شن التحالف العربي، غارات مكثفة أمس الأحد (23 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) ضد الحوثيين، رغم دعوة الأمم المتحدة لتمديد هدنة الـ 72 ساعة التي انتهت منتصف ليل أمس، وشابتها أساساً خروقات متكررة.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد دعا السبت إلى تمديد الهدنة بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف، و الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، ثلاثة أيام إضافية.
إلا أن مسئولاً حكومياً يمنياً اعتبر أن تمديد الهدنة «غير مجد».
وقال وزير الخارجية، عبد الملك المخلافي لوكالة «فرانس برس»: «نحن نقدر دعوة المبعوث الأممي للتمديد، لكن في الأساس لم تكن هنالك هدنة بسبب خروقات» الحوثيين.
وأضاف «التمديد غير مجد حتى وإن وافقنا عليه، لأن الطرف الآخر لم يقدم أي التزام، لا إلينا ولا إلى المبعوث الأممي، بالهدنة أو بغيرها».
ودخلت هدنة الساعات الـ 72 التي أعلنتها الأمم المتحدة، حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء الخميس، وانتهت عمليا ليل السبت الأحد.
ودعا ولد الشيخ أحمد مساء السبت مع اقتراب موعد انتهاء الهدنة، أطراف النزاع إلى الاتفاق على تمديدها 72 ساعة قابلة للتجديد.
واعتبر المبعوث الدولي أن وقف إطلاق النار «صمد بشكل عام رغم الانتهاكات» التي نسبت إلى طرفي النزاع في مناطق عدة.
وأوضح «لاحظنا في الأيام الأخيرة أن المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية تم توزيعها في العديد من المناطق المتضررة، وقد تمكن موظفو الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق التي تعذّر الوصول إليها سابقاً. ونود أن تستمر هذه الجهود وأن يتم توسيع نطاقها في الأيام المقبلة».
غارات وتعزيزات
إلا أن المعارك بين الطرفين لم تتوقف عملياً خلال الأيام الثلاثة. والسبت، قتل تسعة حوثيين وأربعة عناصر من القوات الموالية للحكومة، في مواجهات على جبهات عدة، بحسب مصادر عسكرية.
ومنذ فجر أمس (الأحد)، شنت مقاتلات التحالف غارات مكثفة على مواقع تابعة للحوثيين، خصوصاً في صنعاء التي يسيطرون عليها منذ سبتمبر/ أيلول 2014. كما طاولت الغارات مواقع لهم في محافظات مأرب (شرق صنعاء) وصعدة والجوف (شمال)، إضافة إلى محافظة تعز (جنوب غرب)، بحسب مصادر عسكرية موالية لهادي.
كما استهدف الطيران تعزيزات عسكرية كانت في طريقها من صنعاء إلى صرواح في محافظة مأرب.
وأوردت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، تسجيل 16 غارة الأحد.
وفي محاولة لتمديد وقف إطلاق النار وصل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة صنعاء أمس (الأحد) في زيارة غير معلنة.
وذكرت مصادر محلية مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن ولد الشيخ وصل اليوم (أمس) إلى العاصمة صنعاء، حيث قام باستقباله رئيس وفد الحوثيين في مشاورات الكويت، محمد عبدالسلام.
وأوضحت المصادر، أن زيارة ولد الشيخ تأتي في اطار مناقشة مسودة السلام، إلى جانب محاولة تجديد الهدنة التي انتهت منتصف ليل أمس السبت.
وتأتي زيارة ولد الشيخ إلى صنعاء، تزامناً مع هجوم شنه حزب الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، عليه.
ونقل بيان نشره موقع الحزب الرسمي عن مصدر مسئول بالمؤتمر الشعبي العام قوله إن «المبعوث الأممي إلى اليمن لم يعد مبعوثاً أممياً محايداً وقد أصبح اليوم مبعوثاً سعودياً» بحسب قوله.
العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ