العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ

قرينة عاهل البلاد: لا ديمقراطية بدون سلام ولا سلام بدون المرأة

في كلمة ألقتها أمام مؤتمر «المرأة من أجل السلام»

قالت قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة ان السلام لن يعم الأرض بين ليلة وضحاها، وانه يحتاج إلى «نفس طويل واستعداد كامل لإحداث التغيير» كما قالت سموها ان «لا ديمقراطية بدون سلام ولا سلام بدون المرأة» مدللة على ما للمرأة من دور أساسي في صوغ مستقبل البشرية.

وكانت سمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم تلقي كلمة في مؤتمر «المرأة من أجل السلام» المنعقد في شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية وتستمر أعماله حتى يوم الغد برعاية قرينة الرئيس المصري سوزان مبارك.

وقد تفضلت صاحبة السمو قرينة عاهل البلاد بإلقاء كلمة أمام المؤتمر أعربت فيها عن شكرها لقرينة الرئيس المصري على اطلاقها لهذه المبادرة ولدورها في إضافة بعد جديد لأدوار المرأة في الحياة والمتمثل في دورها في صنع السلام، وأكدت دعمها لهذه المبادرة الرامية إلى تعزيز دور المرأة ومشاركتها في صنع السلام.

وقالت صاحبة السمو الشيخة سبيكة ان رؤيتنا لتحقيق السلام الشامل تنطلق من عدة معطيات من أهمها أن السلام لن يعم وجه الأرض بين ليلة وضحاها بل هو بحاجة إلى نفس طويل واستعداد كامل لإحداث التغيير بالابتعاد عن منطق الحرب والاقتراب أكثر من منطق السلام لجعل التقارب والتفاعل مع حضارات العالم واقعا وليس رغبة وحتمية ترسيخ مبادئ العدالة والديمقراطية والحرية في العالم بما يحفظ للإنسان - امرأة كان أو رجلا - كرامته ويضمن حقوقه ويفتح المجال لتقرير المصير والمشاركة في صنع القرار مع عدم ربط تلك المبادىء بحضارة بعينها وأن تجد هذه المفاهيم وخصوصا الديمقراطية قالبا يحتويها ضمن الأنظمة الاجتماعية المتباينة لتمارس بصورة تلقائية وعلى مختلف المستويات ابتداء من مجتمع الأسرة الصغير وانتهاء بالوطن الكبير».

وأكدت سموها أن «غياب الديمقراطية سيؤدي في نهاية المطاف إلى افتقار وسائل الحوار المتكافئ وبالتالي إضعاف أرضية الانسجام والتفاعل مما سيخل بمعادلة الديمقراطية من أجل السلام وحيث أنه لا ديمقراطية بدون سلام فإنه يمكن الجزم بالقول بأنه لا سلام من دون المرأة».

وأكدت على ضرورة «أن تلعب المرأة دورها المتوقع في ترسيخ السلم الحقيقي عن طريق مشاركتها المباشرة في بناء السلام لإيجاد الحلول السلمية بعيدا عن المواجهات الدامية، موضحة أن ذلك لن يكون إلا عن طريق توفير الأمان لها ودعم ثقتها بنفسها وبقدراتها لتمارس أدوارها المتنوعة بالإسهام المباشر في الجوانب التنموية المختلفة».

ودعت قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة إلى أن يعيد العرب والمسلمون تعريف أنفسهم للعالم من منطلق ارثهم الحضاري بتنوعه الفكري والثقافي وما يمتلكه من قيم رفيعة تحتم التبادل الحضاري للتعبير عن قدرتنا للتفاعل والتعايش لنكون وبحق خير أمة أخرجت للناس.

وأعربت قرينة عاهل البلاد المفدى عن أملها أن تشكل هذه الرؤى اسهاما فكريا عربيا وأن تجد لها مكانا ضمن استراتيجية التفاهم المشترك.

وكان مؤتمر المرأة والسلام قد بدأ بكلمة ألقتها قرينة الرئيس المصري أكدت فيها أن عقد هذا المؤتمر وحجم المشاركة فيه عكس ما يحظى به موضع المؤتمر من أهمية وعلى مدى الالتزام بالسعي إلى السلام.

وأشارت إلى أنه سوف تتركز الجهود خلال الأيام المقبلة على كيفية تفعيل ودعم دور المرأة في بناء السلام وتعزيزه وصيانته.

معربة عن أملها أن يبدأ مؤتمر شرم الشيخ حوارا للعمل يمهد ميلاد حركة لانخراط المرأة في المشاركة في صنع السلام وتكون هذه الحركة عملية لبناء ائتلاف يركز على ارساء علاقات بين المنظمات العاملة من أجل السلام وتعبئة الجهود والموارد وخبرات منظمات وقيادات السلام النسائية في العالم لإيجاد ساحة للعمل الجماعي.

وأشارت إلى أهمية استمرار الاتصال والتنسيق والمشاركة من أجل اعداد لمؤتمر اوسع نطاقا يعقد خلال العام 2004 حين تكون حركة المرأة من أجل السلام قد اكتملت في شكلها المؤسسي.

كما ألقت ميرفت علاوي كلمة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان أكد فيها على الدور المهم للمرأة وباعتبارها عنصرا أساسيا لحل النزاعات واشتراكها الكامل في الجهود الرامية لحفظ السلام وتدعيمه.

في حين ألقت رئيسة وزراء ايرلندا ميري مكالس كلمة تطرقت فيها إلى تجربة المرأة في بلادها في دفع ودعم التوقيع على اتفاق السلام في ايرلندا العام 98 ودورها في نشر ثقافة السلام ونبذ العنف... كما ألقيت خلال الجلسة الافتتاحية عدد من الكلمات التي شارك بها عدد من السيدات الأول والشخصيات البارزة والمهتمين بقضايا الأمن والسلام.

وحضرت صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة عصر أمس جلسة عمل المجموعة الأولى والتي كان عنوانها «من النوايا إلى التنفيذ - دور المرأة في دعم السلام» وتناولت تأثير النزاعات على المرأة واستعراض الكثير من القضايا ودور الأمم المتحدة في إدراج اهتمامات المرأة بقضايا السلم.

كما حضرت صاحبة السمو قرينة صاحب العظمة العاهل بدء جلسة المشاركة التي عقدت مساء أمس تحت عنوان «المرأة تروي إنجازاتها والدروس المستفادة من التجارب الناجحة في مجالات الوساطة والتوفيق»

العدد 16 - السبت 21 سبتمبر 2002م الموافق 14 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً