حذّرت الوزيرة الأولى الاسكتلندية نيكولا ستورجن من أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى بلادها «تدفع إلى هاوية خروج قاس من الاتحاد الأوروبي»، معربة عن شعورها بالإحباط من محادثاتها مع رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي أمس الاثنين (24 أكتوبر/ تشرين الأول 2016).
وقالت عقب محادثاتها مع ماي في مقر الحكومة البريطانية إن «أجزاء كبيرة من الاجتماع كانت محبطة للغاية».
واستقبلت ماي إلى جانب ستورجن الوزير الأول لويلز كاروين جونز والوزيرة الأولى لإيرلندا الشمالية إرلين فوستر ونائبها مارتن ماغينيس.
وصرحت ستورجن لتلفزيون «سكاي نيوز»: «لم تتغير معلوماتي بعد الاجتماع عنها قبل الاجتماع بشأن مقاربة الحكومة البريطانية للمفاوضات مع الاتحاد الأوروبي».
وهددت الزعيمة القومية بإجراء استفتاء ثان على استقلال اسكتلندا إذا منعت من الدخول إلى السوق الأوروبية المشتركة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
وقالت ستورجن إنها ستحاول أن تكون «منطقية» إلا أنها حذّرت «الشيء الذي أنا غير مستعدة للقيام به هو الوقوف والتفرج على اسكتلندا وهي تلقى من حافة منزلق بريكست قاس».
ووعدت ماي قادة الاتحاد الأوروبي بأنها ستبدأ المفاوضات الرسمية لخروج بلادها من الاتحاد بنهاية مارس/ آذار، إلا أنها رفضت تحديد استراتيجيتها واكتفت بالقول إنها ستضع خفض الهجرة على رأس أولوياتها.
ويخشى أن يعني ذلك الخروج من السوق المشتركة وهي الخطوة التي تعارضها الشركات وحكومة اسكتلندا التي صوت معظم سكانها بالبقاء في الاتحاد في استفتاء يونيو/ حزيران.
وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها قادة المقاطعات الأربع التي تشكل بريطانيا المهددة بالتفكك مع قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وفي وقت سابق صرحت متحدثة باسم ماي أنها مصممة على تأمين «مقاربة موحدة» للبريكست، رافضة فكرة وضع ترتيب خاص لاسكتلندا.
وقالت المتحدثة «من المهم جداً أن يكون لبريطانيا موقف واحد لحماية المصالح البريطانية ككل. نحتاج إلى ضمان بعدم وضع عوائق أمام التجارة داخل المملكة المتحدة».
وبعد أن زار وزراء اسكتلنديون بروكسل لمحاولة الحصول على دعم لقضيتهم، حذّرت المتحدثة من العمل على «تقويض» استراتيجية بريطانيا.
إلا أن ستورجن قالت «لا أستطيع تقويض شيء غير موجود. ولا يبدو لي أنه توجد استراتيجية تفاوض».
ورفض الوزير الأول لويلز كاروين جونز فكرة التوصل إلى اتفاق منفصل لاسكتلندا، إلا أنه أكد على ضرورة الاستمرار في الدخول إلى السوق المشتركة لبريطانيا بأكملها.
وقال إن «حجم التحدي هائل. ولا يملك أحد أية تفاصيل بعد حول ما سيحدث تالياً».
ويسعى الوزراء كذلك إلى ضمان حق برلمانات مناطقهم في التصويت على خطة الحكومة.
ورفضت ماي السماح للبرلمان البريطاني التصويت قبل أن تفعل المادة 50 من معاهدة لشبونة التي تطلق عملية التفاوض على الانسحاب من الاتحاد.
إلا أنه من المرجح أن يصوت النواب على الاتفاق النهائي.
وفي بيان بعد انتهاء الاجتماع الذي استمر ساعتين قالت ماي «البلاد تواجه مفاوضات ذات أهمية كبيرة جداً، ومن الإلزامي أن تلعب إدارات (المناطق) دورها في إنجاحها».
وتخشى إيرلندا الشمالية التي صوتت بكثافة للبقاء في الاتحاد الأوروبي بعكس إنجلترا وويلز - من تأثيرات البريكست على عملية السلام الهشة في المنطقة خاصة في حال تشديد الضوابط الحدودية مع إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي.
العدد 5162 - الإثنين 24 أكتوبر 2016م الموافق 23 محرم 1438هـ