلى خبراته ، وهكذا فإن كل عمل نقوم به نحصل على أضعاف ما قدمناه، وخصوصاً حين يكون العمل خالصاً لوجه الله وقدم بحب من غير انتظار شكر أو جزاء، ومن دون مباهاة أو استعراض.
والشعور بالقدرة على العطاء يبعث السرور إلى النفس، إضافة إلى الشعور بالرضا والسعادة وتقدير الذات على ما صنعت، فكما يقال: الهدية تسعد مقدمها أكثر من مستقبلها، وخصوصاً حين يرى السعادة مرسومة على محيا المهدى إليه.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5164 - الأربعاء 26 أكتوبر 2016م الموافق 25 محرم 1438هـ
الحمدلله فإن نفوسنا سوية و تبادر الى المساعدة و تقديم العون، المشكلة هو في معرفة المحتاج الحقيقي، فلكثر ما نرى و نسمع من تحايل و ادّعاء وتمثيل، صرنا نتردد الف مرة قبل المساعدة و التصدّق ..
دمت بخير