قالت "هيومن رايتس ووتش" في بيان صحافي إن "هجوم في 21 أكتوبر/تشرين أصاب الثاني قسم النساء في مسجد الخانلي بداقوق على بعد 30 كم جنوب مدينة كركوك العراقية، ما أسفر عن مقتل 13 امرأة وطفل، على الأقل".
وقال السكان لـ هيومن رايتس ووتش إن الهجوم على المسجد الذي كان يضم مشيّعين يحيون شهر محرّم الإسلامي الفضيل، وقع رغم عدم وجود أهداف عسكرية واضحة في المنطقة المجاورة.
وقال أحد السكان وضابط شرطة إنهما يعتقدان أن الهجوم على المسجد الذي أصيب فيه أيضا 45 على الأقل، كان غارة جوية، بسبب صوت الطائرات وحجم الدمار. من المعروف أن قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العراق والقوات الجوية العراقية هما الجهتان الوحيدتان اللتان تنفذان غارات جوية في هذه المنطقة، من بين القوات التي تقاتل للسيطرة على مدينة الموصل العراقية. أفادت وسائل الإعلام أيضا أنها كانت ضربة جوية نفّذتها قوات التحالف على الأرجح. نفى المتحدث باسم التحالف المسؤولية عن الهجوم والضحايا المدنيين.
قالت لمى فقيه نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "حتى في خضم المعركة، على القوات المسلحة اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين. على القوات العراقية التحقيق في ما إذا كانت هذه الضربة غارة جوية غير قانونية محتملة قتلت مدنيين، ونشر نتائج التحقيق. إذا تبين أنها نتيجة خطئهم، عليهم اتخاذ التدابير المناسبة لتعويض الضحايا".
تظهر الأدلة التي جمعتها هيومن رايتس ووتش أن غارة جوية قصفت المسجد. لكن توجد قاعدة لقوات البشمركة الكردية في ضواحي داقوق، وتقع المدينة ضمن مدى قصف قوات تنظيم "داعش" المتطرف، وفقا للسكان وخبير أمني مستقل. تقع أقرب منطقة يسيطر عليها "داعش" على بعد حوالي 15 كم.
أعلنت سلطات الحكومة المركزية العراقية وحكومة إقليم كردستان، بدعم من تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في 17 أكتوبر/تشرين الأول، بداية عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، احتلتها داعش في يونيو/حزيران 2014. وقع الهجوم على مسجد الخانلي في 21 أكتوبر/تشرين الأول بعد تنفيذ خلايا نائمة من داعش عدة هجمات منسقة في مدينة كركوك، 150 كم جنوب شرق الموصل.
تقع داقوق تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان بحكم الأمر الواقع، وتندرج ضمن ما يسمى "المناطق المتنازع عليها" في العراق. هاجم داعش الساعة 9 صباح 21 أكتوبر/تشرين الأول الخطوط الأمامية للبيشمركة بقذائف هاون، على بعد نحو 6 كم عن داقوق، وفقا لضابط الشرطة. قال الخبير الأمني لـ هيومن رايتس ووتش إن مقاتلي داعش كانوا متواجدين في داقوق وقت الهجوم على المسجد. لكن السكان قالوا إن من قُتل في المسجد كانوا من النساء والأطفال المدنيين، وإنهم لم يروا أي مقاتلين من داعش، وليس لديهم علم بوجود أي أهداف عسكرية أخرى قرب موقع الهجوم.
قال أحد السكان الذي يبعد منزله 500 متر عن الموقع لـ هيومن رايتس ووتش عبر الهاتف إنه لم يسمع طائرة، بل أزيز صاروخ في الهواء، ثم انفجارا هائلا عند إصابة المسجد. قاد سيارته إلى موقع الانفجار حيث رأى أن المسجد و4 مبان محيطة قد دمرت وتضررت أخرى.
أضاف: "لم نستطع إيجاد أي جثة سليمة للضحايا، ووجدنا بعضها الآخر مجرد قطع من اللحم البشري. رأيت كثيرا من اللحم على الأرض. تشوهت 6 جثث بحيث لم تستطع العائلات التعرف عليها إلا عن طريق أيديهم". قال إنه لا يعلم بوجود أي أهداف عسكرية في المنطقة ذلك الوقت.
ساكن آخر، قضى سنوات عديدة في الجيش العراقي، وكان في منزله الذي يبعد 300 متر عن موقع الهجوم، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع طائرة بينما كانت عائلته في المسجد. قتلت الضربة شقيقته وأصابت زوجته وابنته. قال إنه خلال الأيام الأربعة الأخيرة لم يذهب أي من المشيعين إلى المسجد، لكنهم قرروا التجمع في المسجد في اليوم الخامس، عندما وقع الهجوم. كما أنه لا يعرف ما الهدف من الهجوم.
قال رجلان لـ هيومن رايتس ووتش إن الضربة قتلت 13 امرأة وطفلا وأصابت 45 آخرين على الأقل. قالا إنهما يعرفان كل الضحايا، الذين كانوا من المدنيين الشيعة، ومعظمهم من عشيرة الخانلي.
عاينت هيومن رايتس ووتش فيديو وصورا لآثار الضربة، لم تُظهر أي بنى عسكرية أو قوات في المنطقة المجاورة.
رغم أن وسائل الإعلام أفادت أنها كانت ضربة جوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة، نفى متحدث باسم قوات التحالف ذلك، وقال لـ هيومن رايتس ووتش عن طريق البريد الإلكتروني ما يلي:
في الوقت الحالي، لا يمكننا ربط سقوط ضحايا مدنيين مزعومين بأي من ضربات التحالف في المنطقة. يلتزم التحالف بعمليات وإجراءات تهدف للحد من المخاطر التي يتعرض لها غير المقاتلين. يبذل التحالف جهودا استثنائية لتحديد وضرب الأهداف المناسبة لتجنب سقوط ضحايا من غير المقاتلين. نأخذ كل تقارير سقوط ضحايا من غير المقاتلين على محمل الجد ونقيّم جميع الحوادث على أكمل وجه ممكن.
لم يذكر الموقع الإلكتروني لـ "عملية العزم الصلب" التي ينفذها التحالف أي ضربات جوية في المنطقة ذلك الوقت.
نظرا لسقوط ضحايا مدنيين والغياب الواضح لأهداف عسكرية مشروعة في مكان قريب، على الجهة المسؤولة عن الهجوم التحقيق باعتباره انتهاكا محتملا لقوانين الحرب، ونشر تقرير علني عن النتائج التي يتوصل إليها. إذا تبين أن الهجوم كان غارة جوية غير قانونية، يجب أن تلتزم باتخاذ تدابير التعويض المناسبة.
قالت لمى فقيه: "على جميع القوات التي تشن هجمات برية وجوية التيقظ الشديد لاتخاذ جميع التدابير اللازمة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين. أي أخطاء، كما رأينا، يمكن أن تكون قاتلة".
جرائم امريكا بعذر خطأ كثيرة. فرضا انتهي التحقيق بإدانة امريكا؛ ثم ماذا يحصل؟ شنو تضحكون علينا؟
طبقو عليهم قانون جاستا اللى أقره كنغرس أمريكى هذه تعتبر عملية إرهابية ضد المدنين