خسر منتخبنا الوطني الشاب لكرة القدم حلم الوصول لكأس العالم في كلاكيث ثالث مرة لخسارة منتخبنا الوطني الأول للحلم نفسه خلال السنوات الماضية.
هذه الخسارة حلت ثقيلة على جماهيرنا التواقة لإنجاز كروي يبدو بعيد المنال، وخصوصا أنها تفاعلت مع المنتخب الشاب وحضرت بكثافة في المدرجات.
وقد كشفت هذه الجماهير من خلال متابعتي لها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام عن ذكاء كبير وذوق عال واحساس بالكرة الجميلة قبل كل شيء.
فالجمهور كما يطلب الإنجاز يطلب أيضا الكرة المقنعة والسلسة، وهو ما أزعجه أكثر من الإخفاق نفسه.
فجل التعليقات كانت تركز على أداء المنتخب وسوء انتشاره في الملعب، وغياب الضغط على الخصم، وغياب الفرص الحقيقية على المرمى، وغياب صناعة الفرص الخطيرة أو التمرير الصحيح سواء في منتصف الملعب أو في الجانب الهجومي، وكلها تعليقات تنم عن حس كروي عطفا على تذوق اللعب الجميل.
الجماهير البحرينية بالفعل واعية ولا تخدعها الكلمات المنمقة أو حتى الانتصارات غير المقنعة؛ لأن معظم تعليقات الجمهور بعد انتصارنا المهم على تايلند في الدور التمهيدي والذي أهلنا للعب المباراة الحاسمة ضد فيتنام كانت سلبية وغير مقتنعة بالأداء على رغم الفوز.
ومنذ تلك المباراة طالبت الجماهير بتغيير شكل الأداء إذا ما أردا منتخبنا بالفعل الوصول لكأس العالم.
وبعد مباراة فيتنام وخسارتنا حلم التأهل لمونديال كوريا للشباب، كانت التعليقات أكثر قسوة وخصوصا أن الخسارة ترافقت مع أداء سيئ.
الكثير من الجماهير تحدثت عن تقبلها الخسارة لو كان الأداء مقنعا وأن سبب ضيقها كان الأداء أكثر منه النتيجة؛ لأنه بهذا المستوى من الأداء وغياب الشق الهجومي قبل تسجيل المنتخب الفيتنامي لهدفه إلى جانب غياب التمرير الصحيح للكرة كان يلزمه بالتأكيد مثل هذه الخسارة.
الجماهير نفسها تحدثت عن تحرك منتخبنا للهجوم وصناعته بعض الفرص بعد أن تأخرنا بهدف متسائلة عن سبب غياب هذا الأداء من اللاعبين وروح المبادرة من الجهاز الفني قبل تخلفنا بالنتيجة وقبل انقضاء الوقت الأكبر من اللقاء.
الخسارة كانت مرة لأنها نكأت جراحا قديمة للمنتخب الأول خسر فيها بالطريقة نفسها وفي المحطة الأخيرة.
منتخباتنا بحاجة بالفعل إلى مواكبة عقلية وذكاء الجماهير ونظرتها الواقعية لكرة القدم، ومتابعتها القريبة لطرق اللعب ولأساليب تحرك اللاعبين وتركيزها على الأداء قبل النتائج، لأنك قبل الفوز يجب أن تقدم ما يقنع هذه الجماهير أن تترك منازلها وجلساتها وأعمالها ودراستها وتأتي لمتابعتك في الملعب.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 5162 - الإثنين 24 أكتوبر 2016م الموافق 23 محرم 1438هـ