ذكرت الأنباء في مطلع سبتمبر/ أيلول 2002م موضوعا بشأن توظيف 1500 شخص بوزارة التربية والتعليم، وذلك تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب السمو رئيس الوزراء الموقر بتوظيف الخريجين التربويين البحرينيين. إلا أن تصريح الوكيل المساعد للشئون الإدارية والمالية في منتصف سبتمبر أكد أن الوزارة مازالت بحاجة إلى مدرسين ذكور في بعض التخصصات وعلى ضوء هذه الحاجة ستضطر الوزارة إلى التعاقد مع بعض المدرسين والمدرسات من الدول العربية لسد النقص من الحاجة. من هنا نود تسجيل الشكر الجزيل على جهود وزير التربية والتعليم والمسئولين في الوزارة للمساهمة في حل جزء من مشكلات توظيف الخريجين والخريجات المدرجين على قوائم الانتظار منذ سنوات كما نود أن نلقي الضوء على بعض النقاط:

أولا: الوزارة قالت انها وظفت في الفترة الأخيرة 1500 شخص من الذكورفي التخصصات المذكورة بحسب تصريح الوكيل المساعد ومازالت في حاجة إلى مدرسين من الذكور في تخصصات أخرى، إذن ما مصير الخريجات الإناث من عملية التوظيف؟

ولماذا لا يتم تدريب وتأهيل الخريجات في التخصصات (البرنامج الوطني) التي تحتاج اليها الوزارة من قبل إدارة الخطط والبرمجة التي تقوم بوضع التصورات من الحاجة للسنوات المقبلة، وخصوصا أنها قامت بحصر جميع التخصصات قبل فترة من بدء العام الدراسي لسد النقص من الحاجة بدلا من التعاقد مع مدرسات من الخارج وخصوصا أن هذا التعاقد يحتاج إلى موازنة مالية، الوزارة قد تكون في حاجة ماسة اليها في المستقبل؟

ثانيا: سوء التخطيط في الوزارة واضح، فقد قامت قبل سنوات بإغلاق باب قبول الدارسين في نظام معلم الفصل واللغة العربية وغيرهما من التخصصات الأخرى واليوم تستعين بالمعلمين غير البحرينيين.

ثالثا: هناك عدد كبير من الخريجات المدرجات على قوائم الانتظار منذ العام 1992م حتى يومنا هذا والوزارة للأسف الشديد لم توظفهن بسبب عدم اجتياز الامتحانات واسباب أخرى مثل المحسوبية وغيرها، فقد اكتفت الوزارة بتوظيف المدرسين من الذكورمن أجل اخماد قضية العاطلين الجامعيين عن العمل وإنشاء لجنة التظلمات خلال الأسابيع القليلة الماضية والتي تقوم بالاتصال بالمراجعات من الخريجات وإبلاغهن بعدم اجتيازهن الامتحانات (امتحانات قبل عشر سنوات) وتحديد موعد آخر بعد شهرين لتقديم الامتحانات وعراقيل التوظيف الأخرى، مع أن تصريح الوكيل المساعد يؤكد أن الوزارة سوف تتعاقد مع مدرسات من الدول العربية خلال الأيام المقبلة، إذن كيف يقوم المسئولون بتحديد موعد تقديم امتحانات الخريجات من أبناء هذا الوطن خلال شهرين والمدرسات من الدول العربية قادمات خلال أسابيع وأيام قليلة؟ إن هذه الإجراءات تعرض الخريجات من الإناث إلى حال من الإحباط وانعدام الرضا عن الإجراءات.

رابعا: لماذا تقوم الوزارة بإشعار الخريجات بنتائج امتحانات قبل عشر سنوات، ومن المسئول عن هذه التجاوزات والتلاعب بأعصاب الخريجات؟

خامسا: في حال التعاقد مع مدرسين ومدرسات من الدول العربية: هل سوف يخضعون لعراقيل التوظيف والامتحانات والمقابلات الشخصية أسوة بأبناء الوطن الخريجات والخريجين قبل أسبوع من بدء العام الدراسي الجديد 10 سبتمبر / ايلول2002 أو انهم خضعوا للامتحانات قبل التعاقد معهم بشهرين؟

سادسا: بعد أن قامت الوزارة باغلاق 14 مركزا لمحو الأمية من أصل 28 مركزا والاستغناء عن مدرسات ومدرسين مؤهلين تخصصوا في المجال التربوي والاكتفاء بعدد قليل من مدرسين ومدرسات البعض منهم يعمل في الفترة الصباحية والبعض الآخر تم توظيفهم بالمحسوبية، السؤال ما هو مصير المدرسين والمدرسات الذين تم الاستغناء عن خدماتهم في هذا المجال التربوي خصوصا؟

سابعا: المحسوبية وتراكم طلبات التوظيف في خزانات الوزارة من المسئول عنها؟

ثامنا: أرجعت الوزارة سبب اقتصار التوظيف على 250 خريجا فقط إلى استيفاء الوزارة كل احتياجاتها للعام الدراسي 2002/2003م، على ضوء ذلك قامت بالتعاقد مع 146 مدرسا أردنيا إذن من وراء هذه التعاقدات في ظل وجود خريجين وخريجات عاطلين عن العمل؟

أتمنى من حكومتنا الرشيدة، كما أتمنى من وزير التربية والتعليم المزيد من الاهتمام بالخريجات والخريجين العاطلين عن العمل وتعيينهم في الوظائف المناسبة التي تناسب كل تخصص ويعين كل خريج في مكانه المناسب بحسب مجال دراسته وتخصصه وإيجاد حل جذري لهم وخصوصا تخصص اللغة العربية من دون تباطؤ وتمهل إزاء مطالب الخريجين المتواصلة حتى يعيش المواطنون في ظل الأسرة الواحدة وتوفير حياة كريمة لهم للعيش في هذا العهد الزاهر بقيادة الملك المعظم ورئيس الوزراء الموقر وولي العهد الأمين