العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ

عـودة مواطـن

يؤكد المخرج محمد خان في هذا الفيلم على قدراته الفنية في اختيار زوايا الكاميرا وحركتها وتجانسها مع الضوء واللون، ومقدرته على إعطاء الصورة دورا مميزا في التعبير الدرامي التأملي العميق. ويكفي الاستشهاد بذلك المشهد الذي يدخل فيه شاكر البيت وقد اصبح شبه مهجور بعد تفكك العائلة... يتنقل شاكر بين حجرات البيت - والكاميرا تلاحقه وترصد تحركاته- حيث يتوقف أمام الصور التذكارية للعائلة، ويمعن النظر طويلا فيها وكأنه يقارن بين الأمس واليوم، بين اللحظات السعيدة التي جمعت أفراد العائلة وبين مرحلة التفكك والانفصال. تتابعه الكاميرا وهو يواصل تنقله بين الحجرات الخاوية والصامتة والخانقة، ليصل إلى النافذة ويفتحها وكأنه يتأكد من وجود الهواء بالخارج. بعدها يلقي بجسده على السرير وهو في حال من الإعياء التام نتيجة إحساسه بالحزن والمرارة والفشل. انه مشهد قصير موجز ولكن على جانب كبير من الأهمية حيث يختصر فيه محمد خان كلاما كثيرا يمكن أن يقال مستخدما فيـه الصورة فقط كنموذج للتعبير الدرامي بعيدا عن ثرثرة الحوار

العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً