العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ

من يملك الشخصيات العامة، الورثة أم الجمهور؟

الخلافات على اشدها بين ورثة الشخصيات العامة - من زعماء ورجال دين وفنانين - وبين الشركات الفنية المنتجة، لأعمال تتطرق إلى تاريخهم وسيرتهم الذاتية.

وآخر الخلافات ما يدور بين ورثة الفنان عبدالحليم حافظ والفنان أحمد زكي، الذي قرر ان ينتج فيلما ببطولته في دور العندليب الاسمر.

وثمة خلاف يدور بين ورثة الشيخ محمد متولي الشعراوي وبين التلفزيون المصري، حول مسلسل تلفزيوني عن حياة الشيخ الشعراوي. وسبق هذا وذاك، خلاف بين منتجي فيلمين عن عبدالناصر وورثته وجمهور الناصريين الذين يرون ان الفيلمين لم يقدما الزعيم بالشكل المطلوب.

وقد نجا فيلم السادات من الخلافات حتى الآن.

الحكايات كثيرة ولن تنقطع بأية حال ومازال بعضها يدور في اروقة المحاكم، بداية من زكريا احمد واسمهان وشادية وعبدالحليم حافظ والشيخ محمد متولي الشعراوي. جميعها شخصيات عامة اثارت جدلا كبيرا واقاويل بعد ان تحولت إلى مادة درامية ثرية في ايدي الكتاب. اختلفت حولها الآراء ما بين قوية ومعارضة لتجسديها في دراما تلفزيونية أو سينمائية. الورثة يعترضون بشدة ويطالبون بعرض المادة الدرامية عليهم اولا، مع احتفاظهم بحق قبول أو رفض المادة، وهو الأمر الذي حدث مع أفراد اسرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، الذين طالبوا بحذف شخصيات وهمية منها دور لراقصة. والاكثر من هذا انهم يتهمون ابطال المسلسل بأنهم يريدون قسمة ميراث الشعراوي معهم، وكذلك تهدد اسرة عبدالحليم حافظ برفع قضية، في الوقت الذي يرى فيه الكتاب والنقاد ان ذلك يمثل حجرا على حرية الفكر والابداع... فما هي الحقيقة بين هذا وذاك وما هو رأي رجال القانون؟.

يؤكد الشيخ سامي الشعراوي نجل الشيخ الشعراوي وأحد الذين اعترضوا على المسلسل التلفزيوني بقوله: «تحفظاتنا على المسلسل كثيرة لكونه غير مطابق للحقيقة، وشخصيات السيناريو غير حقيقية، ولكنهم قالوا انها مرتبطة بخطوط درامية، وكتبوا عن الشيخ انه اقلع عن التدخين في سن مبكرة وكان عمره 4 سنوات، فأي بيئة يدخن فيها الطفل ذو الاربعة اعوام قبل ان يكون تعلم المشي والكلام؟ وقالوا ان شقيقه تم القبض عليه وهو مازال في الرابعة من عمره، مثله مثل اللقيط واطفال الشوارع، وهذا لم يحدث، لأن الذي حدث هو ان الشيخ كان متهما في العيب في الذات الملكية وهرب، فتم القبض على والده وشقيقه حتى يسلم نفسه، فكيف لا يكتب الحدث بدقة؟ والاكثر من هذا ان حسن يوسف لا يفوت يوما إلا ويؤكد علاقته بالشيخ وكأنه قاعد نائم عندنا، وهذا على غير الحقيقة لأن علاقته لم تكن لها اي خصوصية، مثله مثل آلاف الرواد والمؤيدين للشيخ».

ويقول محفوظ عبدالرحمن: «اني مع حرية الكاتب لكنها ليست حرية مطلقة لأنه ليس كل كاتب ملما بأبعاد الشخصية، والكاتب الذي يتعرض لأي شخصية عامة عليه ان يعرف كل كبيرة وصغيرة عنها، لأنها مسئولية كبيرة جدا، ولكني ضد وقف عمل بعد البدء فيه، لأن العمل يكون على مسئولية مخرج وجهات انتاجية وجهات رقابية، وإلا أصبحت الحكاية «سداح مداح».

وتشير الفنانة صابرين بانفعال شديد إلى انه ليس من حق الورثة مطلقا منع القصة والسيناريو والحوار لأي عمل فني عن شخصية عامة، الورثة من حقهم فقط المسائل المادية أو المتعلقات والممتلكات، أما تاريخ الشخصية فليس ملكهم، وهو اعتداء واضح وصريح على حرية الفكر والابداع، ولا يوجد مكان في العالم يسمح بتدخل الورثة في الاعمال الفنية. ولكن جهات الانتاج تخشى الورثة، مع ان الشخصية العامة ملك للدنيا كلها ومن حق الاسرة الاعتراض بعد ظهور العمل الفني وليس منعه من البداية، واذا كانت جهة الانتاج قوية وتعرف حقوقها وواجباتها لا تهزأ أو تخاف من الورثة، لأن القانون في صالح الابداع دائما.

كمال الشناوي يقول: «يجب ان نحافظ على رموزنا لكي لا تصبح وسيلة من وسائل الكسب المادي، ولذلك لابد ان تمر فترة حتى تظهر الصورة جيدة، ولا تتعجل الامور وتشوه الرموز. ولذلك اعتقد انه من الضروري ان نعرض على الاسرة ما يكتب حتى تكون الصورة واضحة والحقائق كاملة، خصوصا اذا كان خيال الكاتب سيضيف شخصيات أخرى من اجل الدراما».

«كما يجب ان نحافظ على خصوصيات الشخصية، لا ان نشوه الشخصية ونغوص في اشياء لا يصح التعرض لها، وأعتقد ان الشيخ الشعراوي له عشاق في جميع ارجاء الكرة الارضية، وحين نقدمه لابد طبعا من عرض العمل على أسرته»

العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً