دعا وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) إلى بدء عملية لعزل «تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)» في مدينة الرقة السورية بالتزامن مع الهجوم على مدينة الموصل، معقل التنظيم في العراق.
وصرح كارتر خلال زيارة إلى إقليم كردستان العراق لبحث العملية الدائرة لاستعادة الموصل «نريد أن نرى بدء عملية عزل حول الرقة بالسرعة الممكنة».
وأضاف «نعمل مع شركائنا هناك (في سورية) للقيام بذلك» مضيفاً «ستكون هاتان العمليتان متزامنتين».
وقال كارتر إن فكرة شن عمليتين متزامنتين في الموصل والرقة «هي جزء من تخطيطنا منذ فترة طويلة».
وفي العراق يعمل التحالف مع القوات الحكومية وقوات البشمركة الكردية في معركة الموصل.
اما في سورية فإن مشاركة قوات برية في أية عملية لاستعادة الرقة ستكون أمراً معقداً.
وتقدم الولايات المتحدة الدعم للفصائل السورية المسلحة و»قوات سورية الديمقراطية» التي يقودها الأكراد في معركتها ضد التنظيم المتطرف. إلا أن قوات الرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا وإيران تقاتل التنظيم كذلك.
ميدانياً، تجددت المعارك في حلب بين الجيش السوري والفصائل المعارضة المسلحة بعيد انتهاء الهدنة الإنسانية التي أعلنتها روسيا طوال ثلاثة أيام ولم تسفر عن إجلاء الجرحى من الأحياء المحاصرة.
واستهدفت غارات جديدة وقصف مدفعي أمس (الأحد) أحياء عدة في شرق حلب الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة ما أسفر عن سقوط جرحى وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. واستهدف قصف مدفعي أيضاً حيين يسيطر عليهما النظام وفق المصدر نفسه.
وكان مدير المرصد، رامي عبد الرحمن أكد السبت أن «هناك تعزيزات عسكرية من الطرفين الأمر الذي يظهر أنه ستكون هناك عملية عسكرية واسعة في حال فشل وقف إطلاق النار».
مواجهات في جنوب حلب
واتهمت السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم.
وكانت الأمم المتحدة خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن «الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية» ليست متوافرة. وتقول الأمم المتحدة إن 200 شخص من المرضى والجرحى يجب إجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.
وأفاد المرصد السوري أن قوات النظام سيطرت أمس على مناطق جديدة عند الأطراف الجنوبية لحلب ما يتيح لها استهداف الأحياء الشرقية.
وقتل عشرون إرهابياً على الأقل في هذه المعارك ينتمي معظمهم إلى «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) بحسب المرصد.
وأسف وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك آيرولت الذي وصل الأحد إلى غازي عنتاب في جنوب تركيا حيث سيزور مخيماً للاجئين، لتجدد المعارك.
وقال «إذا كنا نريد أن يعود اللاجئون السوريون يوماً إلى بلادهم فينبغي القيام بكل ما هو ممكن لوقف هذه المجزرة واستئناف عملية التفاوض للوصول إلى اتفاق سياسي. ولا يمكن الوصول إلى مفاوضات تحت القنابل». إلى ذلك، أصيب شخصان على الأقل أمس (الأحد) بانفجار قنبلة وضعت على دراجة نارية في مدينة الحسكة (شمال شرق) وفق المرصد السوري.
ووقع الانفجار في حي تسيطر عليه القوات الكردية التي تستهدف عادة بهجمات مماثلة يتبناها تنظيم «داعش».
وفي نيويورك، أعلن خبراء تابعون للأمم المتحدة أن الجيش السوري شن هجوماً كيماوياً على بلدة قميناس في محافظة إدلب بشمال غرب سورية في 16 مارس/ آذار 2015.
غير أن الخبراء لم يجمعوا أدلة كافية لتحديد المسئولية عن هجومين كيماويين آخرين في بنش بالمحافظة نفسها في 24 مارس 2015 وفي كفر زيتا بمحافظة حماه في 18 أبريل/ نيسان 2014، بحسب التقرير الذي أرسل الجمعة إلى مجلس الأمن الدولي.
العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ