أصدر مشروع نقل المعارف التابع لهيئة البحرين للثقافة والآثار أحدث إصداراته بعنوان "الزمن أطلالاً" للكاتب الفرنسي مارك أوجيه، وهو من ترجمة جمال شحيّد ومراجعة سماح حمدي.
ويفتتح أوجيه كتابه باستدعاءٍ لأحد أشكال المآثر والأطلال ألا وهي المذكّرات، حيث يستشهد بعلماء الإثنولوجيا (وهو العلم المعني بدراسة الأعراق البشرية باعتبارها كائنات ثقافية يمكن المقارنة فيما بينها وهو أحد فروع علم الأنثروبولوجيا) حيث استحضر تجربة ميشيل ليريس الذي اعتمد على تسجيل مذكّراته بشكلٍ يومي، أما ليفي ستروس، وبالاندييه، وكوندوميناس فقد انتهجوا طريقةً مغايرة آثروا فيها سرد تفاصيل الماضي على توثيق مواقفهم اليومية.
ويتوقف أوجيه في كتابه أيضاً عند عددٍ من المحطّات الجغرافية، يعرض لنا من خلالها مواقع ذات قيمة تاريخية ودلالات إنسانية معيّنة، فينتقل بالقرّاء من شاطئ الألادّيين في ساحل العاج، إلى رحلة فرويد وأخيه لسواحل اليونان، مروراً بموقع تيكال في غواتيمالا، ثم الكونغو، برلين، روما، وباريس. كما يحمل الكتاب ضمن طيّاته موضوعاتٍ توضّح بشكلٍ ضمني علاقة الأدب والفن بمفهوم الذكريات واستحضار الأطلال.
يذكر أن كتاب "الزمن أطلالاً" هو الإصدار الخامس لمشروع نقل المعارف الذي يقوم فريق عمله، بإشراف الدكتور الطاهر لبيب، بالعمل على إنجاز ترجمة من 50 كتاباً من أمهات الكتب العالمية. أما الكتب التي صدرت قبل هذا الكتاب فهي: "تفكر؛ مدخل أخاذ إلى الفلسفة" للفيلسوف سايمن بلاكبرْن، "هل اعتقد الإغريق بأساطيرهم، بحث في الخيال المكوَّن" لأستاذ الفكر اليوناني بول فايْن، "لغات الفردوس" للمؤرخ موريس أولندر، و كتاب "التحليل النفسي علماً وعلاجاً وقضيّة" لعالم التحليل النفسي مصطفى صفوان.