أظهرت دراسة أشرف عليها معرض «جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري» في السعودية بعنوان «تقرير مقياس سوق العقارات في الشرق الأوسط» وأعدتها شركة «يوغوف لبحوث السوق» عبر الإنترنت، أن قطاع العقارات في السعودية هو «الأكثر جاذبية للاستثمار الآمن لنسبة 53 في المئة» من المشاركين في الدراسة ، بحسب ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (25 أكتوبر / تشرين الأول 2016).
إذ اعتبروا أن السوق السعودية هي «إحدى الأسواق الأكثر استقطاباً للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط، في ظل النظرة المستقبلية الإيجابية المدعومة بجهود تنوع الاستثمارات وفق «رؤية المملكة 2030».
وأوضحت نتائج البحث التوجهات الرئيسة لسوق العقارات في الشرق الأوسط، من خلال استطلاع آراء 684 فرداً من فئات المستثمرين أو الذين ينوون الاستثمار في العقارات السكنية من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، فحلّت المملكة العربية السعودية بين أبرز ثلاث دول للاستثمار في منطقة الشرق الأوسط، ويخطط 78 في المئة منهم أيضاً لشراء عقار سكني أو تجاري أو بيع بالتجزئة في الأشهر الـ12 المقبلة». وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن 47 في المئة من المشاركين «يفكرون في استراتيجية استثمار جريئة العام المقبل».
وعلى رغم الغموض وتراجع أسعار النفط، يبرز التقرير «صورة مشجعة لتوجهات المستثمرين الذين ينوون الاستثمار في العقارات السكنية وفي المجال العقاري في السعودية. ويوضح التحليل أن «39 في المئة من المقيمين في السعودية يتوقعون نمو سوق العقارات العام المقبل».
وتأتي النظرة الإيجابية مدعومة بالإصلاحات الحكومية الشاملة التي نُفّذت في وقت سابق من السنة، حين أضافت السعودية مجموعة كبيرة من الاقتراحات في إطار «رؤية السعودية 2030»، بهدف تعزيز مكانة الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط. وتهدف هذه الرؤية إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى قوة يقودها القطاع الخاص، ويشكّل المجال العقاري جزءاً لا يتجزأ منها.
وتزامن الكشف عن نتائج هذه الدراسة مع الاستعدادات لإطلاق الدورة السابعة من «معرض جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري» المدعوم من «سيتي سكيب»، والذي سيُنظم من الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل حتى الرابع منه في «مركز جدة للمنتديات والفعاليات» التابع لغرفة جدة، وبرعاية الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة، ليكون منصة ملائمة للأطراف الفاعلين على الصعيدين الوطني والإقليمي للتحدث إلى هؤلاء المستثمرين والمهتمين، وفي آخر المطاف تشكيل ملامح منحنى نمو سوق العقارات في جدة.
وتعليقاً على التقرير، قال نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب من شركة «معارض الوطنية» المنظمة للمعرض حسين الحارثي «يشير تحليل يوغوف إلى الإمكانات العقارية الضخمة في المملكة، خصوصاً في ضوء التدابير التي تتخذها الحكومة لتنويع اقتصادها بعيداً من العائدات المرتبطة بالنفط». ولفت إلى أن «المحاولة واسعة النطاق لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة، في إطار برنامج التحول الوطني ورؤية 2030»، قوبلت بتأييد ساحق عندما بدأت الحكومة تطوير مجالات مثل العقارات والسياحة». لذا رأى أن «ليس مستغرباً أن يحمل المشاركون في الدراسة نظرة إيجابية عندما يتعلق الأمر بالقطاع العقاري».
وعند التفكير في العقارات كاستثمار، يشير التحليل إلى أن المقيمين في السعودية «ينظرون إلى الزيادة في زيادة رأس المال (75 في المئة)، وعائد الاستثمار (74 في المئة)، وحماية المستثمرين (70 في المئة)، باعتبارها العوامل الأكثر جاذبية». ويعتبر المشاركون في الدراسة ممّن يرغبون في الاستثمار في السعودية، القيمة في مقابل المال (85 في المئة) وجودة العقارات (84 في المئة)، أهم العوامل التي يبحثون عنها عند شراء عقار سكني».
وتوقعت «يوغوف» التي أعدت الدراسة، أن «يتأثر العام المقبل بالعوامل الإيجابية الدافعة لتعزيز الاستثمار العقاري، خصوصاً في ظل أهداف الحكومة الرامية إلى زيادة مساهمة القطاع العقاري في الناتج المحلي من 5 في المئة إلى 10 في المئة بحلول عام 2020، أي ما يعادل 74.8 بليون دولار».
وفي إطار الهدف الجديد، يتم تشجيع القطاعين العام والخاص على الاضطلاع بدور في ضمان نمو القطاع العقاري، إما من خلال المبادرات الفردية أو من خلال تكوين الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وهو موضوع سيُناقش في ورشة عمل الحدث في الثاني من الشهر المقبل».
وقال المدير العام لشركة «يوغوف في منطقة الشرق الأوسط» كايلاش ناجديف، «بما أنّ قطاع العقارات يُعتبر الفئة الأكثر جاذبيةً للمستثمرين في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر وبما أنّ أسعار العقارات في تضاؤل، تبحث غالبية المستثمرين عن العقارات ذات المكاسب المالية المُحتملة وذات إقبال كبير من المستأجرين، لتحقيق عائدات تأجير مرتفعة». لذا أكد أهمية أن «تخصص شركات التطوير عروضها باعتماد المرافق المناسبة وقائمة أسعار، لتبرز بقيمة استثمارية جاذبة على المدى الطويل».
وشددت الدراسة مجدداً على الاعتقاد لدى المطورين العقاريين، بأن الموقع الجغرافي «يمثل عاملاً مهماً عندما يقرر المستخدمون النهائيون الاستثمار في سوق العقارات، إذ أكد 45 في المئة من المشاركين في الدراسة «اهتمامهم بالعقارات السكنية التي تكون شديدة القرب من المرافق التعليمية والصحية (38 في المئة)، يليها مكان العمل/الشركة (37 في المئة)، ودور العبادة (37 في المئة).
ويمكن التعرف أكثر إلى توجهات سوق العقارات في المنطقة من خلال حضور فعاليات الدورة السابعة لمعرض «جدة لتطوير المدن والاستثمار العقاري»، والتعرف إلى المشاريع والمنتجات المبتكرة لمجموعة من العارضين، من بينهم «مدينة الملك عبدالله الاقتصادية» و«جبل عمر للتطوير»، و«لايف ستايل ديفيلوبرز»، و«شون» العقارية، و«دانوب بروبرتيز»، وجزيرة المرجان، و«كليندينست»، و«دار التمليك»، ومصنع التميمي للمباني الجاهزة، و«تلال»، و«سلوانس» لوساطة العقارات، و«سيليكت غلوبال ديفلوبمنت»، و«أرتار» للتطوير العقاري، والبنك السعودي الهولندي، و«صبحا» والوادي الأخضر للعقارات، و «باركود المحدودة»، و«بانكي إنترناشيونال بروبرتيز»، ومجموعة «تايغر» العقارية، و«روائع العمران» للتطوير العقاري، و«محاور التقدم العقارية»، وشركات أخرى.