يشهد العمل القرآني في مملكة البحرين ازدهاراً كبيراً ولاسيما في ظل انتشار مراكز تحفيظ القرآن الكريم وتعدد المسابقات القرآنية المحلية متوجة بمسابقة البحرين الكبرى لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره ومسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم عبر الإنترنت (القارئ العالمي)، والعناية بالمصحف الشريف وتوزيعه عموماً ومصحف البحرين على وجه الخصوص. كل تلك الأعمال الكبيرة وغيرها تحظى بالرعاية الكريمة من حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد وحكومته، بما يعكس اهتمام القيادة وحرصها الكبير على خدمة كتاب الله تعالى ودعم مختلف البرامج القرآنية التي تسهم في تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق السامية في المجتمع. وانطلاقاً من حرص إدارة شئون القرآن الكريم بوزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف على الاستفادة من التقنيات الحديثة والتسارع الحاصل في وسائل الاتصال والتواصل، وإتاحة مجال أكبر وفتح بابٍ أوسع لفئات كثيرة من فئات المجتمع حالت ظروفها دون الالتحاق بمراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم، والحصول على حظهم من تعلم علومه الشريفة، بدأت الوزارة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي وفي مبادرة هي الأولى من نوعها بتشغيل مركز إبراهيم خليل كانو للإقراء الإلكتروني.
صرح بذلك وكيل الوزارة للشئون الإسلامية فريد يعقوب المفتاح، قائلاً: إنَّ هذا المركز يختلف عن مراكز التحفيظ التقليدية بأنَّ التعليم فيه يتم عن بُعد، حيث لا تتوفر فيه فصول دراسية، ويتولى التدريس فيه حالياً 5 معلمين و5 معلمات من أصحاب الخبرة والكفاءة في الاستماع للتلاوات وتصحيحها، ويدرس بالمركز 32 طالباً و22 طالبة غالبيتهم من مدرسي ومدرسات وزارة التربية والتعليم، فيما بلغ عدد الذين اجتازوا الاختبار النهائي 8 طلاب و6 طالبات، وذلك خلال الفترة الصباحية من التاسعة وحتى الثانية عشرة ظهراً، ومن المؤمل أن يتم تشغيل المركز في الفترة المسائية خلال شهر نوفمبر المقبل من الساعة الرابعة وحتى السادسة مساءً.
وأوضح المفتاح أنه يمكن للطالب الاتصال بالمركز من هاتفه أو عبر أي برنامج من برامج المحادثة الإلكترونية Online Chat، لتخصَّص له دقائق معدودة، ليأخذ فيها درساً خصوصياً مع المعلم، ضمن برنامج تعليمي متكامل وموازٍ للنظام التقليدي المعمول به في المراكز والحلقات القرآنية، وذلك من أجل تحقيق عددٍ من الأهداف، أبرزها: التأكيد على أهمية التلاوة الصحيحة للقرآن الكريم أساساً لفهمه وتطبيقه، وتسهيل تعلم القرآن الكريم وتعليمه لأكبر عدد من فئات المجتمع، وتشجيع الحفَّاظ على تعاهد القرآن الكريم ومراجعته، فضلاً عن الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية والتقنية المتاحة، ودعم جهود مملكة البحرين في الارتقاء بالخدمات الإلكترونية المقدمة للأفراد والمؤسسات.
وعن الفئات المستفيدة من خدمات المركز، أوضح وكيل الشئون الإسلامية أنَّ المركز يستهدف حالياً كل من لا يستطيع الانتظام في الدراسة في مراكز وحلقات تعليم القرآن الكريم من مدرسي ومدرسات وزارة التربية والتعليم، ومن المؤمل أن يتم توسعة دائرة خدمات المركز لتشمل مختلف فئات المجتمع مستقبلاً. إذ يتيح المركز مقرراته الدراسية المقروءة والمسموعة بصيغ إلكترونية متنوِّعة على شبكة الإنترنت، بحيث يمكن للدارسين الدخول عليها ومتابعتها وتحميلها في أي وقت. كما ينظِّم المركز حصصاً دراسية تقليدية ولقاءات علميَّة مع الدارسين لتغطية النقص الذي قد يحصل في نظام التعلم عن بعد، ومتى ما دعت الحاجة لذلك. ويمنح الدارس الذي يجتاز المتطلبات والاختبارات بنجاح ذات الشهادة التي تمنح لطلبة المراكز والحلقات القرآنية في النظام التقليدي.
كما ثمن المفتاح الرعاية التي يحظى بها برنامج رفع الكفاءة العلمية لمعلمي ومعلمات وزارة التربية والتعليم في تدريس تلاوة القرآن الكريم، من قبل المجلس الأعلى للشئون الإسلامية برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، والشراكة الناجحة بين وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف ووزارة التربية والتعليم في هذا المشروع التربوي الرائد، مشيداً بدور عائلة إبراهيم خليل كانو في دعم المشاريع القرآنية المتميزة، وتهيئة متطلبات نجاحها، ولاسيما تهيئة وتجهيز مركز الإقراء الإلكتروني، ليكون قادراً على القيام بالدور المناط به وتحقيق الأهداف المرجوة منه.