قال الوكيل المساعد لتنمية المجتمع في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد إسحاق، إن اتساع التطور التقني أعاد تشكيل خارطة العمل الخيري، وأحدث قفزة نوعية في التبرعات الإلكترونية، مشيرا إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدى إلى تغير سلوكيات وأدوات العمل الخيري بشكل عام.
جاء ذلك خلال مؤتمر الإبداع التقني في العمل الخيري، الذي بدأت أعماله يوم أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، ويقام تحت رعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، في فندق «أرت روتانا»، وتنظمه مؤسسة قطر الخيرية.
وخلال كلمته في افتتاح أعمال المؤتمر، اعتبر إسحاق أن التقاء هذه النخبة من خبراء المجتمع المدني في المؤتمر، نموذجا إيجابيا يؤكد تضافر الجهود والطاقات للنهوض بالعمل التطوعي، وهو الهدف من انطلاق المؤتمر الذي تستضيفه البحرين من أجل تعزيز مبادئ المسئولية الاجتماعية.
وقال إسحاق: «إن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ودعم صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة وصاحب السمو الملكي ولي العهد النائب الأول لرئيس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، يحفز كافة المؤسسات الرسمية والأهلية لبذل المزيد من الجهود الهادفة للارتقاء بالمجتمع في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية».
وتابع «إن ذلك يأتي في إطار الجهود الرامية لتنفيذ رؤية البحرين 2030، آخذين في الاعتبار التحديات المستقبلية وما يتطلب من جهود جماعية من قبل كافة القطاعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأكد إسحاق حرص وزارة العمل والتنمية الاجتماعية على تقديم كافة أنواع الدعم للعمل الاجتماعي والخيري واحترام كافة المبادرات التطوعية، وذلك من خلال سعيها الدؤوب لتطوير برامج التنمية والرعاية الاجتماعية، في إطار من تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الأهلي ومؤسسات المجتمع المدني، وإيجاد مناخ محفز للابتكار، وهو مسار استراتيجي معتمد لرفع المستوى المعيشي للمجتمع البحريني، وفقا له.
إلى ذلك، قال مؤسس ورئيس مجموعة طلال أبوغزالة، طلال أبوغزالة: «لا يجوز أن نعتبر أنفسنا خارج عملية التطور الرقمي، ونحن نعمل في الوقت الحالي مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لتحويل المجتمع العربي إلى مجتمع عرفي، من خلال محو الأمية على 3 محاور، اللغة العربية واللغة الرقمية والمعرفة، وذلك خلال 10 أعوام».
وأضاف «لدينا في المجموعة عدة أدوات لتحقيق هذا الأمر، كما أن جميع برامج جامعة طلال أبوغزالة رقمية، ونقدم برنامج لتعليم اللاجئين في المخيمات، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، نعطي من خلالها اللاجئين فرصة الحصول على شهادات أكاديمية بدرجات البكالوريوس والماجستير من جامعات معترف بها». وأكد أن مجموعته تنقسم إلى مجموعة طلال أبوغزالة المعنية بالعمل المهني الإنتاجي الذي يدر ربحا، ومؤسسة طلال أبوغزالة المعنية بالعمل الخيري، وأنه في نهاية كل سنة مالية، تذهب نصف أرباح مجموعة أبوغزالة إلى مؤسسة أبوغزالة التي تدير 38 برنامجا متخصصا لبناء القدرات، وقال: «أنا لم أدفع دينارا واحدا نقدا لمحتاج، وإنما أدعم فكرة تأهيل الشخص لكي لا يحتاج للتبرع... وأنا لا أعترض على مساعدة المحتاجين، وإنما خطي من خلال هذه المجموعة، أني لا أريد لأحد أن يحتاج لي أو لغيري».
وواصل «النصف الآخر من أرباح المجموعة يعاد استثماره في المجموعة، من دون منح حصة ربح لأحد، لأنها مؤسسة مستدامة للمستقبل للاستمرار في بناء قدراتها، ولدينا خط الإنترنت الخاص بنا، ولا نعتمد على مزود للإنترنت، وأنشأنا السحابة الحوسبية الخاصة بنا كذلك».
واعتبر أبوغزالة أن العمل الخيري لن يكون مجديا إذا لم يتحول إلى العمل الرقمي، وعلق «نحن أمام تحدٍ حقيقي للعمل الخيري، ولا يجوز أن نكون إلا في مقدمة النشاطات في التحول للعمل الرقمي، وأهل الخير يجب أن يكونوا قادة لهذا التحول».
وذكر بأن مستقبل صنع الثروة سيكون من صنع الاختراعات المعرفية، متوقعا أن يكون أغنى أغنياء العالم هم عمال المعرفة، وختم حديثه قائلا «هناك دراسات تقول أننا في العام 2050 سندخل عالم التوحد (solidarity)، بمعنى أن الإنسان والآلة والأداة سيصبحون واحدا، نحن الآن نستعمل الانترنت بيننا، بينما في العام 2050 ستعمل الأدوات أكثر من الإنسان، وسننتقل إلى (أنترنتة) الأشياء، ولذلك لا يجوز للعمل الخيري أن يبقى بعيدا عن العمل التقني».
وتتناول جلسات أعمال المؤتمر الذي يختتم أعماله اليوم (الإثنين)، موضوعات محفزات الابتكار ومحركات التحول الرقمي في العمل الخيري والإنساني مع تنامي الفرص وتزايد التحديات على المؤسسات الخيرية، ودور المؤسسات الحكومية والخاصة في دفع عجلة التطوير وتسهيل التمكين الرقمي للمؤسسات الخيرية.
كما يتناول المؤتمر الموضوعات المتعلقة بالنقلة التقنية في الحلول الخيرية، ودور التكنولوجيا في إتاحة فرص مبتكرة لتعزيز العمليات وتقليل الكلفة وتقديم قيمة مضافة للمجتمع، وكذلك التركيز على استراتيجيات الإعلام الذكي والمشاركة الإلكترونية في بناء المؤسسة الخيرية، ومن بينها استراتيجية إدارة السمعة في الإعلام الاجتماعي للقطاع الخيري، والابتكار الرقمي وأثره في الترويج للعمل الخيري، ودور التكنولوجيا في تفعيل التواصل الاجتماعي في العمل الخيري، ودور الإعلام الهادف والتقنية في تعزيز العمل الخيري.
ويناقش المؤتمر أيضا، الاستفادة المثلى من الوسائل والتوجهات التقنية الحديثة والمزودين المعتبرين، والتحديات التي تواجه مؤسسات المجتمع المدني في الوصول إلى التكنولوجيا أو تحسين الموارد النقدية في ظل محدودية التمويل.
العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ