أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس (الإثنين) أنَّ إعلان هدنة «إنسانية» جديدة في مدينة حلب السورية أمر «غير مطروح»، في وقت استؤنفت المعارك بين قوات الجيش السوري و«الفصائل المعارضة» في ثاني مدن البلاد.
وتابع ريابكوف أنه من أجل إقرار هدنة جديدة «من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة (السورية) بسلوك مقبول، بعدما حالت هذه المجموعات دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية»، في إشارة إلى الولايات المتحدة والدول العربية الداعمة للفصائل السورية المعارضة.
من جهة أخرى رأى ريابكوف أن «الظروف غير متوافرة» لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني.
قرقوش (العراق) - أ ف ب
تواجه القوات العراقية التي واصلت تقدمها باتجاه مدينة الموصل في شمال العراق أمس الاثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، مقاومة شرسة من تنظيم «داعش» رغم تكثيف الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وتواصل القوات الحكومية والبشمركة تقدمها من محاور عدة في اتجاه الموصل، ويستخدم الإرهابيون في دفاعهم عن آخر أكبر معاقلهم في العراق، القذائف ورصاص القناصين والهجمات الانتحارية والكمائن.
وحاول الإرهابيون تحويل الأنظار عن خسائرهم في محيط الموصل، من خلال شن هجمات في مدن أخرى في البلاد، وآخرها بلدة الرطبة في غرب العراق قرب الحدود العراقية الأردنية، بعد الهجوم على كركوك.
وأعلن مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش»، بريت ماكغورك، أن «الهجوم الذي طال انتظاره كثيراً وبدأ في 17 أكتوبر، يحقق أهدافه».
وكتب المبعوث الاميركي في تغريدة على «تويتر»: «العمليات العسكرية التي بدأت قبل أسبوع تجاه الموصل حققت كل أهدافها»، مشيراً إلى «تنفيذ ضربات جوية للتحالف في سبعة أيام أكثر من أي أسبوع مضى ضد تنظيم (داعش)».
من جهته، قال المتحدث باسم التحالف الدولي، الكولونيل جون دوريان الأحد إن طائرات التحالف ألقت 1400 قذيفة على مواقع التنظيم المتطرف خلال الأيام الستة الاولى من الهجوم.
وتواصل قوات عراقية التقدم باتجاه الجبهات والمناطق التي يسيطر عليها التنظيم كجزء من المرحلة الأولى من الهجوم.
ومن الجانب الشرقي لمدينة الموصل، تخوض القوات الاتحادية معارك في بلدة قرقوش، أكبر بلدة مسيحية في البلاد فر سكانها قبل سنتين مع وصول تنظيم «داعش» إليها.
واقتحمت قوات الجيش مدينة قرقوش قبل ثلاثة أيام، لكن القوة المدرعة التي انتشرت في شوارعها تتعرض لقصف من داخل أحيائها، حسبما أفاد مراسل لـ «فرانس برس» في المنطقة.
وحققت قوات الشرطة الاتحادية نجاحاً من المحور الجنوبي في اتجاه الموصل، وتقدمت سريعاً من خلال السيطرة على قرية بعد أخرى وتوصل تقدمها شمالاً بمحاذاة نهر دجلة. ومن المحور الشمال الشرقي، أحكمت قوات البشمركة طوقاً على بلدة بعشيقة التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف.
وأعلنت تركيا التي تنشر قوات في قاعدة عسكرية قرب بعشيقة، تنفيذها قصفاً مدفعياً على مواقع الإرهابيين بناءً على طلب قوات البشمركة.
إلا أن السلطات العراقية نفت ذلك في بيان أمس مشاركة القوات التركية في عمليات استعادة الموصل من تنظيم «داعش» بأي شكل من الأشكال.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان إن المتحدث باسمها «العميد يحيى رسول ينفي مشاركة تركيا في عمليات تحرير نينوى بأي شكل من الأشكال».
وكان رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم قال في تصريحات متلفزة الأحد إن المدفعية التركية قصفت مواقع للإرهابيين في مدينة بعشيقة القريبة من الموصل بشمال العراق بعد أن طلبت قوات البشمركة الكردية الدعم.
تعزيز الدفاعات
وبدأ تنظيم «داعش» خلال الأشهر القليلة الماضية تغيير مواقعه إلى أماكن أخرى من أجل تجنب خسائر كبيرة في صفوفه مع تأكد الاستعدادات لبدء عملية الموصل، حسبما أفاد مسئول أميركي.
وأوضح المسئول للصحافيين خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر إلى العراق في نهاية الأسبوع «قاموا بعمل حثيث تحضيراً للدفاع عن المدينة».
ويقول المسئول إن استراتيجية التنظيم تبدو بأنها اعتماد على إخلاء المساحات غير الضرورية حول الموصل مقابل إيقاع ضحايا بين قوات الحكومة الاتحادية والبشمركة.
ويقدر التحالف الدولي عدد مقاتلي تنظيم «داعش» في الموصل بين أربعة آلاف إلى ستة آلاف عنصر.
وقال قائد التحالف الدولي، الجنرال ستيفن تاوسند «لن يقاتل جميع المقاتلين حتى الموت» في الموصل.
وأضاف «لقد تسببنا بإرباك كبير داخل صفوف التنظيم من خلال استهداف قادة في التنظيم، الأمر الذي نفذته قواتنا الخاصة وقواتنا الجوية بشكل مميز».
ويحاول الإرهابيون كذلك تنفيذ هجمات مضادة في مناطق أخرى في البلاد بينها هجوم على بلدة الرطبة الواقعة وسط الصحراء قرب الحدود الأردنية.
واستولى عناصر التنظيم على مكتب القائمقام لفترة وجيزة وأقدموا على إعدام خمسة أشخاص بينهم عناصر من الشرطة بعد السيطرة على منطقتين في البلدة، حسبما أفاد ضابط في الجيش.
وتعرضت مدينة كركوك في شمال العراق قبل يومين إلى هجوم مفاجىء نفذته خلايا نائمة للتنظيم، بحسب السلطات، استهدفت خلاله مقرات للحكومة وقوات الأمن.
وقال محافظ كركوك، نجم الدين كريم أمس (الاثنين) لـ «فرانس برس»: «تم القضاء على المهاجمين بالكامل وعادت الحياة إلى طبيعتها في مدينة كركوك»، مؤكداً أنه «تم قتل أكثر من 74 إرهابياً داعشياً على يد القوات الأمنية واعتقل آخرون بينهم قائد المجموعة التي خططت للهجمات».
وأشار إلى أن «الاعترافات الأولية لقائد المجموعة أكدت أن 100 عنصر من داعش نفذوا الهجوم».
إلى ذلك، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش أمس إلى فتح تحقيق بشأن ملابسات ضربة جوية أسفرت الجمعة الماضي عن مقتل 15 امراة في إحدى حسينيات قضاء داقوق جنوب كركوك.
وقد اتهمت روسيا التحالف الدولي بتوجيه الضربة لكن الأخير نفى ذلك.
العدد 5162 - الإثنين 24 أكتوبر 2016م الموافق 23 محرم 1438هـ